العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلول في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 01-10-2011, 06:50 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي حكامنا الآن هل هم ولاة امرنا ؟

الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة ، والسلام ، على أشرف المرسلين ، نبيّنا محمّد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين ، وبعـد :
فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه : ( قال عمر بن الخطاب وحوله المهاجرون والأنصار : أرأيتم لو ترخَّصت في بعض الأمور ، ما كنتم فاعلين ؟ فقال ذلك مرتين ، أو ثلاثا : أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ، ما كنتم فاعلين ؟ فقال بشير بن سعد : لو فعلت ذلك قوَّمناك تقويم القـدح ، فقال عمر : أنتـم إذاً أنتـم ) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( يكون أمراء تغشاهم غواش من الناس ، يكذبون ، ويظلمون ، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس منّي ، ولست منه ، ومن لم يدخل عليهم ، ولم يصدّقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ، فهو منّي ، وأنا منه ) رواه أحمد وغيره .
إنَّ أقبح موضع يضع الناطـقون باسم علوم الشريعة أنفسهـم فيه ، هو الموضع الذي يستعملُ فيه ألسنتَهـم ، زعيمٌ لنظام لايعترف بمرجعيـة الشريعة أصـلا ، ولايرفع بها رأساً إلاّ إذا وافقت هواه ، وهو مع ذلك رمزٌ لحكمِ الفساد ، والظلـم ، وإضاعة الحقوق ، وبيع الوطن ، وغشّ الرعيـّة .
يستعملُ فيه ألسنتـَهـم سكاكيـنَ يحـزُّ بها رقاب شعبـِهِ ، ويستحلّ بفتاواهـم دماء المستضعفيـن ، ويقتـل المصلحيـن ، ويظلم القائمين عليه بالحق ، الذين ينكرون ظلمه ، وينشدون إصلاح البلاد ، وحقوق العبـاد ، ويسعون لإقامة حكـم راشد ينشر العدل ، ويحقق المصالـح ، ويعـزُّ الأمة ، ويحفظ كرامتها !
وإنَّهـم لشركاءُ له في كلِّ قطرة دم تهُراق بسبب فتواهم ، كما جاء في الآثار ، أنَّ اللسان ربمـا كان أشدّ ضرراً من وقع السيف .
فضـلاً عمَّا ستحمله ظهورُهـم من أوزار نيّاتهـم القبيحة ببقـاء الفساد العام بسبب إستمرار حكم الطاغية ، ومن سيئـات فوات المصالح العظيمة التي سيأتي بها التغيير الذي تنشده ثورة اليمن لتحقيق الإصلاح ، والعدالة ، ورفع الظلم ، فيما لو فشـلت ، لاقدّر الله .
هذا.. وإنَّ أقبـحَ من هذه القبـائح كلِّها ، عبثهـُم بنصوص الشريعة ، وبمذاهب فقهاء الإسلام ، فيما يتعـلَّق بالخروج على الإمام ، وحكم البغـاة ! ووضعهـم لها في مساقـات هي أبعـد ما تكون عن سياقها ، بُغيـة إطلاق يد الظالم ليستبيح الدماء ، ويغتصـب حقوق الأبريـاء .
فجـاء فعلُهم هذا ، إضافة إلى بشاعة جرمـه ، تزويـراً واضحـاً ، وتحريـفاً فاضـحـاً.
ثـمَّ إنَّ جريمـة التزويـر هذه ، قـد وقعت من ثلاث جهـات :
أحدهـا : أنَّ جميع المذاهب الفقهية إنما تتناول هذه الإصطلاحات الشرعية _ ولي الأمر ، الإمامة ، الخليفة ، الخوارج ، البغـاة _ في ظل نظام إسلاميّ مرجعيته الوحيـدة هي الشريعة الإسلاميـة ، فلها أحكامهـا التي تختـصُّ بها ، وتتفق مع قواعدها.
فإنزالهـا على الأنظمة السياسية التـي تقوم على غيـر هذا المبـدأ _ وهـي مع ذلك ( أنظمة الفساد الشامل ) _ ما هـو إلاّ العبـث في دين الله تعالـى ، والتلاعـب بأحكام القــرآن !
ولعمـري.. ليس لهؤلاء مثـلٌ أصدق عليهم ، ممـن يتكـلَّف تحميـل أحكام النكاح ، والطـلاق في الشريعة ، على عقود زواج وضعي يرفض شريعـة الله أصـلا ! ، فيضحـك عليه العقـلاء ، أو كمثـل ذاك المفتري الذي جعل الضريبة الجائـرة التي تظلم بها دولة الفساد مواطنيها ، تجزئ عن الزكاة !!
وحسبُنا الله ونعم الوكيل ، فقد امتـلأ العالم العـربي من هؤلاء المزوِّريـن ، الذين وظيفتهم تركيب نصوص الشرع ، وكلام الفقهاء ، عـن خليفة المسلمين ، ووليّ أمر المؤمنيـن ، على زعماء الفساد ، والخيانـة ، والظلـم ، الذين لايعترفون أصلاً بشريعة الله !
قـد امتلأ الوطن العربي بهم طولاً ، وعرضـاً ، من البوطـي وحسـُّون شمـالاً ، إلى (عملاء علي طايح ) جنوبا ، ومن المناصب الرسمية في الخليـج شرقا ، إلى أبواق ( أمير المؤمنين الرئيس الأعلى للدين !! ) غربـا ، مرورا بمزوِّري القذافي (ولي الأمر) المختبئ كالفـأر !!
وأما الوجـه الثاني : فهـو أنـَّهُ حتى لو كان النظام السياسي أصـلا يقوم على مبدأ مرجعية الشريعة الإسلامية ، ورأسـه هـو خليفةُ المسلمين ، فلايختلف الفقهـاء في حكميـن شرعيين مهمـِّين هنا في شأن المعارضين للسلطـة :
الأول : أنَّ الشريعـة تُلـزم النظام بالإمتناع عن إستعمال القوة المسلحة حتـى ضـدّ (البغـاة ) ، ونعنـي هنا البغاة بتعريفهم المعروف _ وهذه الثورات من هذا الوصف بـريئـة _ حتى يبدؤوا هـم بذلك.
بل ثـمَّة أعجب من هذا في الفقه الإسلامي ! أعنـي في إحترام الحراك السياسي السلمي المعارض ، منـذ ذلك الزمـن ، حـيث كان العالم يعـجُّ بأنظمة إستبداد لاتوصف بشاعة ،
وذلك أنـَّه حتَّى الخوارج _ تلك الفرقة التي وُصفـتْ في الأحاديث بأنهم يمرقون من الدين _ لايحلُّ للسلطة أن تستعمل ضدّهم القوة المسلَّحة ، مالم يستعملوها هـم أولاً ، كما نصَّت على ذلك كتب الفقـه في باب قتال أهل البغـي .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2011, 06:51 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

