و اسرائيل تسعى لانقاذ مشرف...........

[محى الدين]

إسلام آباد - تسعى إسرائيل واللوبي اليهودي القوي في الولايات المتحدة إلى إنقاذ الرئيس الباكستاني برويز مشرف وإيجاد مخرج آمن له من السلطة من خلال ممارسة ضغوط غير مباشرة على الائتلاف الحاكم في باكستان - عبر قنوات دبلوماسية مختلفة - لإثنائه عن تقديم مشرف للمحاكمة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أمهلت فيه الحكومة الائتلافية مشرف 48 ساعة لتقديم الاستقالة، وإلا فستتخذ إجراءاتها العملية لإقالته.
وقال مسئول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الباكستانية - رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية - لـ"إسلام أون لاين.نت": "بالرغم من أنه ليس هناك اتصالات دبلوماسية مباشرة بين باكستان وإسرائيل فيما يتعلق بأزمة مشرف، فإن سفارتينا في الولايات المتحدة وبريطانيا كشفتا عن سلسلة من اللقاءات بين دبلوماسيين إسرائيليين ومسئولين رفيعي المستوى من كلا البلدين خلال الأسبوع الماضي بهذا الشأن".

"الصديق بيريز"
وعلى صعيد التحركات الإسرائيلية لمساعدة مشرف قال مسئول الخارجية الباكستانية إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يهتم شخصيا بـ"إنقاذ صديقه مشرف"، مستغلا علاقاته القوية بالحكومتين الأمريكية والبريطانية.
ولفت المسئول إلى أن تقارير عديدة تشير إلى رغبة بيريز في "مخرج آمن" لمشرف، فضلا عن استعداده لتأمينه إذا قرر الاستقالة وترك البلاد، مشيرا إلى أن الرئيس الإسرائيلي كان قد اتصل هاتفيا بمشرف قبل أيام قليلة.
وبالرغم من أن تفاصيل الاتصال الهاتفي لم تتكشف بعد، فإن مصادر توقعت أن يكون بيريز عرض على مشرف المساعدة، بحسب المسئول الباكستاني.
وكان مشرف قد تعرض لعاصفة من الانتقادات اللاذعة من قبل الرأي العام الباكستاني بعدما التقى في يناير الماضي وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك" في باريس.
يشار إلى أن مشرف أثار موجة من الجدل بعد حرصه في سبتمبر من عام 2005 على مصافحة أريل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي يرقد حاليا في غيبوبة، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويعد مشرف أول زعيم باكستاني توجه إليه دعوة لإلقاء كلمة في المؤتمر العالمي لليهود الذي عقد عام 2005 بالولايات المتحدة، وهو ما اعتبره مراقبون دليلا على التقارب بين مشرف وإسرائيل.
الاعتراف بإسرائيل
وكان مشرف أثار استياء شديدا في باكستان عام 2006 عندما أبدى استعداد حكومته للاعتراف بإسرائيل بعد قيام الدولة الفلسطينية، ولا تعترف إسلام آباد بإسرائيل بسبب احتلالها الأراضي الفلسطينية.
وتقول مصادر مقربة من مشرف إنه "كان يجتمع بشكل منتظم ببيريز خلال السنوات الثلاث الماضية"، مشيرة إلى أن أول اجتماع لهما كان في يناير 2005 بمنتدى دافوس، وأنهما بقيا على اتصال ببعضهما البعض عن طريق الخطابات والمكالمات الهاتفية.
وفي السياق ذاته تشير هذه المصادر إلى أن بيريز بعث أول خطاب يكتبه لمشرف في أكتوبر 2007 يشيد فيه بجهود مشرف فيما يسمى "الحرب على الإرهاب"، فقام مشرف بالرد عليه بخطاب يشكر فيه تأييده له وأمنياته السعيدة.
وتذكر المصادر أنه تم تبادل هذه الخطابات بين مشرف وبيريز عبر قنوات دبلوماسية في تركيا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتمتع بعلاقات ودية قوية مع تركيا؛ ولذا فهي على استعداد لتوفير الأمن له في تركيا.
وعلى الصعيد ذاته رجحت التقارير الواردة أن يستقر مشرف في قصر اشتراه مؤخرا في إستانبول بعد أن يغادر باكستان.
وقال حامد مير، أحد المحللين البارزين: "لقد رأيت بعيني الخطاب الذي كتبه بيريز لمشرف ورد مشرف عليه".
وأردف قائلا: "أود أن أذكركم بأن بيريز قال في أكتوبر من عام 2001 إنه يتضرع لله كل صباح بأن ينجي مشرف الذي كتب شهادة وفاته عندما قرر تغيير السياسة الأفغانية في باكستان"، في إشارة إلى مطاردة طالبان الباكستانية وعناصر القاعدة في بلاده.
اللوبي اليهودي
وفي سياق متصل لفت مير إلى أن دكتور نسيم أشرف رئيس مجلس الكريكت الباكستاني الذي تربطه علاقات قوية بإسرائيل، وهو صديق مقرب لمشرف، يعكف هذه الأيام على حشد التأييد لمشرف لدى اللوبي اليهودي الأمريكي.
وكان مشرف قد أشاد علانية بدكتور أشرف، الذي التقى مؤخرا العديد من قادة المجلس العالمي لليهود، وذلك تقديرا لخدماته في تسهيل وصول خطاباته للوبي اليهودي في نيويورك عام 2006.
وقال مير: "لقد اتصل بي دكتور أشرف شخصيا منذ بضعة أشهر في محاولة منه لإقناعي بإطلاق حملة تأييد لإقامة علاقات دبلوماسية بين باكستان وإسرائيل، وذكر أنه من مصلحة باكستان أن تفتح قنوات دبلوماسية مع إسرائيل، ووعدني بزيارة لإسرائيل".
وعلى صعيد ما يتردد عن العلاقات الوثيقة التي تربط مشرف بإسرائيل قال مير: "لقد طلب مشرف في مطلع 2007 من وزارة الخارجية الباكستانية إعداد خطة للاعتراف بإسرائيل، لكنها لم تخرج للنور بسبب الاضطرابات التي بدأت تجتاح البلاد في مارس 2007".
واستولى الجنرال مشرف على السلطة في انقلاب عسكري في أكتوبر 1999، ومنذ ذلك الحين وهو يحكم باكستان المسلحة نوويا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعده حليفا رئيسيا لها منذ اعتداءات 11 سبتمبر عام 2001.

المصدر : اسلام أون لاين