إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة DR.ali
إلا أن الزوج الخمسيني رفض التراجع، ونقلت عنه صحيفة "الحياة" اللندنية الأربعاء 13-8-2008، قوله: "لم أخطئ في ذلك، فالشرع لم يحدد عمراً محدداً للزواج، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها عندما كان عمرها 9 أعوام". ورفض الرجل التعليق على عدم علم الطفلة وأمها بالزواج، قائلاً "اسألوا والد الطفلة عن ذلك".
.
|
تعليق على هذا الإقتباس , من بحث لأحد الأخوة الكرام .
_أولا: أن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة تلك السن الصغيرة عند زواج النبي بها روت – بجانب هذا التقدير – أمرا أجمع الرواة على وقوعه وهو أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها من رسول الله إلى رجل آخر هو (( جبير بن المطعم بن عدي ))الذي ضل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة 0
هنا نسأل فمتى خطبها (( المطعم بن عدي )) لابنه جبير ؟
ليس معقولا أن يكون خطبها وأبو بكر مسلم وآل بيه مسلمون لأن مصاهرة غير المسلمون تمنعها الخصومة الشديدة والصراع العنيف وهذا يدل عليه سيدتنا أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان عندما افترقت عن زوجها (( عبيدالله بن جحش)) أخو عبدالله بن جحش عندما ارتد عن الإسلام وأعتنق المسيحية بالحبشة في الهجرة الأولى
فالمحتم إذن أن تكون هذه الخطبة قبل بعثة الرسول أي قبل ثلاثة عشر عاما قضاها الرسول في مكة فإذا بنى بها الرسول في العام الثاني للهجرة تكون سنها إذ ذاك قد جاوزت الرابعة عشرة أي خمسة عشر وهذا على فرض أن المطعم بن عدي خطبها لابنه في يوم مولدها ( وكان أبو بكر مشرك وقتها لأن بالدليل لايزوج المسلم المشرك)
ثانيا: أن خولة بنت حكيم (زوج عثمان بن مظعون ) التي كانت تحمل هم الرسول وتديم التفكير في شأنه بعد وفاة السيدة خديجة حين ذهبت إلى النبي لتخرجه من شجونه وأحزانه وتقول له : أفلا تزوجت يا رسول الله لتسلو بعض حزنك وتؤنس وحدتك بعد خديجة ؟ وسألها رسول الله : من تريدين ياخولة ؟ قالت سودة بنت زمعة أو عائشة بنت أبي بكر (من كتاب أمهات المؤمنين وأخوات الشهداء-السكاكيني ص 40) .
والآن يستطيع القارئ أن يفهم أن خولة حين قدمت عائشة مع سودة لرسول الله كانت تعتقد أن كلتيهما تصلح للزواج الرسول وتسد الفراغ الذي كان به بعد موت السيدة خديجة وكانت عائشة بكرا وسودة ثيب متقدمة في السن فبمجرد العرض على رسول الله بهذه الصورة عرض امرأتين إحداهما متقدمة في السن وكانت تحت رجل آخر والثانية بكرا مجرد هذا العرض يدل على أن خولة بنت حكيم نفسها تشعر بأن كلتيهما صالحة تماما لأن تكون زوجة ومعنى ذلك أن عائشة كانت في نمائها ونضوجها واضحة المعالم (الأنثويه) في نظر خولة على الأقل وهي العارفة بمآرب الرجال في النساء .
ثالثا: كذالك نجد السيدة (أم رومان) والدة عائشة كان اغتباطها شديدا عندما فسخت خطبة عائشة من جبير كما طارت من الفرحة لما علمت أن الرسول قبل زواجها وقالت لأبي بكر (( هذه ابنتك عائشة قد أذهب الله من طريقها جبيرا واهل جبير فأدفعها لرسول الله تلق الخير والبركة) ( كتاب الطبري ج3 ص16- 168 وأمهات المؤمنين السكاكيني ص 39)إن الأم حين تطلب لفتاتها الزواج تكون أعرف الناس بعلامات النضج في ابنتها وتدرك ثورة الأنوثة فيها وهذا إنهم هم آل أبو بكرهم من عرضوا عائشة على الرسول (ص) وهذا دليل على أن عائشة امرأة بالغ وليست طفلة في سن التاسعة والعاشرة طفلة في عقلها او تفكيرها ولكن آل أبو بكر يعلمون إنها امرأة كاملة الأنوثة تحن إلى الرجل وتتمنى لو يقدر لها الزواج .
رابعا : وقد روى الطبري أن أبا بكر رضي الله عنه حين علم بخطبة الرسول لعائشة أراد أن يخرج نفسه من العدة التي تواعد فيها مع المطعم بن عدي على زواج عائشة من ابنه جبير فذهب إلى منزل المطعم فلم يجد سوى زوجته أم جبير فسألها هل لازال المطعم على العدة التي تواعدنا عليها ؟ فقالت أم جبير : ابنتكم تصبئ ابننا (أي تخرجه من دينه إلى دينها هي ) (الطبري ج3 ص 160_168).