كما قال في منتهى الإرادات : ( وإن أظهـر قـومٌ رأي الخوارج ، كتكفير مرتكب الكبيرة ، ولم يخرجوا عن قبضـة الإمام ، أي لـم يجتمعـوا للحرب ، لـم يتعرَّض لهم ) _ أي يُكتفى هنا بالحوار لردهم عن غيّهم _ ، وقال فـي العنايـة شـرح الهداية : ( ولا يَبدأُ بِقتال حتَّى يبدؤوه ) ، ومثل هذا مذهب المالكية ، والشافعية ، وهذا متفق عليه بين الفقهاء ، فلا نطيل فيـه.
فإذن الشريعة الإسلامية واضحة في أنهـا توجب على السلطة القائمة ، إحترام الحراك السلمي المعارض _ حتى لو كانوا بغـاة أو خوارج !! _ وتجـرِّم إستعمال سلاح السلطة ضـدَّه إبتـداءً !
وأحسب أنَّ علـَّة ذلك فـي نظر الفقهاء ، أنَّ السلطة _ في الفقه الإسلامي _ إن كانت غير قادرة حتـَّى على كسب الرأي العام الشعبي معها ، وقـد تفوَّق عليها غيـرُها ، فهي من الضعـف بحيث يصدق عليها الوصف : ( الفاقدة بحكـم الواقع لشرعيتها ) ! فأيُّ مصلحـة للمسلمين في بقائها !!
والثاني : أنه حتى البغاة في الشريعة الإسلامية الذين اجتمعوا لحرب ، لايحلُّ للسلطة أن تقاتلـهم حتى تزيل المظالم ، وتكشف الشُّبه ، بحيث لايبقى لهم عذر ، أمام سلطة تقوم بواجبهـا ، وتحقق مصالح المسلمين .
كما في شرح الزركشي : ( البغاة إذا خرجوا على الإمام فإنه يراسلهم ، ويسألهم ما ينقمون منه ؟ فإن ذكروا مظلمة أزالها ، وإن ادّعوا شبهة كشفها) ، ومثل هذا في المغني ، وغيره .
أمـّا أنْ تصـِرّ السلطة الطاغية ، على مظالمها ، وتبقى سادرة في غيِّها ، وتطلب فتوى من العلماء لتسبيح دماء المعارضة السلمية ، الذين لايصدق عليهم بحال وصف البـغاة ، فلا أدري _ والله _ أي تزوير للدين أبشـع من هـذا ، ولا أشـدُّ جرمـا وشناعـة !!
الوجـه الثالث : أنَّ السلطة الجائرة في الشريعة الإسلامية ، لاتعامـل معاملة السلطة الراشدة ، في حكـم تغييرها بالقوة ، ولهذا اختلف الفقهاء في إستعمال السلاح لإسقاط السلطة الجائـرة ، ( الحكم التفصيلي في نهاية المقال )
هذا .. ومعلوم أنَّ الثورة اليمنيِّة بل كلُّ الثورات العربية _ وهي أبعـد مـا تكون عن البغاة بلْـهَ الخوارج _ ( لـم تجتمع لحـرب ) ، وإنما هي ثورات سلمية ، تنشد التغيير ، والإصلاح ، والكرامة ، والحقوق ، والعدالة .
وأنـَّها يقوم عليها شبابٌ شرفـاء ، ورؤوسٌ نبـلاء ، يستعملون وسائل مباحة ، يكفلها النظام حقوقا لاتمُسُّ للمواطنيـن ،
كما تنصُّ القوانيـن على محاسبة النظام إذا منع الشعب من هذه الحقوق ، ومعاقبته.
وبهذا التوصيف الحـقِّ ، تكون الثورة اليمنية _ وكلُّ الثورات العربية _ هي التي عملت بالنظام ، وتقيـَّدت به .
والسلطة هـي التي خرجـت عنـه خروجا سافـراً ، وتعـدَّت حدودَه ، واستهانت بـه ، وخانت عهدها ، فتكون هي الباغيـة ، فتُنـزل عليها نصوص الفئة الباغيـة !
