مساع سعودية لحفظ "ماء وجه" مشرف ..!!!!!!!!

[محى الدين]

إسلام آباد - تسعى المملكة العربية السعودية - عبر صفقة سرية - إلى إيجاد مخرج يحفظ "ماء وجه" الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي أبدى استعداده للاستقالة من منصبه مقابل منحه ضمانات بعدم محاكمته أو فرض الإقامة الجبرية عليه، وكذلك تمتعه بامتيازات يتمتع بها الرؤساء السابقون بعد تقاعدهم.
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه الائتلاف الحاكم في باكستان لعزل مشرف من منصبه بعد أن أعد قائمة اتهام للرئيس، أبرز ما فيها انتهاك الدستور وإساءة التصرف، وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وقال مسئول رفيع المستوى في الحكومة الباكستانية - طلب عدم الكشف عن اسمه - لـ"إسلام أن لاين.نت": إن "مفاوضات الصفقة في مراحلها الأخيرة للوصول إلى حل ودي للمأزق السياسي".
وأردف المسئول قائلا: "إن الرئيس مشرف وافق على الاستقالة في إطار الصفقة السرية التي تمت بوساطة رئيس المخابرات العامة السعودية الأمير مقرن عبد العزيز الذي وصل سرا إلى إسلام آباد أمس الجمعة".
وأجرى المبعوث السعودي محادثات مع عدد من المسئولين الباكستانيين، بينهم الرئيس مشرف ورئيس وزرائه يوسف جيلاني، وكذلك رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الرابطة نواز شريف، المنافس الرئيسي لمشرف، والجنرال نديم تاج رئيس المخابرات الباكستانية.
وبموجب الصفقة سوف يقدم مشرف استقالته في غضون الأيام القليلة المقبلة ثم ينتقل إلى مزرعته القريبة من إسلام آباد تمهيدا لترك البلاد.
وكذلك سيسقط الائتلاف الحاكم جميع التهم الموجهة ضد مشرف ويمنحه كل الامتيازات والمنافع التي يتمتع بها رئيس سابق ترك "السلطة عن طريق صندوق الانتخابات".
ويواجه الرئيس مشرف، رجل باكستان القوي وحليف الولايات المتحدة، أصعب لحظاته بسبب مساعي الائتلاف الحاكم لعزله من منصبه، وهو ما جعل السعودية تسعى في إطار هذه الصفقة لحفظ "ماء وجه" مشرف، بحسب مراقبين.
ووفقا للدستور يتعين على الائتلاف الحاكم الذى يرأسه آصف علي زرداري الحصول على أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ والنواب الباكستانيين لمساءلة مشرف تمهيدا لإقالته، وبالرغم من أن الائتلاف لا يمتلك هذه الأغلبية، فإنه حصل على وعود بالدعم من مستقلين وواحد على الأقل من حلفاء مشرف السابقين.
"الضغط على شريف"
وتأتي الوساطة السعودية بعد فشل السفيرة الأمريكية لدى باكستان "آن باترسون" في إقناع نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية بقبول تسوية مشرفة لمشرف.
وقال مسئول حكومي: إن "زيارة الأمير مقرن لإسلام آباد جاءت بهدف الضغط على شريف للموافقة على التسوية".
وأضاف قائلا: "كان شريف يستبعد التسوية في وقت سابق، لكن الأمير مقرن طلب منه شخصيا الموافقة عليها"، مشيرا إلى أن الأمير مقرن يلعب دورا كبيرا في السياسة الباكستانية خلال السنوات الماضية.
وأوضح المسئول الحكومي أن: "الأمير مقرن نقل رسالة مهمة من الملك عبد الله إلى الرئيس مشرف يعرض فيها عليه البقاء في المملكة العربية السعودية".
لكن حلفاء الرئيس مشرف يعتقدون أن العرض السعودي سيكون "آخر ما يفكر فيه الرئيس الباكستاني" بسبب طابعه العلماني، مشيرين إلى أن مدينتي بوسطن الأمريكية وإستانبول التركية سيكونان في مقدمة خياراته.
وزار الأمير مقرن باكستان العام الماضي عندما رفض الرئيس مشرف السماح لنواز شريف بالعودة إلى إسلام آباد بعد نحو 8 سنوات قضاها في منفاه بالرياض.
"خروج مشرف"
وقالت مصادر مطلعة: إن "الجنرال نديم تاج الذي يوصف بصديق مشرف المقرب يلعب دورا كبيرا في إقناعه بتقديم استقالته".
وفي تصريحات لـ"إسلام أن لاين.نت" قال مسئول رفيع بوزارة الخارجية الباكستانية: إن "السعودية وبعض القوى الغربية والدول العربية تسعى أيضا لإيجاد مخرج مشرف للرئيس برويز مشرف من منصبه".
ويتعرض الائتلاف الحاكم لضغوط كثيرة من جانب بعض الدول الصديقة والقوى الدولية لوقف خطة الإقالة، بحسب مسئول بحزب الشعب الباكستاني المشارك الأساسي في الائتلاف.
وأضاف المسئول أن: "وضع الاقتصاد المتدهور في البلاد وارتفاع أسعار المنتجات النفطية في الأسواق العالمية يجعل من الصعب على باكستان رفض مناشدات الدول الصديقة، وهذا هو السبب الذي جعلنا نمنحه (مشرف) تسوية مشرفة لا يستحقها".
وفي السياق ذاته قال إن مشرف سيترك البلاد إلى الأبد، وإذا أراد العودة فسيحاكم لانتهاكه الدستور، وهي تهمة تصل عقوبتها للإعدام.
واستولى الجنرال مشرف على السلطة في انقلاب عسكري في أكتوبر 1999، ومنذ ذلك الحين وهو يحكم باكستان المسلحة نوويا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعده حليفا رئيسيا لها منذ اعتداءات 11 سبتمبر عام 2001.
http://www.islamonline.net/servlet/S...News/NWALayout