[FRAME="11 70"]كُفِّي الدموعَ وصُوني النفس بالجلَدِ *** هذا الحنينَ الذي يلتاعُ في كبِـدي
لكنتِ أنتِ رحيق العمـرِ والعَضُدِ *** سعي الغريبِ عن الأوطانِ للبلـدِ
رغم الصعاب فهل يُقضى لمجتهـدِ *** نحنُ الرجالُ أُولي الأخلاق والرَشدِ
أمَّا الفسادُ فيدوي فيـهِ كالرَعِـدِ *** يغشى العيونَ فما ينفكُّ كالزبَـدِ
وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ *** وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ *** وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ *** وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَدِ
كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُســتندِ *** فهُمْ منـابرُ إشــعاعٍ بلا مَـدَدِ
أو ضرَّهم أبداً عقلٌ بدون يــدِ *** رغم الصِغارِ ورغمَ الحقدِ للأبـدِ
على رويدكِ يا من تمسـكين يدي *** هلْ تعــذليَن فؤادي غير مُدرِكةٍ
لو كانَ في قَدَري أنْ لا أكونَ أنا *** لكنَّني رجـلٌ يسـعى إلى هدفٍ
إنـِّي أسـافرُ نحوَ المجـدِ مجتهداً *** هـذا الزمانُ زمانٌ ليس يُنصـفنا
هذا الزمانُ وصـوتُ الحقِّ منهزمٌ *** هذا الزمانُ كلَيـْلٍ مُظلِـمٍ نحسٍ
خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها *** وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ *** فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ
وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ *** وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ
دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ *** أمَّا الذيـن كتـاب الله منهجهمْ
ما ضرَّهم أبداً إسفاف من سفهوا *** هم الكرام وإنْ ضِيمُوا وإنْ ظُلِموا
[/FRAME]
|