فهل يتصور عقل أن طفلة في سن السادسة تستطيع آن تخرج رجلا يتزوجها من دينه إلى دينها وهي ابنة ستة سنين ؟
ربما عندما أنشر هذا في الإنترنت ربما سيقول لي البعض وسيوردون لي ملاحظاتهم علي لأنني خالفت عددا من كتب الأحاديث الصحيحة التي روت عن السيدة عائشة إنها خطبت لرسول الله وهي في السادسة من عمرها وبنى عليها في التاسعة والحقيقة إنني لم أغفل عن رواية السيدة عائشة ولكننا اعتمدنا على عدد آخر من رجال الحديث ترددوا في سنها حين خطبها الرسول كما ترددوا في الزمن الذي خطبت فيه السيدة عائشة لرسول الله (ص) وهذا التردد هو الذي جعلنا نحاول التوفيق بين النقل والعقل في هذا الموضوع الدقيق وأنا أذكر المصادر والمراجع التي تناولت الموضوع وهي :
1-صحيح البخاري ج5 ص70
2- صحيح مسلم ج4 ص 141
3_ مسند ابن ماجه ج1 ص 640
4_ مسند النسائي ج6 ص 67
5-السنن الكبرى ج7ص 71
6- مسند أحمد ج 6 ص 118
7- مصنف عبد الرزاق ج6 ص 162
8- الأصابة ج4 ص259
9- أسد الغابة ج7ص 189
10- طبقات ابن سعد ج1 ص 58 -60
11- الاستيعاب ج4 ص 1882
12- سيرة بن هشام ج1 ص 132
13- الأمم والملوك للطبري ج3 ص160
وبمراجعة هذه المصادر والمراجع نجدها قد اختلفت في رواياتها ولم تصدر فيها قول واحدا لذالك لاحظنا الآتي:
1- أن هناك خلافا في سن السيدة عائشة عند خطبتها لرسول الله بين ست سنين وسبع سنين ( راجع مسند أحمد وسنن ابن ماجه والاستيعاب والإصابة).
2- هناك خلاف واضح في التاريخ الذي خطبت فيه لرسول الله هل هو متوفى خديجة ( أي قبل الهجرة بثلاث سنين أو بأربع سنين أو بخمسة سنين ( راجع الاستيعاب وأسد الغابة ومسند أحمد .
3- موقف السيدة خولة بنت حكيم وعرضها السيدة عائشة والسيدة سودة بنت زمعة على رسول الله هذا العرض يدل على آن تحل إحداهما محل السيدة خديجة رضي الله عنها ( راجع أسد الغابة ).
4- هناك روايات تثبت أن السيدة عائشة كانت مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي فمتى خطبت لجبير ؟ وجير مشرك ولم يدخل الإسلام إلا بعد فتح مكة فهذا يرشح أنها خطبت له قبل البعثة .
5- قد لاحظ الباحثون في التاريخ الإسلامي في الصدر الأول أنه لم تكن للمسلمين عناية بتقييد تاريخ معين للحوادث والوقائع التي ذكرت عنهم ولذلك وقع الخلاف في تاريخ كل الأحداث المهمة مثل مولد الرسول وبعثته كما اختلفوا في تاريخ جميع الغزوات.
6- ويقول الأستاذ العقاد في كتابه الصديقة بنت الصديق في موضوع اختلاف المؤرخين في تحديد تاريخ الحوادث المهمة يقولوهو اختلاف لا غرابة فيه بين قوم لم يتعودوا تسجيل المواليد إذ قلما نسمع بإنسان _ رجلا كان أم امرأة _ إلا ذكر له تاريخان أو ثلاثة لميلاده أو زواجه يصل إلى أكثر من عشر سنوات) ولما تناول العقاد موضوع زواج السيدة عائشة برسول الله قال ( إنها ولدت في السنة الحادية عشر أو الثانية عشر قبل الهجرة فتكون قد بلغت الرابعة عشر من عمرها أو قاربتها يوم بنى الرسول (ص) بها) ثم يعود ويقول : ( والأرجح عندنا أن السيدة عائشة كانت لاتقل سنها عند زفافها إلى النبي عليه الصلاة والسلام عن الثانية عشرة ولا تزيد عن الخامسة عشر بكثير ) .
هذا والخلاصة أن ما ورد عن السيدة عائشة حدث فيه تردد في سنها حين خطبتها لرسول الله بين السادسة والسابعة كما ورد الخلاف أيضا في السنة التي خطبت فيها هل كانت توفيت خديجة وهى السنة العاشرة من البعثة .
ونحن نحاول أن نخرج من هذا الخلاف بنتيجة يرضاها العقل ولا تأباها المصادر والمراجع فنقول ما قاله الفقهاء (
إن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال) والحقيقة يعلمها الله .
وحتى على فرض ثبوت زواجه بها في هذا السن فإنها حالة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم (كعدد زوجاته) ، ولم يذكر أن أحداً من أصحابه تأسى به في هذه النقطة.