العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-04-2011, 01:10 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي حصاد الأنام في الخروج على الحكام

أوَّل حصاد الثورات المباركة ، وهـو أعظمها بركة على الأمـّة ، أنَّ خدعـة مصطلح ( الحرب على الإرهاب ) ، ذلك السيف الذي دُقَّ عليه الصليب ! وكان مسلَّطا على رقاب المسلمين ، قـد اختفى فجـأة !

لقـد تاه وسط هذا البركان المتفجـّر من غضب الشعوب على الطغـاة ، فلم يعـُد له ذكـرٌ بنهـي ، ولا أمـرٍِ ، وانفضح أمـرُ مخترعي ذلك المصطلح الزائف الذي أخفـى وراءه الحرب على أمـّة الإسلام ، بتعبيدها لأنظمة الطغيان المتحالفة مع قوى الشـرّ العالمية .

لقد كان هذا المصطلح سوطـاً يُجلـد بـه ظهـرُ الأمّـة ، كما يجُـلد العبيد ، وقيـداً ضُرب بـه على رقبتها الذلة ، والمسكنـة ،

وقد سار وراءَ سـراب وجهِهِ القبيح المزيـَّف ، قطعـانٌ عظيـمة من المخدوعين ، حتـى أُلّفـَت فيه الكتب ، ونُظّمت فيه المؤتمرات ، وأُسِّست فيه اللجان ، ووُظّفـت له هيئات الفتوى ، وتكبكب فيه من تكبكب بغيـر علم ، ولاهدى ، ولا كتاب منير،

يلوكون بألسنتهم ما يريـده الطغـاة المؤتمرون بأمر كبيـرة الطغاة أمريكا ، ويردّدون صَدى ما يُقرر في دوائـر وزارة الخارجية الأمريكية ، فوزارات الداخلية العرب الذين ها نحـن نرى مع كلِّ ثورة جرائمهم (الإرهابية) في شعوبهم !

والعجب أنَّ الشعوب العُـزَّل التي كانت تُرهَـب بهذا السَّوط ، هي التي سلطها الله فأرهبـت من كان يرهبها بأنْ سيلحقها بقوانين ( مكافحة الإرهاب ) !

فسبحان الذي جعل عاليها سافلهـا ، بين عشية وضحـاها ، وهم عن مكر الله بهـم غافلـون ، فقلبـت الشعوب المعادلة ، وكشـفت أنَّ الزعماء الطغاة الذين كان يجتمع وزراء داخليتهم كلَّ عام عند ( شين الفاجريـن ) المارق الهارب مـن العدالـة ! هم (الإرهابيون ) حقَّـا !

ثـمَّ أنزلتهم الشعوب من أبراجهم المشيـَّدة ، إلى سجون يُحاكمون فيها تحت طائلة جريمة (إرهاب) الشعوب !

( قد مكر الذين من قبلهم ، فأتى الله بنيانهم من القواعد ، فخر عليهـم السقف من فوقهـم ، وأتاهم العذاب من حيث لايشعـرون )

وكما فضحت الثورات ماوراء توظيف هذا المصطلح لحرب أمـّة الإسلام ، لاسيما حرب مجاهديها ، ودعاتها ، ومؤسساتها الخيريـة ، فضحت النفاق الغربي الذي كان يوظف هذا المصطلـح ، فبرز ذلك النفـاق عاريَ السوءة ، لاتستره حتى ورقة التوت ،

إذ تبيـَّن حجم الدعم الذي كان يقدمه الغرب المنافق لأنظمة الطغيان العربي _ على رأسها النظام المصري _ لإبقائهـا تستعبد الشعوب في مقابل أن تسمـح بتمريـر تحت خدعة ( الحرب على الإرهاب ) كـلَّ ما يقوِّض الإسلام ، ويعبـِّد أمتـه للأجنبـيّ !

فسبحان الذي بيده الأمر كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، علانيته وسرُّه ، لقـد سقط كلُّ هذا المكـر من حيث لم يحتـسب أحـد ، وخرج من سجون مصر _ على سبيل المثال _ كبـار العتاة على الطغيـان ، ممن كان النظام المصري يتقرب إلى أمريكا بظلمهم !

وصار حبيب العدلي وعصابـته ، حبيب أمريكا المكافـح لـ(الإرهاب) ! الذي ضيع عمـره يعمـل لحسابها ، ويتزلف إليهـا ، صـار رهين نفس الحبس الذي سجن فيـه الدعاة ( الإرهابيين ) ليسترضي أمريكا ، ليس له من دون الله من وليِّ ولا نصـير ، ( فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ، بل ضلُّوا عنهم ، وذلك إفكهم ، وما كانوا يفترون ) .

أما زعيم (الإرهاب) في مصر فرعونها اللعين حسني مبارك ، الذي كان يخطـب فيما مضى متبجّحا متقرّبـا لسادته في أمريكا أنه نجح بمكافحة الإرهاب ! فقـد تبيّن للعالم أجمـع أنـه أكبر ( إرهابي) في مصـر ، وقد ألقاه الله تعالى في شـرِّ أعماله ، وتردَّى في نفس شَـرَكـِه ، فهـو يُحاكم بقانونـه ، يُدان به ، كما كان يتَّهـم الأبريـاء بـه !

ولسوف تستمر الثورات العربية ، بإذن الله ، حتى يُطـلق بهـا كلُّ المظلومين الذين زُجَّ بهم في السجون ، إرضـاءً لزعيمة الإجرام العالمـي أمريكا ومن والاها ، طيلة العقد الذي مضى ، عقد خديعة ( الحرب على الإرهـاب ) !

وثاني حصاد هذه الثورات المباركة ، هـو ممـا في الأمـر الأوّل من العبرة ، وهي كيف أنَّ شعوبنا عندما نهضت باذلـةً أرواحها للخلاص من الظلم ، كان الهجوم على الطغيان خيـرَ وسيلة للدفـاع ،

ولو أنها بقيت رهينة الإنهــزام النفسي ، واستمر المكر الغربي عليها ، يحاربها حتى في مناهج التعليـم ! تحت حجة مكافحة (الإرهاب )، لنـُزع عنها كلُّ ما ألبسها الله تعالى من لباس العـزّ بين الأمم ، ولما حققت ما حققته من الإنتصـار العظيـم ، فأصبحت بإنتصـارها اليوم لاتجرؤ أمريكا أن تملي عليها شعاراتها الزائفة !

وهذا من بركات الجهاد في سبيل الله ، كما قال تعالى عن تركـه : ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ، وصدق من قال : من طلب الموت وُهبت له الحياة .

والثالـث : إندحـار فكر الإنبطاح ، وثقافـة الخنـوع ، وسقوط رموز هذه الفرقة المرجئـة الضالـّة التي انتشرت ديدانهُـا _ التي تقتات من مستنقع فكر الهزيمة _ في العقد الماضي مع إنتشـار مكاتب ألـ (سي آي إيه) في بلادنـا !

فقـد خَـرِأت عليها الشعـوب العربية ، وهي في طريقها إلى التغييـر ، ولما رجعـت الشعوب من إنتصارها على الطغـاة ، وجدتـها ولمـَّا تـزلْ في حفـرة خرائها فأكمـلت عليهـا تارة أخـرى ، حتى لايخرج هذا الفكر من هذا المستنقع أبـد الدهـر ، فهذا هو مكانه الطبيعي أصـلا ، ما كان ليغادره .

وإنما كـان قـد تصدَّر هذا الفكـر المريض بقوة السلطة الطاغية ، وبأمـر إستخباراتها الباغيـة ، فهنـاك كانت تُبلَّل وتُزيـَّن لحاهـُم النتنة في مراكز البوليس ، وتعيـَّن مناصبهم الدينية بالتنسيق بين المكاتب الأمنيّة وإبليس !

لا بقدرته على الإقنـاع بالحـجج ، ولا بما يشتمله الخطاب من قـوة المنطـق في وضوح البَلـَج.

