كلمة آمين فى الدين
كلمة آمين فى الدين
كلمة آمين أثارت الجدل بين الناس فهناك كثرة من العلماء قالت أنها كلمة ليست من العربية ويقولون بأنها عبرية أو فارسية أو سريانية وقد ألف ابن الخشّاب البغداديّ رسالة بعنوان :
لمعةٌ في الكلام على لفظة آمين المستعملة في الدعاء وحكمها في العربيّة ومضمون الكتاب اتّفاق كل جميع النحاة على أنّ أمين ليستْ كلمةً عربيّة بل عبريّة أو فارسيّة أو سريانيّة بالرغم من ذكرها في بعض الأحاديث المنسوبة للنبى (ص) زورا
وهناك من قال أنها كلمة من اللغة المصرية القديمة وأنها تحريف لاسم الإله المزعوم آمون حيث كان القدامى يقلبون الواو ياء ومنها انتقلت إلى اليهودية ومن ثم إلى النصرانية وبالتالى انتقلت للروايات المزورة فى الصلاة
والبعض خاصة النصارى يؤكدون على عبرية الكلمة وأنها فى كتابهم المقدس ذكرت ثلاثمائة مرة أو أكثر ومن تلك المواضع ما جاء فى سفر نحميا الاصحاح 8 : 6 :
((وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ، آمِينَ! رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ))
وعند النصارى توجد فى أسفارهم التى تذكر دعاء المسيح(ص):
((أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ آمِينَ))
وقد تحدثت الموسوعة الفقهية الكويتية عنها فى مادة آمين مبينة أن معناها اللهم استجب والغريب أنهم نسبوا للنبى (ص) أن معناها افعل فقالت :
"معناه، واللغات التي وردت فيه:
1 - جمهور أهل اللغة على أن آمين في الدعاء يمد ويقصر، وتقول: أمنت على الدعاء تأمينا، إذا قلت آمين ويعبر غالبا بالتأمين بدلا من عبارة: قول آمين، لسهولة اللفظ ولم يعتبر التأمين عنوانا للبحث؛ لئلا يشتبه بالتأمين التجاري
ونقل الفقهاء فيه لغات عديدة، نكتفي منها بأربع: المد، والقصر، والمد مع الإمالة والتخفيف، والمد مع التشديد والأخيرتان حكاهما الواحدي وزيف الأخيرة منهما وقال النووي: إنها منكرة وحكى ابن الأنباري القصر مع التشديد وهي شاذة أيضا
وكلها إلا الرابعة اسم فعل بمعنى استجب ومعنى آمين (بالمد مع التشديد) قاصدين إليك قال ابن عباس: سألت النبي (ص)عن معنى آمين، فقال: افعل وقال قتادة: كذلك يكون وروي عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال: آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين وقال عطاء: آمين دعاء وإن النبي (ص)قال: ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على آمين وتسليم بعضكم على بعض قال ابن العربي: هذه الكلمة لم تكن لمن قبلنا، خصنا الله تعالى بها "
والأحاديث السابقة عن اختصاص المسلمين بها يناقض أن شرع الله واحد فهو نفسه فى عهد كل الرسل(ص) كما قال تعالى لنبيه الخاتم(ص):
"ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك "
وحديث أن اليهود حسدوا المسلمين على آمين والتسليم يناقض أن حسدهم كان على إيمانهم كما قال تعالى :
"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق"
وتحدثت عن حقيقة التامين بكون طلب استجابة الدعاء من الله وأنه سنة فقالت :
"حقيقة التأمين:
2 - التأمين دعاء؛ لأن المؤمن يطلب من الله أن يستجيب الدعاء
صفته (حكمه التكليفي) :
3 - الأصل في قول آمين أنه سنة، لكنه قد يخرج عن الندب إلى غيره، كالتأمين على دعاء محرم، فإنه يكون حراما"
قطعا ليست سنة ولا يجوز قولها فى الصلاة لكونها كلمة غير قرآنية كما قالت الموسوعة فى الفقرة التالية:
" نفي القرآنية عن " آمين
4 - لا خلاف في أن " آمين " ليست من القرآن، لكنها مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد واظب عليها وأمر بها في الصلاة وخارجها"
قطعا الصلاة ليست سوى قراءة اسم الله وهو ذكر الله وهو القرآن وطالما ليست من القرآن فلا يمكن قولها فى الصلاة
وتحدثت الموسوعة عن مواضع التأمين فقالت :
"مواطن التأمين:
5 - التأمين دعاء غير مستقل بنفسه بل مرتبط بغيره من الأدعية، لذلك يحسن بيان المواضع التي يؤمن على الدعاء فيها، فمن أهمها:
أولا: التأمين في الصلاة
التأمين عقب الفاتحة:
5 م - التأمين للمنفرد سنة، سواء أكانت الصلاة سرية أم جهرية ومثله الإمام والمأموم في السرية، والمقتدي في صلاة الجهر
أما الإمام في الصلاة الجهرية فللعلماء فيه ثلاثة آراء:
أولا - ندب التأمين، وهو قول الشافعية، والحنابلة، والحنفية، عدا رواية الحسن عن أبي حنيفة ارتباط التأمين بالسماع:
6 - اتفقت المذاهب الأربعة على أنه يسن التأمين عند سماع قراءة الإمام، أما إن سمع المأموم التأمين من مقتد آخر فللفقهاء في ذلك رأيان:
الأول: ندب التأمين، وإليه ذهب الحنفية، وهو قول للمالكية وقول مضعف للشافعية
الثاني: لا يطلب التأمين، وهو المعتمد عند الشافعية والقول الآخر للمالكية، ولم نقف على نص للحنابلة في هذا
تحري الاستماع:
7 - لا يتحرى المقتدي على الأظهر الاستماع للإمام عند المالكية، ومقابله: يتحرى، وهو قول الشافعية
الإسرار بالتأمين والجهر به:
8 - لا خلاف بين المذاهب الأربعة في أن الصلاة إن كانت سرية فالإسرار بالتأمين سنة في حق الإمام والمأموم والمنفرد وأما إن كانت جهرية فقد اختلفوا في الإسرار به وعدمه على ثلاثة مذاهب:
الأول: ندب الإسرار، وإليه ذهب الحنفية والمالكية، وهو مقابل الأظهر عند الشافعية، إلا أن المالكية استحبوه بالنسبة للمأموم والمنفرد فقط، والحنفية ومعهم ابن الحاجب وابن عرفة من المالكية استحبوه للجميع؛ لأنه دعاء والأصل فيه الإخفاء لقوله سبحانه: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية} ولقول ابن مسعود رضي الله عنه: أربع يخفيهن الإمام، وذكر منها آمين
ومقابل الأظهر عند الشافعية تخصيص الإسرار بالمأموم فقط إن أمن الإمام، كسائر الأذكار، وقيل: يسر في هذه الحالة إن قل الجمع
الثاني: ندب الجهر وهو مذهب الشافعية والحنابلة، إلا أن الحنابلة عمموا الندب في كل مصل
ووافقهم الشافعية اتفاقا بالنسبة للإمام والمنفرد وأما في المأموم فقد وافقوهم أيضا بشرط عدم تأمين الإمام فإن أمن فالأظهر ندب الجهر كذلك وقيل: إنما يجهر في حالة تأمين الإمام بشرط كثرة الجمع فإن لم يكثر فلا يندب الجهر واستدل القائلون بندب الجهر بأنه (ص)قال: " آمين " ورفع بها صوته
الثالث: التخيير بين الجهر والإسرار، وبه قال ابن بكير وابن العربي من المالكية، غير أن ابن بكير خصه بالإمام فقط، وخير ابن العربي الجميع، وصحح في كتابه " أحكام القرآن " الجهر
ولو أسر به الإمام جهر به المأموم عند الشافعية والحنابلة؛ لأن جهر المأموم بالتأمين سنة، فلا يسقط بترك الإمام له، ولأنه ربما نسيه الإمام، فيجهر به المأموم ليذكره "
وكل هذا الكلام عن قولها سرا أو جهرا يتنافى تماما مع حرمة الجهر والإسرار فى الصلاة كما قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
وتحدثوا عن المقارنة وهى هنا موافقة تأميم الإمام للمأموم أو للملائكة أو بعد تأمين أفمام فقالوا :
المقارنة والتبعية في التأمين:
9 - مذهب الشافعية، والأصح عند الحنابلة أن مقارنة تأمين الإمام لتأمين المأموم سنة، لخبر إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وخبر إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه رواه الشيخان ومقابل الأصح عند الحنابلة أن المقتدي يؤمن بعد تأمين الإمام
ولم أقف على نص صريح في ذلك للحنفية والمالكية، لكنهم ذكروا ما يفيد مقارنة التأمين لتأمين الملائكة، مستدلين بحديث أبي هريرة السابق إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين إلخ وبحديث أبي هريرة أيضا أن رسول الله (ص)قال: إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين،
|