وبهـذا يتبيـَّن التزوير القبيح التي ارتكبه (عملاء طاغية اليمن ) عندما أنزلوا ما ورد من النصوص في شأن الخروج المسلَّح لطائفة تجتمع للحرب ضد سلطـة عادلة تحكم بالشريعة ! أنزلوها على شعبٍ كريم ، يستعمل وسائل سلميّة يكفلها له النظام ، ليرفع عنه قهر الظلم ، والطغيـان ، وحيث تكون السلطة هي التي خرجت عن النظام ، ونقضتـه !
وقـد حـرَّفوُا أحكـامَ دين الله تعالى ، مرتين : عندما أنزلـوا الزعيـم اليمنـي منزلة ( أمير المؤمنين ، وخليفة المسلمين ) ، ونظامه منزلة النظام الإسلامي ، وجعلوا كلام الفقهاء في هذا المنصب العظيم الشريف في الحضارة الإسلامية ، لهذا الطاغية المفسـد في الأرض !
وعندما تلاعبـوا بكلام الفقهاء حتـَّى في أحكام ( البغـاة على الإمام العدل) ، وأباحوا مالم يبحـْهُ أحـدٌ قبلهـم ، متحمّلين وزر الدماء التي ستسفكها سلطة طاغية ، مفسـدة ، أهلـكت البلاد ، والعبـاد .
والعجب العجاب أنهم يعلمون _ إن كانوا قد تعلَّموا الفقـه _ ما نص عليه الفقهاء من أنَّ عقد البيعة للإمام في النظام السياسي الإسلامي ، لايعطي السلطة شرعيّـةً بمجرد وجودها في الحكم ! بل يقيد تلك الشرعيـة بما يجـب أن تقوم به السلطة من مهـام جسيـمة إن فرَّطـت بها فقـدت شرعيـّتها _ وهذا بخلاف مجرد فسق الحاكم المشهور الخلاف فيه _ ولنذكـر هنا بعض ما نص عليها الفقهاء ، كما في منتهى الإرادات على سبيل المثـال :
( وصفة العقد أن يقول له كلُّ من أهل الحـلّ ، والعقد : قد بايعناك على إقامة العدل ، والإنصاف ، والقيام لفروض الأمة ، ولا يحتاج مع ذلك إلى صفقة اليد ، فإذا ثبتت إمامته لزمه حفظ الدين على أصوله ، التي أجمع عليها سلف الأمة ، فإن زاغ ذو شبهة عنه ، بيـَّن له الحجة ، وأخـذه بما يلزمه ، حراسةً للدين من الخلل ، وتنفيذ الأحكام بين المتشاجرين ، وقطع خصومتهم ، وحمايـةَ البيضة ، والذبِّ عن الحوزة ، ليتصرف الناس في معايشهم ، ويسيروا في الأسفار آمنين ، وإقامة الحدود ، لتُصان محارم الله تعالى ، وحقوق عباده ، وتحصين الثغور بالعدة المانعة ، وجهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة ، وجباية الفيء ، والصدقات على ما أوجبه الشرع ، وتقدير ما يستحق من بيت المال بلا سرف ، ولا تقصير ، ودفعه في وقته بلا تقديم ، ولا تأخير واستكفاء الأمناء ، وتقليد النصحاء فيما يفوضه إليهم ضبطا للأعمال ، وحفظا للأموال ، وأن يباشر بنفسه مشارفة الأمور ، ويتصفح الأحوال ، لينهض بسياسة الأمّة وحراسة الملـّة ) أ.هـ.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2011, 06:52 PM   #3
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وليت شعري !! أيُّ شيء من هذا العقد السياسي في الشريعة الإسلامية متوفـرٌ في نظام طاغية اليمن ، أيُّ عدل ، وأيّ إنصاف ، وأيّ فروض الأمـّة أقام ، وأيُّ دين حرس ، وأيُّ بيضةٍ حمى ، وقـد انتهكت سيادة اليمن في عصره بما يسبق مثله ، وأيُّ سياسة أمـةٍ نهض بها ، وأيُّ حراسة ملّة اضطلع بها ؟!!



