حاول أن تقرأ بسرعة أكثر
لم تعد المطالعة بالنسبة الى الكثيرين من معاصرينا متعة أو واسطة للراحة. وخوفاً من الضياع في غمرة الأعمال تراهم مكرهين على قراءة طائفة من الرسائل والإيميلات والتقارير والنشرات المهنية (بالنسبة للموظفين), والمذكرات والمقالات الصحف ومقالات الأنترنت. انه فيض كبير من الكلمات التي لا يرون لها اي نهاية. وعندما تدعوا الحاجة الى الحصول على منصب أو ترقية تصبح امكانية القراءة بسرعة وهضم ما نقرأ, عاملاً في تقرير النجاح او الإخفاق. ولكن الملاحظ اننا في غالبيتنا نقرأ قراءةً سيئة...
في ميدان المطالعة تعود معظم العيوب الى اساليب التعليم المتبعة في الصفوف الأولى. يرى الدكتور بيتس أن شخصين من كل خمسة أشخاص أكرهوا في المدرسة على قراءة نصوص أصعب من أن يفهموها, فأعتادوا عادات سيئة بسبب الخمود الهمة أو النشاط. إلا انه في متناول كل واحد منا ان يتعلم كيف يقرأ بسرعة أكثر والحصول على فائدة أكبر. وليس للسن أى اهمية في بالموضوع. وقد عمد أخيراً مختبر للقراءة الى إجراء التجربة التالية: 138 طالباً جمعوا من فئات فئات بالنسبة الى أعمارهم, أعلنوا جميعاً بعد أن مروا بفترة تدريب مناسبة, انهم حصلوا على تحسن ملموس في سرعة قراءتهم تراوح بين 93 بالمئة عند افراد جماعة العقد الخامس من العمر (خمسينات), و142 بالمئة عند افراد جماعة الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين...
وما دمنا لا نستطيع متابعة تدريب خاص في هذا الميدان, فأن معظم الإختصاصيين متفقون على الأعتراف بأن بوسع كل واحد منا أن يحسن نفسه بنفسه بشرط أن يكون متمتعاً بنظر جيد.(اذا كانت القراءة تتعبك بسرعة, واذا كانت تؤذي عينيك أو تصيبك بالصداع, فأفضل لك ان تستشير طبيباً).
النصائح العشر التي يمكنك أيها القارىء أن تتمرن عليها بنفسك.
1. أذا لم يكن بأمكانك ان تمنع نفسك من تحريك شفتيك والتلفظ بكل كلمة -الأمر الذي يحكم عليك بالقراءة البطيئة- ضع اصبعك على فمك وابقه مطبقاً تماما حتى يتاح لك التغلب على هذه العادة السيئة.
2. اذا كنت قد اعتدت ان تتبع الكلمات والإشارات بأصبعك. فأمسك النص الذي تقرأ بيديك الأثنتين. أختر للقراءة مكاناً هادئاً حيث لا شيء يلهيك او يشغل بالك, ما أمكن ذلك. ولكن حذار من ان تستغل العزلة والهدوء للتأمُــل والأحلام... واجتهد نفسك على حصر انتباهك في ما تقرأ.
3. اذا صادفتك كلمات جديدة حاول ان تفهم معناها حسب سياق الكلام, ولا ترجع الى القاموس الا فيما بعد.
4. ليرفرف نظرك فوق الأسطر, حاول ان تفهم دفعة واحدة معنى الجملة بأسرها.
5. قم بالسباق مع المنبه... قدِّر كلمات هذا المقال أو ذاك الفصل, وحدد لنفسك مهلة قصوى. ثم اضبط المنبه على هذا الأساس, واجتهد في ان تنتهي من القراءة ما حددت قبل ان يرن جرس المنبه... ومن ثم اجعل المدة القصوى المحددة أقصر فأقصر على مر الأيام.
6. بعد قراءة مقطع ما بسرعة القصوى, حدد وقتاً للتوقف لكي توجز فكرياً زبدة تفكير الكاتب. وتحقق من دقة ايجازك بالعودة الى مراجعة النص نفسه من جديد.
7. لا تعد مطلقاً الى الوراء : فما ان تمر عيناك على الكلمات حتى ينبغي لك ان تتجاهل وجودها. وكم ستدهشك معرفتك انه لم تفتك اي نقطة هامة اساسية.
8. حاول ألا تقرأ غير الأسماء والموصفات والأفعال لكي ترى ما يمكنك استخلاصه بهذه الطريقة من النص الذي تقرأ. ضع تحتها خطأ: فذلك تساعدك في البدء. وتوقف عن وضع الخطوط عندما تعطي الطريقة نتائج ملموسة.
9. أرسم خطاً عموديا وسط عمود من أعمدة الجريدة. واتبع هذا الخط بعينيك محاولاً ان تفهم معنى الكلمات على جانبي الخط.
10. تدرب بأستمرار, ففي ذلك سر النجاح.
|