لم يقدم أحد على وجه اليقين سببا ً وجيها ً لتلك الحملة التي يشنها البعض على الإسلام كمنظومة دينية متناولا ً في كل حقبة جانبا ً من الحياة الأساسية للمسلمين أو عاداتهم و طرائق حياتهم .
و لعل آخر تقليعات تلك الحملات ما صرح به النائب الهولندي زعيم حزب الحرية خبرت فليدزر بأنه يقترح على الحكومة الهولندية بسن قانون يتم بموجبه جباية ضريبة من المحجبات من النساء اللواتي يردن ارتداء الحجاب و هذه الضريبة السنوية مقدارها ألف يورو . و طالب إلى جانب ذلك بطرد المسلمين من أوروبا .
و في صداد هذا الخبر حفلت وسائل الإعلام العربية و خاصة الأردنية بأنباء تبعث على القلق . فقد صرح النائب الأردني سليمان السعد أنه أبلغ الحكومة أن الأسواق حافلة بالأحذية المكتوب عليها (( لفظ الجلالة )) . و أشارت الصحافة الأردنية إلى أنه قد تمت في الآونة الأخيرة ضبط الأحذية التي تحتوي على لفظ الجلالة و أسماء الأنبياء في الأسواق و المراكز الجمركية .
أنباء تبعث على القلق و تثير أسئلة لدى الحريصين على التفاهم الإنساني .ما المصلحة في مثل تلك التصريحات و تلك التعليقات من الإساءات . هل قدم رامي الحذاء على الرئيس بوش نموذجا ً على أمة تتعلق بأهداب الشكليات متناسية قضاياها الأساسية . و ما سر ذاك الإحتفال بما قام به . و لماذا أضحى اسمه محفورا ً في ذاكرة كل الأجيال . هل يتذكر أحد من الأجيال العربية اسم أو اسمين من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المقدر عددهم بأحد عشر ألفا ً !!! لقد قال زهير بن أبي سلمى قبل قرون : من يهن يسهل الهوان عليه ... فالجرح يميت ايلام . فأنت ترى اليوم أن وزير خارجية السويد و المبعوثين لمحاولة حل الصراع أكثر صرامة و إنسانية من أولئك ذوي القربى الذين يحاصرون مليون و نصف فلسطيني في غزة .
و عليه فإن تلك الأصوات و الأفعال النشاز التي تخدش القيم و المنظومة الدينية سوف تذهب أدراج الرياح طالما استطاع المفكرون و أهل العقل تقديم الحجة و تبيان رسالة الأسلام الإنسانية .
عبث عنصري
النمط المتطور