كما أنهم يعلمون _ إن كانوا حقـَّا تعلموا الفقه _ أنه حتى في النظام السياسي ذي المرجعية الإسلامية الكاملة ، لايجري على الخارجين على السلطة الحائـدة عما ذكر في هذا العقـد ، ما يجري على السلطة الراشـدة ، العادلة ، من وجوب إعانتها على من يخرج عليها بالسـلاح _ فضلا عمن يعارضها سلميا _ كما في الشرح الكبير للشيخ الدردير : ( وأما غير العدل فلا تجب معاونته ، قال مالك رضي الله عنه : دعـه ، وما يُراد منـه .. كما أنـَّه لا يجوز له قتالهم ، لاحتمال أن يكون خروجهم عليه لفسقه ، وجوره ) أ.هـ أي : إن كان جائـراً ، لم يحلّ له أصلاً أن يقاتل من خرج عليه !



وأنَّ الفقهاء قد علَّلوا إعانة السلطة ضد البغاة ، بخشية تفريق صفِّ الأمـة الإسلامية ، ووقوع الفساد في الأرض من البغاة ، وسفكهم الدمـاء .



فإذا كان الواقع هو العكس تماما ، فالمخالفون للسلطة الفاسـدة ، ليسـوا بغاة أصلا ، بل هم ملايين من الشعب في تحرك إصـلاحي سلمـي ، يتحـرَّك بوسائل حضارية أبعد ما تكون عن وصـف الإفساد ، والنظام هو السافك للدماء ، فيجب أن ينعكس الحكـم ، وتلك لعمري قاعدة شرعية متفق عليها ، فالعلة تدور مع المعلول وجوداً ، وعـدما .



ومعلوم أنَّ الأنظمة العربية ، هي التي فرَّقـت الأمـّة ، وهي التي ملأتهـا فساداً ، وأرهقت شعوبها طغياناً كبيـراً ، وأوضعت خلالها تبغيهـا الفتـن ، والضلال ، والضعف ، والوهـن ، وسلطت عليها الأجنبي ، وأضاعت كلَّ أسباب قوتها .



بينما هذه الثورات المباركة هي التي تقـرِّب الأمـَّة من توحِّدها ، وتـرفع عنهـا ذلهـّا ، وهوانهـا ، وتقرّبـها من إقامة العـدل ، وردّ الحقوق ، وإعادة الحكم الراشد في ديارها .



فكان الواجب على الذين دعاهـم طاغية اليـمن ليصدروا له فتوى تبيح دماء شعبـه ! إن كانوا حقا يريدون أن يمثـِّلوا علمـاء هذه الشريعة العظيمة ، أن يقفوا مع من تتحقق بهم مصالح أمّة الإسلام ، ويُدرءُ بهـم الضرر ، والفسـاد عنها ، وهم الشعـوب العربية الثائرة التي نهضـت لتعيد أمّتنا إلى سمـوِّ حضارتها ، ولتوحِّـدَ رايتها ، وتصلح أحوالها .



