الخطأ سلوك بشري لابد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء.. و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره.. ونضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة وروية
اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب فلنحاول أن نتجنبه..
المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر وعتاب قاس وهو يرى أنه
مصيب، إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة وصراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:
أترضاه لأمك؟ قال: لا.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم
ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أترضاه لأختك؟ قال: لا،
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم
إلى آخر الحديث، فأبغض الشاب الزنا.
كلنا ندرك أن من البيان سحرا فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء؟!!
فمثلاً حينما نقول للمخطئ: لو فعلت كذا لكان أفضل، ما رأيك لو تفعل كذا، أنا اقترح أن تفعل كذا، ما وجهة نظرك ؟
أليست أفضل من قولنا:
يا قليل التهذيب و الأدب، ألا تسمع، ألا تعقل،أمجنون أنت، كم مرة قلت لك. و ....و......
فرق شاسع بين الأسلوبين، إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ ويصلحه. وكثرة الجدال في معالجة الأخطاء هي أكثر و أعمق أثراً من الخطأ نفسه لأن لمخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً ويصعب عليه الرجوع عن الخطأ ... فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع.
يجب أن نحاول أن نضع أنفسنا موضع المخطئ ونفكر من وجهة نظره ونفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها فما كان الرفق في شيء إلا زانه وبالرفق نكسب.. ونصلح الخطأ.. ونحافظ على كرامة المخطئ..
وحتى يتقبل الآخرون نقدنا المهذب و تصحيحنا الخطأ فلنشعرهم بالإنصاف خلال نقدنا
فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبة من الصحة لماذا نغفلها.
كما يجب أن لا نفتش عن الأخطاء الخفية التي لا يعلمها إلا الله ولأنه سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين.
وعندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به فأنت بذلك تشعره بالاحترام والتقدير كما يشعر هو بالخجل . ولنتذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه.. ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر.. والكلام القاسي لا يطيقه الناس.
عند الصينيين مثل يقول:
نقطة من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم..