ملالا يوسفزاي في الأمم المتحدة

[صفاء العشري]

اليوم ستلقي ملالا يوسفزاي ، الصبية التي هاجمتها حركة طالبان عام 2012 ، خطابا أمام بعثة من أكثر من 500 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاما ويمثلون أكثر من 85 بلدا و100 منظمة . سوف تقول لهم : طفل واحد ، أستاذ واحد وكتاب واحد يمكن أن يغيروا العالم. التعليم هو الحل الوحيد.
وقد قالت للأمين العام للأمم المتحدة في حديث سابق: إن السبيل للوصول للسلام هو من خلال التعليم. يشرفني أن أكون مرتبطة بالأمم المتحدة. أريد أن أخبر العالم كم أن التعليم مهم."
لقد أعلنت الأمم المتحدة 12 يوليو ، يوم عيد ميلادها "يوم ملالا".
بالطبع ملالا ليست الضحية الوحيدة للعنف والأيديولوجيات المتخلفة والممارسات التي تجري باسم الدين أو الشرف أو القيود الاجتماعية.
إن مشكلة التعليم مشكلة شاملة، ليس للفتيات فقط وللصبيان أيضا.
لقد أظهر تقرير لمنظمة "أنقدوا الأطفال" أنه خلال عام 2012 حدث أكثر من 3600 هجوم على التعليم استخدم فيها العنف والتعذيب والترهيب ضد أطفال ومدرسين ونتج عنها موت وإصابات خطيرة. كذلك استخدم القصف وتفجير المدارس وتجنيد أطفال في سن التعليم من قبل مجموعات مسلحة.
مثلا إن نسبة الأطفال الذين لا يتلقون التعليم الابتدائي هي 14% من العالم العربي بحسب تقرير لليونسكو.
ومنذ بدأ الصراع السوري قبل أكثر من عامين، دمرت وتضررت واحتلت لأغراض غير تعليمية 3900 مدرسة يضيف التقرير.
ولكن لماذا لقيت ملالا كل هذه التغطية؟ على الأرجح لأنها كانت قوية وقاتلت من أجل بنات بلدها وفضحت ممارسات حركة طالبان، وربما لفتت الانتباه أيضا بسبب الدور الذي لعبه الإعلام عبر إتاحة المجال لها للكلام وتعريضها بالتالي للخطر في سن صغيرة. ولكن ومما لا شك فيه أن ما حدث لملالا ارتد على طالبان وحرك حمية العديد من المنظمات والبلدان للعمل أكثر من أجل التعليم.
المتحدث باسم طالبان الباكستانية، إحسان الله إحسان، أعلن مسؤولية الحركة عن الهجوم وقال:" إن يوسفزاي هي رمز للكفار والفحش " مضيفا إنهم سيسعون لقتلها مرة أخرى إذا كتبت لها النجاة . وقد كان قادة طالبان يسعون لقتلها وكلفوا مسلحين لتنفيذ المهمة. فيما بعد ادعوا أنهم لم" يهاجموها لأنها كانت تدعو للتعليم. لقد هاجمناها بسبب معارضتها للمجاهدين وحربهم." الأسوأ عندما قالوا أن كل من يقود حملة ضد الإسلام يقتل حتى ولو كان طفلا."
بغض النظر عن الدوافع الحقيقية ، فإن قرار قتل فتاة في الخامسة عشر من عمرها يظهر أن طالبان لا تقتل بدم بارد مناوئيها والأبرياء بالهجمات الانتحارية وحسب، بل تعمل على نشر الخوف لإخضاع الشعب عبر منعهم من التعلم ومن الاعتراض. أنهم يبررون جرائمهم باسم الشريعة( شريعتهم هم بالطبع).هذه الممارسة ليست حكرا على طالبان ، بل نهجا متطرفا في العالم أجمع تجب مواجهته ومحاربته ليس بالأسلحة، بل كما قالت ملالا:" لنرفع كتبنا وأقلامنا . إنها الأسلحة الأقوى".