ولكن .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. وقد صح عن عمر رضي الله عنه : (‏ يهدم الدين _ وفي لفظ ‏:‏ يهدم الإسلام _ ثلاثة ‏:‏ زيغة عالم ، ومجادلة منافق بالقرآن ، وأئمة مضلُّون‏ ) ، فنعوذ بالله تعالى مما تخوّف منه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه على أمـّة الإسلام .



ونخـتم مذكرين بما في كتاب الله تعالى من الزجـر الأكيـد ، والوعيد الشديد من جريمـة إعانة الظـلمة ، كما قال الحقَّ سبحانه : ( ربّ بما أنعمتَ علـيّ فلن أكون ظهيـراً للمجرمين ) ، وقال جل وعــزّ : ( ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار ، وما لكم من دون الله من أولياء ، ثمّ لاتُنصرون ) ، وقال سبحانه : ( ولاتكن للخائنيـنَ خصيماً ) وقال تعالى : ( ولا تجادل عن الذين يختانون أَنفسهم ) ، وقال : ( هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمّن يكون عليهم وكيلا ) ..



وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنها تخلف مـن بعدهم خلوف ، يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل ) رواه مسلم



وفي الحديث : ( إنَّ الناس إذا رأوْا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) رواه احمد ، وأصحاب السنن



والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكـلون .




الكاتب: حامد بن عبدالله العلي


التاريخ: 01/10/2011
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2011, 06:54 PM   #4
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

حكم الخروج على الحكام :



الحمد لله والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وبعد :



فقد احتج القائلون بهذا المذهـب ، بقوله تعالى : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) .



وبقوله تعالى : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل )



وبقوله تعالى: ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) ، وهذه الآيات ، ونظائرها في القرآن ، دلالتها عامّـة ، فتشمل بغـي السلطة وغيرها ، فكلُّ من بغى على المسلمين ، يجب منعه ولو بالقتال ، إذ الغاية هي منع البغي ، وكفّ ضرره على الناس ، ولئن كان قتال الباغـي من غير السلطة مأمورا به ، مع أنه أخف ضررا على الناس من بغي السلطة ، فقتال السلطة الباغية أولى بأن يكون مأمورا به ، وقياس الأولى أقوى القياس ، وأثبته ، وأحكمه ، فثبت بالنص والقياس ، وجوب منع البغي ، ولو بالقتال .



وبقوله تعالى ( لاينال عهدي الظالمين ) ، وهي نص بإنتقاض عهد الظالم ، وحينئذ بلا حقَّ له ، ويجب نزعه بالقـوّة ، إذ هو مغتصب للسلطة.



وبالآيات التي تحذّر من الظلم ، وتبيّن خطره العظيم ، وعواقبه الوخيمـة ، وفيها دلالة على أمر الشريعة بالسعي في إزالة الظلم ، وتحقيق العدل بكلِّ سبيـل ، ولو بالقـوّة.



وبالآيـات التي تأمر بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، باليد أولا.


.


والعدل هـو أعظم مأمور به ، فيجب تحقيقه ما أمكـن وإن بالقـوّة .



والظلم أعظم منكر ، فوجب تغييره باليد ، والقـوَّة .



والدليل على أنّ هذه الآيات تشمل ظلم السلطة حديث ابن مسعود ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي بعثه الله قبلي إلاّ كان له من أمته حواريون ، وأصحاب يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف نم بعدهم خلوف ، يقولون مالايفعلون ، ويفعلون مالايؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) رواه مسلم ، ولهذا قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد ) جامع العلم والحكم 304



وبحديث ابن مسعود رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنّة ، ويعملون بالبدعة ، ويؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ، فقلت : يارسول الله إن أدركتهم كيف أفعل ؟ قال : تسألني يا ابن أمّ عبد ماذا تفعل ؟ لا طاعـة لمن عصى الله ) رواه أحمد ، وابن ماجه ، وغيرهما



وبحديث أبي بكر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) رواه احمد ، وأصحاب السنن.



وبحديث عقبة بن مالك رضي الله عنه ، قال : ( أعجزتم إذ بعثت رجلاً فلم يمض لأمري ، أن تجعلوا مكانه من يمضـي لأمري ) رواه أبو داود ، وقصته أنَّ أمير السرية خالف أمره صلى الله عليه وسلم ، فلما رجعوا ذكروا له ذلك ، فقال الحديث .





