من المعلوم أن الأظافر، تعتبر مرتعا دقيقا لتجمع الأوساخ والقاذورات...أدنى تهاون في معالجتها بالقص والتشذيب يمكن أن يترتب عليه أوخم العواقب صحيا على الأقل...
حداثية مزهوة تتبختر كبرا وعجبا...لم تجد من الحداثة المزعومة... سوى تركيب أظافر اصطناعية لا تختلف كثيرا عن أظافر الدجاجة... الفرق الوحيد بينهما ،والحق يقال... هو أن الأولى لامعة بياضا... والثانية قاتمة وداكنة من الأوساخ....تتباهى بها أمام الزميلات والحاقدات على السواء...تحس إحساس من يعيش في القصور، حينما تكون في وليمة عرس أو عقيقة أو حفل إعذار...وإن أحسن ما تظهره ويكون في المتناول، هو أظافرها الاصطناعية ذات المخالب الطويلة، ناصعة البياض...
بالانتعاش الغامر، تشعر وسط الحريم الهائم بإيقاعات الموسيقى وقرع الدفوف...وتكون في قمة سعادتها حينما تمد سبابتها الطويلة تجاه الحاضرات...لتدل رفيقتها التي بجانبها ، أن المرأة التي ترتدي القفطان الملكي، هي زوجة الباشا ممدودة الأسنان"مسندرة" ...وأن الأخرى الرابضة بركن الصالون، هي زوجة القبطان عريضة الجبهة...وأن "التكشيطة " التي على ظهرها ليست لها... وإنما لجارتها المدعوة:"مذلولة"...أثارت الانتباه لكثرة ما أشارت بمسمارها الناصع ، فتداركت رفيقتها الموقف لتهمس في أذنها بضرورة الكف عن صنيعها فلقد أثارت حنق الضيوف...
اختلط الشكل بالمضمون لدى حداثيتنا...فلم تدر ماذا تقدم من أمرها أو تؤخر...ما الذي أثار حفيظة الجمع؟هل ظفرها المركب؟ أم حركاتها المريبة؟...أو قهقهاتها الساخرة التي لم تفلح في ردها....
رحم الله سالف العصور... حينما كانت النساء تتباهين بكثافة الضفائر من الشعور...ويسدلنها على ظهورهن بكامل الفرح والحبور...لكن اتهمن بأنهن رجعيات... وماضويات ...أما الحداثيات كصاحبتنا... فلا تجد راحتها إلا في بنطلون الجينز اللاصق بالأرداف... والقميص القصير المظهر للصرة...عورة في عورة...والناتج عورات...حداثيتنا خرقت عادتها، فتنازلت في هذا الحفل فلبست القفطان. لكنه قفطان حداثي... يظهر المنكبين والساقين والصدر وجزءا من الظهر...لو رأته المتهمة بالرجعية لضحكت حتى تبدو نواجذها من الاستغراب والدهشة...ولأشفقت من هذه البهدلة... ولوصمت صاحبته بالجنون وخفة العقل...
غريب أمر حداثيتنا فعلا...إذ كيف تدعي الحداثة،وهي التي لم تترك "شوافة" أو مشعوذا إلا ترددت عليه رغبة في قراءة الطالع... ورصد السعد... واستشراف الحظ...وكان آخر غرائبها...أنها حشت مصحفها...مصحفها؟ أي نعم مصحفها... الذهبي... المعلق على صدرها بتميمة...استجلابا لفارس الأحلام ورفيق العمر...
إن هذا لهو المضحك المبكي, حين تبحث المرأة عن أي شيء يجملها وتتزين به ثم تختار أقبح شيء لتتزين به .
عبثوا بها فماكان لفكرها إستقلاليه وكلما قالوا لها هذا هو الجديد الفاتن المميز إقتنعت بدون حاجة إلى وافر حجة أو بليغ لفظ .
إن هذا لهو المضحك المبكي, حين تبحث المرأة عن أي شيء يجملها وتتزين به ثم تختار أقبح شيء لتتزين به .
عبثوا بها فماكان لفكرها إستقلاليه وكلما قالوا لها هذا هو الجديد الفاتن المميز إقتنعت بدون حاجة إلى وافر حجة أو بليغ لفظ .