26-03-2008, 12:01 PM
|
#1
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
المعاصي سببها طلب اللذات
المعاصي سببها طلب اللذات
تذكرت في سبب دخول جهنم، فإذا هو المعاصي .
فنظرت في المعاصي، فإذا هي حاصلة من طلب اللذات .
فنظرت في اللذات، فرأيتها خدعاً ليست بشي، وفي ضمنها من الأكدر ما يصيرها نغصاً فتخرج عن كونها لذات .
فكيف يتبع العاقل نفسه ويرضى بجهنم لأجل هذه الأكدار ؟
فمن اللذات الزنا فإن كان المراد إراقة لماء فقد يراق في حلال .
وإن كان في معشوق فمراد النفس دوام البقاء مع المعشوق، فإذا هي ملكته فالمملوك مملول .
وإن هو قاربه ساعة ثم فارقه، فحسرة الفراق تربو على لذة القرب .
وإن كان ولد له من الزنا فالفضيحة الدائمة، والعقوبة التامة، وتنكيس الرأس عند الخالق والمخلوق .
وأما الجاهل فيرى لذته في بلوغ ذلك الغرض، وينسى ما يجنى مما يكدر عيش الدنيا والآخرة .
ومن ذلك شرب الخمر، فإنه تنجيس للفم والثوب، وإبعاد للعقل، وتأثيراته معلومة عند الخالق والمخلوق .
فالعجب ممن يؤثر لذة ساعة تجني عقاباً وذهاب جاء، وربما خرج بالعربدة إلى القتل .
وعلى هذا فقس جميع المذوقات، فإن لذاتها إذا وزنت بميزان العقل لا تفي بمعشار عشير عواقبها القباح في الدنيا والآخرة .
ثم هي نفسها ليس بكثير شيء فكيف تباع الآخرة بمثل هذا ؟
سبحان من أنعم على أقوام، كلما لاحت لهم لذة نصبوا ميزان العقل ونظروا فيما يجني، وتلمحوا ما يؤثر تركها فرجحوا الأصلح .
وطمس على قلوب فهي ترى صورة الشيء وتنسى جناياته .
ثم العجب أنا نرى من يبعد عن زوجته وهو شاب ليعدو في الطريق فيقال ساعي .
فيغلب هواه لطلب ما هو أعلى وهو المدح . كيف لا يترك محرماً ليمدح في الدنيا والأخرة ؟
ثم قدر حصول ما طلبت من اللذات وذهابها وأحسب أنها قد كانت وقد هانت وتخلصت من محنها . أين أنت من غيرك ؟ أين تعب عالم قد درس العلم خمسين سنة ؟ ذهب التعب وحصل العلم، وأين لذة البطال ؟ ذهبت الراحة وأعقبت الندم .
منقووول
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|