مقدّمة المؤلّف ...
كانت هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية صدمة قويّة للعالم بأسره , كان الهجوم جبانا ووحشيّا ، وقتل ما يقرب من 3000 ضحيّة كانوا يعتقدون أنهم يذهبون إلى اعمالهم فى امان دون أدنى خوف على حياتهم ، والتفت شعوب الأرض فى فزع وتعاطف عميق حول الشعب الأمريكى وحكومته ، وأعلنت شعوب العالم تضامنها فى الحرب ضد الارهاب الدولى ، إلا أن الاستنتاجات التى استخلصتها الحكومة الأمريكية من الهجمات صدمت العالم أيضا ، فعلى الرغم من ادعائها قلّة المعلومات حول توقّع هجمات ارهابيّة ، إلا أنها سارعت بنشر أسماء الجناة ودولهم .
بسرعة البرق ذُكر اسم أسامة بن لادن فى أفغانستان وتنظيمه الارهابى العالى المسمّى بالقاعدة كمنظّم مسئول عن الهجمات ، يضاف إلى ذلك دكتاتور العراق صدام حسين الذى ذكر اسمه كمموّل ومدعّم للقاعدة ، وفى الواقع لا توجد أدلّة دامغة ، إلا أنه فى غضون عدّة أيّام تم إعلان " حرب عالميّة " يمكن أن تستمر لسنوات ضد عدد من الدول يصل إلى 60 دولة مشجّعة وداعمة للإرهاب.
لكنّه بدا سريعا - فى أغلب الظنّ - أن الادارة فى واشنطن كانت تعلم قبل الاحداث بفترة طويلة أكثر مما تدّعيه ، واتضح على وجه الخصوص أن الحرب على كل من أفغانستان والعراق قد تم التخطيط لها ووضعها فى الحسبان قبل 11 سبتمبر 2001 م ، حيث كان الحديث عن نظام جديد للشرق الأوسط يجب تنفيذه بالقوّة ، ويجب أن يجبر العالم الاسلامى على الديموقراطية بالحديد والنار. ولكن الخطط التى ناقشها ودونها مسئولون كبار فى الإدارة الأمريكيّة فى ذلك الوقت لم تهتم كثيرا بانعدام الديموقراطيّة فى الشرق الأوسط فهى تهدف إلى تأمين الهيمنة الأمريكيّة على العالم لمدّة قرن من الزمان ، ووقف زحف كل من الصين والهند التى يتجاوز عدد سكان كل منهما مليارا من البشر ، ومنع صعود القوى المضادة والمنافسة فى القارّة الأوروبيّة , وأخيرا الاستيلاء على مستودعات النفط والمواد الخام ذات الأهمية الاستراتيجيّة ، تلك المواد الخام المتناقصة باستمرار ، وما يرتبط بذلك من قوّة ماديّة . واستغلّت ادارة بوش أحداث الحادى عشر – دون أن تتردد لحظة واحدة – كى تنفذ السياسة المخططة مسبقا فى تيار الحرب ضد الارهاب الدولى وأن تجد لمخططها مسوغا.
يتبع ،،