أيهما أسعد حظا..المرأة العاملة أم ربة المنزل؟

[ياسمين]

هل تعتقدين أن أمهات هذه الأيام أكثر سعادة من أمهات

الجيل الماضي؟ وهل تظنين أن الأم العاملة أقل خطأ

من مثيلتها التي اختارت أن تكون ربة بيت فقط؟





في الماضي كان بإمكان ربة المنزل أن تقوم بجميع أعمالها

خلال الفترة الصباحية ثم تتفرغ في المساء لزيارة الأقارب

مع زوجها أما اليوم وبحكم التغيرات الاجتماعية التي عرفتها

الأسرة وما أفرزته من انفصال عن الأسرة الكبيرة؛ أصبح

من الصعب بمكان إنجاز الأعمال المنزلية بشكل مريح في

وجود الأطفال مما يجعل ربة المنزل تكيف أعمالها المنزلية

حسب ما يسمح لها به طفلها حيث أنها يجب أن تكون بجانبه

باستمرار لتراقبه أثناء اللعب حتى لا يؤذي نفسه بالإضافة

إلى إعداد وجباته وتغيير ملابسه من حين لآخر مع القيام

بالأعمال المنزلية البسيطة وتأجيل الأعمال التي تتطلب

تركيزا معينا لحين نوم طفلها إذا ما وجدت في نفسها القدرة

على القيام بها.





وفي ظل هذه الظروف العصيبة حيث تعيش الأسرة النووية

بمعزل عن وجود الأسرة الكبيرة التي كانت تشكل الصدر

الدافئ الذي يمد يد العون لربة المنزل؛ فإن غابت الجدة

نابت عنها الخالة أو العمة في تخفيف الحمل عن الأم .

إذا كان الوضع شاقا بالنسبة لربة المنزل فما هو وضع

الأم العاملة؟





إن أول مشكلة حقيقية تواجه الأم العاملة هوعدم وجود

حضانة آمنة ونظيفة لتضع طفلها بها، لذلك نجد الجيل الحالي

يفضل الإنجاب أولا ثم التفكير في العمل بعد ذهاب الطفل

للمدرسة وبعضهن يبدأن العمل قبل انتهاء وظائف الأمومة

بالنسبة لأطفالهن، وفي النهاية يجدن أنفسهن أمام اختيارين

إما توفير المناخ الصحي للأطفال أو الاحتفاظ بما وصلن

إليه من مراكز مرموقة في العمل..





ومهما يكن، فقد حققت بعض النساء نجاحا منقطع النظير

في العمل، وهناك من فشلت في تسيير أمور بيتها، وهناك

من نجحت في الجمع بينهما عن طريق خلق تنظيم ممنهج

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما دور الرجل داخل

الأسرة؟ هل إنخرط في منظومة التغيير الاجتماعي التي

فرضتها ضغوطات مادية بحتة بموازاة مع رغبة طافحة

للمرأة نحو إثبات الذات والتقدير الذاتي لعقلها كوجود إنساني.





هل إستوعب الرجل حاجة المرأة إلى العمل؟ هل حمل عنها

القليل من تبعات أعمالها أم بقي خارج قوانين اللعبة واكتفى

بدور المتفرج تاركا المرأة وحدها سواء أكانت عاملة أم ربة

منزل تتحمل نتائج اختيارها!