العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-10-2008, 10:12 PM   #1
كيان العروبة
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 19
إفتراضي الأبقار اللي فوق والأبقار اللي تحت ... شوقيه عروق منصور

الأبقار اللي فوق والأبقار اللي تحت
شوقيه عروق منصور*

نمر بلحظات نكون فيها رهائن الرفض.. لا نريد أن نحمل رشاشاً يحصد كل شيء، لا نريد أن نتوهم أن رزنامة الغزوات قد تم فرض ألوانها على باقي العمر، لكن نريد أن نرتكب خطيئة الصراخ.
الانفاق تحت أراضي قطاع غزة.. أصبحت الشوارع الخلفيه، الشوارع المختبئه لقضية حصارٍِ ينبت يومياً حول سياجه الحديدي نباتاً شيطانياً، شرساً يأكل ما تبقى من انتظارٍ وتساؤلات عاجزه عن الحلول، في ظل اوضاعٍ عالميه وفلسطينيه تعزف على قيثارة اللامبالاه، لم يعد نيرون وحده رمزاً للعزف الناري الحرائقي فما أكثر النيريون في عصرنا، يتمتعون برؤية التوابيت والدكاكين الخاويه وملامح الاطفال المنسيه على جداول العطف والرعايه.
في ألأدبيات الرومانسيه وعبر القصص التاريخيه كان حفر الانفاق جزءاً من تحدي الابطال لمرارة وقسوة الظروف ولعن الظلم، فهناك من حفر الصخر لكي يخرج من أسره من تحت الأرض، وهناك من شاب شعره وأصبح كهلاً وما زالت أصابعه تحفر لكي يظهر أمام الذين حاولوا قتله ويعلن انتصاره، وبقيت قصة الحفر للخروج الى شمس الحريه الهاجس الأدبي عبر رومانسيات الشعوب التي تعتبر الحفر جزءاً من القيمة الانسانيه أمام هول الظالمين.
والكشف عن الأنفاق في قطاع غزة اتخذ بعداً جديداً، البعد الحياتي اليومي الانساني رغم تصويربعض الجهات أن البعد فقط عسكري للتزود بالسلاح دون الأهتمام بالجانب الانساني الذي يسحب لقمة
العيش عدة كيلومترات محاطاً بالخوف المتأجج بالقبض على هذه اللقمه البائسه، المذعوره، المغموسه بالانتباه والحرص.
الانفاق ابار معتمه كالقبور، المشي فيها موتٌ فوق موت، والقدر قد يرتكب الخيانه ويوقظ أصحاب الانوف الذين يشمون روائح التحرك والخطوات.
آخر وميض لصور التوهج الانفاقي صوراً تحمل فوق تفاصيلها ابقاراً تُهرب عبر الأنفاق المعتمة ألضيقه.
القهر والحصار يمارس على الانسان ويتوحد أيضاً مع الحيوانات لدرجه أن المشاعر تختلط مع بعضها البعض ومن يحدق في صور الأبقار التي كانت تمشي وتزحف في الأنفاق يرى مساحاتٍ شاسعه من الذل وقطرات العرق التي تتصبب من جلد هذه الأبقار وجلد الانسان الذي يجرها تحولت الى بركٍ تفيض وتُغرق كل من يدعون الانسانيه والديمقراطيه وينادون برفع شأن الانسان.
معجزة أن تمشي الأبقار في نفقٍ ضيق والمعجزة الأكبر حين تخرج حيث تربط بحبالٍ وترفع عدة أمتار حتى تصل باب النفق لكي يستلمها أصحابها.
في علم الاجتماع هناك مصطلح وقد شاع باللغه المصريه الناس اللي فوق والناس اللي تحت، أي أن الناس طبقات وعبر الصور التي رأيناها اكتشفنا أن هناك أيضاً للابقار طبقات، أبقار نراها عبر الاعلانات والدعايات تظهر بكامل دلالها ورفاهيتها وترفها وعزها تبتسم وتضحك خاصةً عندما ترى بني البشر وهم يخدمونها ويقدمون لها فروض الطاعه ، وامعاناً في نشر جو الدلال رأينا عبر
الاعلانات ابقاراً تسكن القصور وتركب السيارات الفارهه، ـــ لا نريد أن نتطرق الى الأبقار المقدسه في الهند والى الأبقار التي تُحلب على الموسيقى وتنام في حظائر مضاءه ـــ لكن البقر الغزي الذي يخضع لتجربة الانفاق سيعرف أن المراعي ليست الا كذبه وخدعه بشريه والانفاق هي العالم الحقيقي لتفكير هؤلاء الذين يمارسون زيف أقوالهم وخطاباتهم، حتى اللذين يشمرون سواعدهم وحناجرهم كلما وقعت قطه في مأزق وكلبٌ في حفره، وأصبحت الممثله العجوز برجيت باردو ماركه مسجله للدفاع عن الخراف التي تشتكي سكاكين المسلمين في عيد الأضحى حتى أصبحت الخراف تنادي ماما برجيت بدل (ماع) ، وجميعنا نذكر حكاية البط التي قتل أبان حرب العراق نتيجة تلوث مياه البحر وكيف قامت الجمعيات باللطم والبكاء واعتبروا البط من الشهداء وقد طالبت جمعيات الرفق بالحيوان بالثأر لهذا الطير الأليف.
هذه الجمعيات التي تتعطر بالرفق وتتبجح بالنظريات الانسانيه لا تهتم الآن بالابقار داخل الأنفاق لأن تساؤلها سيدخلها في نفق الصراحه وكشف الاغطيه عن ارائها السياسيه، وعندها لن تتحمل كشف الأقنعه فهي تحيا وتعيش وتتمدد أصابعها بفضل هذه الأقنعه تساؤلها سيفتح الأبواب على فضاء الجوع وشوق طفلٍ لكأس حليب وقطعة لحمٍ، في حصارٍ أصبحت منتوجات الالبان نوعاً من الكماليات والرفاهيه يحلم بها المواطن في قطاع غزة.
الصور التي خرجت عبر وسائل الاعلام تظهر شكل الابقار المقهوره لن تشكل غرزة دبوسٍ في ضمير أي مسؤول، ولن يقارنوا بين الابقار اللي فوق والابقار اللي تحت لأن في دستورهم صنفوا أيضاً
البشر فهناك اللي فوق وهناك اللي تحت.
مؤكد فقط أن الأنفاق ستكون غداً ميادين الأساطير والقصص والحكايات ومثلما هناك أدب السجون وأدب الحواجز سيكون عندنا أدب الأنفاق وهذه فضيله تُحسب لأهالي قطاع غزة....
كيان العروبة غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .