عن التدخل الإيراني في اليمن
قبل يومين حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مرة جديدة من تدخلات إيران في الشؤون اليمنية وعلى الأخص من دعمها للعنف وللانفصاليين . كان يعقد لقاء مع مشايخ وأعيان من محافظات عمران وحجة وصعدة. وقد تكلم عن وضع اليمن قائلا أن "الحراك الجنوبي بدأ عام 2007 بمطالب سلمية وانتهى بعض فصائله إلى حراك غير سلمي بفعل تدخلات خارجية وإقليمية خاصة المرتبطة بإيران".
وشدد على "أن اليمن يمر حالياً بمنعطف تاريخي مهم، إما أن يخرج من أزمته بنجاح الحوار نجاحاً كاملاً أو أن يذهب إلى متاهات لا تحمد عقباها".
هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولون يمنيون إيران بزعزعة بلدهم. ففي تموز 2012 دعا الرئيس هادي إيران إلى وقف التجسس على بلاده منبها إيران من أنها سوف تدفع الثمن فيما لو استمرت بالتدخل. ودعا إيران " إلى أخذ الأوضاع الدقيقة التي تمر بها البلد بعين الاعتبار. نقول من هنا أن تدعوا اليمن يهتم بشؤونه ويكفي الآن". هذه الملاحظات قدمها هادي خلال حفل تخرج ضباط. وقد جاء هذا التحذير بعد مزاعم من الإعلام الرسمي بأنه تم الكشف عن عملية تجسس إيرانية.
في كانون الثاني 2013 كشف عن عرض آخر؛ أعلنت الحكومة اليمنية، عن ضبط سفينة شحن قادمة من إيران محملة بأسلحة مما أثار مخاوف من أن إيران تصعد تدخلها في شبه الجزيرة مما يطرح تهديدا للاستقرار في المنطقة.
في آذار 2013 هاجم محمد السعدي وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني إيران بسبب تدخلها في شؤون اليمن الداخلية مشيرا إلى مزاعم عن أن طهران تدعم انفصاليين في جميع أنحاء البلد الفقير بالأموال والأسلحة من أجل دفع أجندتها الإقليمية قدما.
وأضاف:" ليس هناك دعم يقدمه الإيرانيون لليمن، إلا ما كان من أسلحة وأموال يرسلونها إلى أطراف محددة لإعاقة العملية السياسية وتخريب الوضع الأمني.
كما جاء هذا الهجوم وسط تقارير من قوات الأمن اليمنية بأن إيران ترسل مئات من أعضاء الحرس الثوري إلى اليمن عبر لبنان . هؤلاء الأشخاص كانوا يدخلون اليمن بالادعاء بأنهم لاجئين سوريين.
الحكومة اليمنية تعمل جاهدة للبدء بحوار وطني يهدف إلى وضع دستور جديد وإجراء انتخابات في شباط 2014. الشهر الماضي قدمت الحكومة اعتذارا للجنوبيين ولثوار الشمال عن الحروب التي شنتها الدولة ضدهم إبان حكم علي عبد اله صالح. وقد وافقت الحركة الجنوبية ( الحراك) يوم أمس على العودة إلى محادثات المصالحة الوطنية بعد تلقيها تأكيدات بأن مستقبل منطقتهم سوف يكون موضوع نقاش.
اليمن ليست الدولة العربية الوحيدة التي تحاول إيران زعزعتها. ولكنها أفقر الدول والأكثر اهتزازا بالصراعات التي تحرص إيران على استغلالها وتمويلها.
|