وبحديـث النعمان بن بشيـر رضي الله عنـه ، عن النبيّ ‏صلى الله عليه وسلــم ‏، ‏قال ‏ ‏: ( مثل القائم على حدود الله ، والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها ، إذا استقوا من الماء ، مرُّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري وغيره ، وهذا عام يشمل إذا كان الذي يسعى لإغراق السفينة هم ذوو السلطة ، فإن أُخـُذ على أيدهم نجا الناس ، وإن تُركوا حدث الهلاك والعياذ بالله تعالى .



وبحديث جابر رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم ( كيف تُقدّس أمـَّة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهـم ) ، رواه ابن حبان والطبراني ، وهذا يشمل السلطة الظالمة ، فيجب الأخذ على يديها إن ظلمت الضعفـاء.



وبما رواه ابن اسحاق حدثني الزهري ، حدثني أنس رضي الله عنه ، فيما قاله الصديق في أوّل خطبه له ، قال ( ثم تكلم أبو بكر ، فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أمابعد ، أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم ، فان أحسنت فأعينوني ، وان أسأت فقوّموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله ، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلاّ عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ) قال ابن كثير ، وهذا إسناد صحيح أ.هـ ، وقد قال الصديق هذه الجمل العظيمة ، في حضرة خيار الصحابة ، وفي مجمع عام يشملهم ، فلم ينكر عليه أحـد .


.


كما احتجُّـوا بالأحاديث التي تحضُّ على إظهار النكير على حكام الجور :



فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : (أفضل الجهاد كلمة حق _ وفي رواية عدل _ عند سلطان جائر ) رواه الترمذي، وأبو داود ،وابن ماجه وغيرهم .



وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : أنت ظالم ، فقد تُودِّع منهم ) رواه أحمـد والبيهقي .



كما احتجوا بالأحاديث التي حذّرت من أئمة الجور ، والضلالة ، وأنَّ شرَّهم على المسلمين عظيم ، قالوا : ومحال أن يجتمع هذا التحذير الشديد المقرون بأنهم سبب هلاك الأمـة ، مع الأمـر بتركهـم وجورهـم !



منها : عن ثوبان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمّة المضلين ) رواه الترمذي وغيره



وعن شداد بن أوس قال صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلين ) روه الطيالسي



وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( أشدّ الناس عذابا يوم القيامة ، رجل قتله نبيُّ ، أو قتل نبيـّا ، وإمام ضلالة ، وممثل من الممثلين ) رواه الإمام أحمـد ، ومعنى قوله ( ممثل من الممثلين ) أي صانع التماثيل لذوات الأرواح ،


جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-10-2011, 06:54 PM   #5
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وعن كعب بن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو دخل ، ونحن تسعة ، وبيننا وسادة من أدم ، فقال : ( إنها ستكون بعدي أمراء ، يكذبون ، ويظلمون ، فمن دخل عليهم ، فصدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس منّي ، وليست منه ، وليس بوارد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ويعنهم على ظلمهم ، فهو منّي ، وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض ) رواه أحمد وغيره .



وبقول عمر رضي الله عنه لزياد بن حديـر : ( هل تعرف ما يهدم الإسلام ، قلت : لا ، قال : يهدمه زلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، وحكم الأئمة المضلّين ) رواه الدارمي.



أما من قال بهذا القول ، فهذا _ أعني إزالة السلطة الظالمة ، ولو بالقوّة _ مذهب مشهور لكثير من أئمة السلف ، من الصحابة ، والتابعين ، بل حكاه ابن حزم عن أكثرهـم ، هو مذهب أبي حنيفة رحمه الله ، ومذهب الشافعي في القديم ، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد ، وهـو مذهب صاحب الإمام أحمد ، أحمد بن نصر الخزاعي ، وقد قام بالسلاح على السلطان الواثق ، واستشهد رحمه الله في تلك الوقعـة ، أما الإمام مالك ، فقد صـرح بأنه يقاتل مع العدل سواء كان القائم ، أو الخارج عليه ، كما في رواية سحنون ، والمذهب الآخر قيـَّد المنع بالخوف من وقوع فتنة ، يبقى معها الظلم ، وتزداد المفاسد ، وسفك الدماء ، فعُلم أنه إذا انتفت هذه العلَّة ، فالمسألة حينئذٍ إجماع بين المذاهب في السلطة الجائرة ، أما عند وقوع الكفر البواح ، فلا خلاف في وجوب الجهـاد أصـلا .


والله أعلم
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .