نظرات فى كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثنى عشر
نظرات فى كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثنى عشر
مؤلف الكتاب ابن عياش وهو يدور حول ما جاء فى كتب الأديان الخرى وهو العهد القديم وليس التوراة كما يسميها المؤلف والتى ليس لها وجود بين أيدى الناس وقد حكى الرجل أنه حضر مجلسا تم ذكر الموضوع فيه فقال له أحد الرؤساء بمصر ما يحكيه هنا فقال :
فصل يتضمن حكاية وجوابا شافيا واسقاطا للسؤال كافيا وهو:
"اننى حضرت بمجلس احد الرؤساء بمصر فجرى خوض في النص على عدد الائمة وما ورد من البشارة بهم قبل الاسلام فذكرت ما حدث من ذلك في التوراة وبشارة لابراهيم الكاملة برسول الله (ص) والائمة من بعده فهممت ان اورد ما قدمته من الجواب فقال لى :
لا تتعب فانى قد نظرت بنسخة قديمة للتوراة قد عنى بها اخذتها من جهة سكنت إليها ووثقت بها يتضمن الفصل منها انه سيلد لاسماعيل كبيرا واثنى عشر عظيما "
وذكر ابن عياش أنه طلب الكتاب الذى ذكره الرئيس فأحضره وحديثه هو:
" فسئلته احضارها فاحضرها ونقلت الفصل من اوله على لفظه منها"
فنقل ابن عياش منه التالى:
"وقال لابراهيم تلدين اسماعيل لعيش قدامك فقال لامه لحق لتلدن سارة امراتك غلاما ويدعوا اسمه اسمى وواثقه ميثاقا هو وخلفه من بعده الى الدهر وفي اسماعيل قد سمعت دعاك وباركته وكثرته جدا ويلد كبيرا واثنى عشر عظيما واعطيته شعبا جليلا "
وفسر ابن عياش أن المقصود بالكبير محمد(ص) والاثنى عشر بالاثنى عشر إماما من أئمة الشيعة فقال :
فقوله قبل ذكر الاثنى عشر ويلد كبيرا انما عنى به سيدنا رسول الله (ص ) الذى هوا كبر ولد اسمعيل قدرا واعظمهم ذكرا وبه اعطى الله جل وعز اسماعيل شعبا وهذا دليل على ان الاثنى عشر المذكورين بعد كبيرهم الائمة من آل محمد (ص) وليسوا اولاد المتقدمين قبل وجود النبي"
وما قاله ابن عياش مخالف لما هو موجود من نسخ العهد القديم فى ذكر ويلد كبيرا فالموجود هو اثنا عشر وهو قول العهد القديم :
18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَحْيَا فِي رِعَايَتِكَ». 19فَأَجَابَ الرَّبُّ: «إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيّاً. 20أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ». 22وَلَمَّا انْتَهَى مِنْ مُحَادَثَتِهِ فَارَقَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ"
والنسخة التى يتحدث عنها ابن عياش يقال لها النسخة العتيقة كما أخبره يهودى وصدقه وهو قوله :
" وقد سئلت احد اليهود عن هذه النسخة من التوراة فقال هذه النسخة من التوراة التى كانت لليونانيين وفلما توجد في ايدينا ويقال لها التوراة العتيقة"
وكلام النسخة أو ابن عياش هو كلام لا يعقل فلا يمكن أن يقول كبيرا واثنى عشر وإنما ثلاثة عشر وهو ما لا يتوافق مع نص أخر من العهد القديم يحدد أسماء الاثنا عشر وهو :
" 12 وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13 وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، 14 وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، 15 وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16 هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُمْ حَسَبَ دِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَقَدْ صَارُوا اثْنَي عَشَرَ رَئِيساً لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ قَبِيلَةً. "
ومن ثم تفسيرهم بالأئمة المزعومين يعارض العهد القديم نفسه الذى سماهم
وتحدث عن خبر الهارونى وخبر الخضر فقال :
"فصل ومن النص على ساداتنا المتناقل قبل شرع الاسلام خبر الهاروني الذى نقل شرحه في رواية الخاصة وما جرى له مع أمير المؤمنين وخباره بانه علم عدة الائمة اوصياء محمد ومن جهة موسى وهرون وهو يعضد ما ذكرناه من وجود الاخبار بهم في التورية يكشف عن صحة ما اعتمدناه ونظرناه فصل ومن ذلك حديث الخضر ومجيئه الى أمير المؤمنين وسؤاله عن مسائل وامره لولده الحسن بالاجابة عنها فأجاب فاعلن الخضر بحضرة الجماعة الاقرار بالله وبرسوله وبأمير المؤمنين والائمة الاثنى عشر من بعده واحد واحدا باسمائهم والحديث مشهور بين الشيعة مجمع على صحته عند الطائفة الامامية:
اخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال اخبرنا الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وأبو الحسين محمد بن محمد بن الحسن بن الوليد جميعا عن محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن البرقى عن ابى هاشم داود بن القاسم الجعفري عن ابى جعفر الثاني قال اقبل أمير المؤمنين ومعه الحسن وهو متكى على يد سلمان الفارسى فدخل المسجد الحرام فجلس إذ اقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد فجلس فقال يا امير المومنين اسئلك عن ثلث مسائل فان اخبرتني بهن علمت ان القوم ركبوا من امرك ما قصر عليهم وان ليسوا بملونين في دنياهم واخراهم وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء فقال أمير المؤمنين عما بذالك قال اخبرني عن الرجل إذا نام اين تذهب روحه وعن الرجل كيف ينسى وعن الرجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال فلتفت أمير المؤمنين الى الحسن فقال اجبه يا ابا محمد فاجابه الحسن فقال الرجل اشهد ان لا اله الا الله ولم ازل اشهد بها واشهد ان محمدا رسول الله ولم ازل اشهد بها واشهد انك وصيه والقائم بحجته واشار الى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ولم ازل اشهد بها واشهد انك وصيه والقائم بحجته واشار الى الحسن وانه وصى ابيه والقائم بحجته بعده واشهد ان الحسين بن على وصى ابيه والقائم بحجته بعدك واشهد على على بن الحسين انه القائم يامر الحسين بعده واشهد على محمد بن على انه القائم بامر على بن الحسين واشهد على جعفر بن محمدانه القائم بامر محمد واشهد على موسى بن جعفر انه القائم بامر جعفر واشهد على على بن موسى انه القائم بامر موسى واشهد على محمد بن على انه القائم بامر على واشهد عل على بن محمد انه القائم بامر محمد واشهد على الحسن بن على انه القائم بامر على واشهد ان رجلا من ولد الحسن لايكى ولا يسمى حتى يظهر الله امره فيملاها عدلا كما ملأت جورا والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمه الله وبركاته ثم قام ومضى فقال أمير المؤمنين لولده الحسن يا ابا محمد اتبعه وانظر اين بقصد فخرج الحسن بن على في طلبه فقال ما كان الا ان وض رجله خارجا من المسجد فما دريت اين اخذ من ارض الله فرجعت الى أمير المؤمنين فاعلمته فقال يا ابا محمد اتعرفه قلت الله ورسوله وأمير المؤمنين اعلم فقال هذا الخضر وهذا الحديث شاهد بان الخضر كان عالما بالائمة ومنازلهم عارفا بعددهم واسمائهم مقرا بامامتهم متقر باالى الله تعالى بهم ولا يكون ذلك الا وقد اخذه عن الله سبحانه اما بان القاه إليه احد ملائكته أو سمعه ممن عارضه من انبيائه ورسوله (ص) فيكون ما فعله من الاعلان بحضرة أمير المؤمنين تنبيها لمن كان من الحاضرين لم يعرفه وتاكيدا على ثبات الحجة على من علمه"
|