لا تزكوا أنفسكم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته أما بعد :
من المنهي عنه في ديننا الحنيف تزكية النفس بالالقاب و الاسماء لأن هذا فيه من بواعث الغرور ما يفسد العمل و يعرض صاحبه للوقوع في الإثم كمثل ان يسمي احدهم ابنه سيد الاوليا ء اوإمام المتقين او خير البرية مع العلم ان هذا الابن قد يكون سيئ الخلق فاسد الطوية فيعرض الاسم للعنة و السب و الشتم , وقد يكون في اللقب تشبها بابطال الاسلام و صاحبه ترتعد فرائصه ان انقطع التيار الكهربائي ..
اقول هذا الكلام نصيحة لبعض الاخوة و الاخوات الذين ينسبون لانفسهم القابا اكبر من الجبال ولا يدرون تبعات هذا اللقب و شروط التجمل بحمله كمن يصف نفسه بحفيد خالد بن الوليد او حفيدة فاطمة الزهراء ومنهم من يسبغ على نفسه القابا مستقاة من القرآن الكريم " مهاجر الى ربي, المنيب , المخبت,الأواه" ومنهم من يسبغ على نفسه صفات للانبياء " صادق الوعد, السراج المنير..." كأن العبث تجاوز الحد ليطال القرآن الكريم , لذا أرجو من المشرفين على منتديات الخيمة أن يجتهدوا في الحيلولة دون تمرير و قبول القاب فيها تزكية للنفس و اسباغ للمدائح على نفس لا يعلم حقيقتها الا الله
لو ان المجال فسيح لقمت بايراد امثلة حية من اعلام السلف الصالح في تواضعهم و نكرانهم للذات حتى قال الشافعي رحمه الله " وددت لو ان الناس انتفعوا بعلمي ولم ينسبوه الي" و قال الامام احمد بعد اجتيازه المحنة العظيمة " يا ليتني ما عرفت الشهرة , يا ليتني في شعب من شعاب مكة لا يعرفني الناس" و قال لرجل اثنى عليه " اشهد الله اني امقتك لو علمت ما عندي من الذنوب لحثوت على راسي التراب" في الوقت الذي نجد بعض الاخوة يلقب نفسه بالقاب اكبر منه و يجتهد في مدح خصاله كانه قد اجتاز الصراط و امن العذاب .
هداني الله و اياكم لما فيه الخير و رضاه .و اسال الله ان يجعل نصيحتي خالصة لوجهه الكريم
|
النمط الخطي