لقد باتت الأمـَّة اليوم من شرقها إلى غربها ، لاترى ولاتسمع إلاّ عناوين العـزة : التحرُّر ، والتغيير ، والتضحية ، والشهداء ، والكرامـة ، وتحقيق العدالة ، وإسقاط الطغاة ، ومحاربة الظلم ، وعبـارات : يسقط الطـغاة ، إرحـل أيها الطاغيـة ، الشعب يريد إسقاط النظام ...إلخ

وقد ارتبطت هذه العناوين الآلقـة المشرقة بالخيـر بيوم الجمعة المبارك عيد الإسلام ، وصارت أسماءَ هذا اليوم العظيـم : جمعة التحرير ، جمعة الإصرار ، جمعة الثبات ، جمعة الشهداء ، جمعة الدماء ، جمعة الرحيل ..إلخ

لقد باتت أنشودة الشعوب العربية هي : إذا الشعب يوما أراد الحيـاة .

وليس الهتاف بحياة الزعيـم الأبـدي !

وداس الناس بأقدامهم عناوين الذلّ ، والتلبيس التي يسوِّق لها حشرات الفكر الإرجائـي : اخنعوا للسلطة وإن بغـت ! إياكم والخروج وإن استُعبدتـم ! الخروج عما ألفتموه من الذلّ للطواغيـت هو الإجرام وليس طغيانهـم ! أطيعوا ولاة أموركم مهما أجرموا بكـم ! من عصى الطاغيـة فقد عصى الله !! والمظاهرات محرمة ، والمسيرات مجرَّمـة ، والمتمرُّد على سوط الطاغية أعظم جرما من الطاغية إلـخ

وولـَّى هذا الفكـر وعناوينه البائسة ، أمـام أمواج التغييـر ، ولـَّى وله ضـراطٌ ، كما يفعل الشيطان عندما يسمع الأذان .

والرابـع : تأملوا الفرق بين مجيء الغرب الصهيوصليبي عندما جاء يزعم نشر الحرية ، وتحرير الشعوب ، واتخذ من العراق مثالا ، كيف دمـَّر البلاد ، والعباد ، وأهلك الحرث والنسـل ، ونشر الخوف ، والفقـر ، وجاء بفساد أضعاف مضاعفـة مما كان ، وصنع من الكوارث أشد بكثيـر مما في الحسبـان !
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-04-2011, 01:14 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وبين قيام الشعوب العربية بالثورة ، كيف أحدثت التغيير إلى الصلاح ، وأثمـرت كلَّ النجـاح ، مع الحفاظ على الوطن ، ورعايـة ما يحتاجه الناس من الأمن ، حتى أكمـلت مشروع التغيير ، والناس جميعا تحمـد ما فعلوا ، وتشكر ما صنعـوا.

لقد أراد الله تعالى أن يدافع عن الذين آمنوا ، أعني أمـّة محمـّد صلى الله عليه وسلم ، فبعدمـا بذل الغـرب مالا يُحصى من المال ليشوِّه صورة المسلمين ، بإظهارهم في صورة الأمـّة المتوحّشـة المتخلفـّة !!

جاءت ثوراتـُنا لتثبـت للعالم أننـا نحن الأمـّة المتحضرة ، وأننـا نحـن في الحقيقة هنـا العالم الحـرّ ، كما أثبت الغرب في أفغانستان والعراق ، وبدعمه لجرائم الصهاينة في فلسطين أنـّه العالم المتخـلّف المتوحّش المجرم .

وصدق الحق سبحانه : ( إنّ الذيـن كفـروا ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ، ثـمّ يغلبـون ، والذين كفروا إلى جهنـم يحشـرون ) .

والخامس : أنَّ الشعوب العربية قـد نضج اليوم وعيُهـا أنه لايمكن أن يصلح حالها في ظل هذه الأنظمـة المتعفّنـة ، فلا حلّ إلاّ أن ترحـل ، وأصبحت قناعة الشعـوب لايخالجها شكّ ، أنّ كلّ خطوة تعـدّ بهـا هذه الأنظمة للإصلاح ، ما هي إلاّ حلقة من سلسلة الدجـل ، والكذب الذي لايحسنون سواه .

وقـد تيقّنـت الشعوب العربية أنَّ إجهاض نهضتهـا يبـدأ إذا صدقت الشعـوب أنَّ هذه الأنظمة التي حكمت طيلة عقود بالنفاق ، والكذب ، و الظلم ، والفساد ، صادقة في عزمها التغيير ، والإصلاح !

لقد أيقنـت الشعوب العربية أن لا حـلّ لهذه الأنظمـة ، إلاّ أن تُخـلع وتحُاكـم على جرائمها ، وإلاَّ فلـن يُشـرق على الأمـّة فجـرٌ جديد بكلّ ما تحمله كلمة جديد من معنـى .

ألا ترون هذه الشعوب الثائرة قـد حزمـت أمرهـا ، وأكـَّدت عزمها ، أن لا تنازل عـن : ( الشعب يريد إسقاط النظـام ) ، وهي تعلم علم اليقين أنهـا إذا تراجعت وهي في طريق الثورة ، وركنت ولو قليلا إلى الذين ظلموا ، فسوف تُسحق سحقا لاتكون لهم بعدها قائمـة أبـداً .

والسادس : تأملوا كيف أنّ من بركات ترك الجـدل ، وبدء الجهاد والعمـل أنه يثمر الوصول إلى الهدف بأيسر الطـرق ، ذلك أنّ الله تعالى في عون الكادح يطلب الحـقّ ، والخلاص من الظلـم ، لايتخلّى عنـه ، ويبغض أهل الجـدل الذين غاية طلب أحدهم الإنتصار على خصمه ليرضي غروره !!

فلو بقيت الشعوب الثائرة تجادل في ( حكم الخروج ) ! ( وفائدة المظاهرات ) ..إلخ ، لبقيـت في ذلهـّا إلى يوم الدين ، لكنها عملت بقوله تعالى ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنـكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتـم مؤمنين ) ، ففُتِحت لها أبواب لم تكن في حسبانـها ، وما خطرت على بالهـا.

كما قال الحق سبحانه ( إنّ الله لايغيـّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهـم ) !

والسابع : تأملوا كيف أنّ الشعوب العربية رغم كـلّ محاولات الفصل بينها ، وزرع العداوات ، ورغم هذه الحدود السياسية المصطنعة التي وضعها المستعمر ليمـزّق الأمّـة إلى دويلات متناحـرة ، لازال وجدانها الشعوري ينبض بإتحادهـا ، وشعورها يهتف بوحـدة مصيرهـا ، وأنها أمـّة و احـدة ، فهم في توادّهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم ، مثل الجسد الواحـد ، ولهذا ترى أهل كلِّ قطر يمدون أيديهـم لغيرهـم من الثـَّوار ، يشاطرونهم فرحة الثورة ، وينبئونهـم بما يحتاجونه من أدوات المعرفة ، والتنظيـم ، لينجحــوا !

إنهم رائعة هذه الأمـّة العظيـمة ، يبقون يشعرون أنهم يعيشون همـّا واحداً ، ويتطلّعون إلى غاية واحدة ، وتجمعهـم هويّة واحـدة ، وكيف لا ؟! ودينهم واحـد ، وكتابهم واحـد ، وقائدهـم واحد هو قائد البشرية كلّها .

والثامن : تأملوا كيف جعل الله تعالى هذه الثورات التي تنشد قيم الإسلام العليا : تحرير الشعوب من الطغاة ، وإستعادة الكرامة ، والإطاحة بكلّ صور الظلم وإغتصاب حقوق الشعـوب ، جعلها الله باسم الأمـّة ، ليس لأحد أن يدّعيها زورا ، ولا أن يتسلـّق عليها ليزعمها له من دون الناس ، لينكسر هذا الغرور الذي ملأ أرجاء الأحزاب ، والحركات _ حتى الإسلامية منها _ إذ تضخَّمت ( الأنا الكبرى ) في كلّ حركة فلا ترى إلاّ شعارهـا شعاراً ، ولا تبصر إلاّ إنجازهـا إنجـازاً ، واستحوذ على كلِّ حزب حبُّ الإستئثار بثمرة متوهَّمـة _ لازال بينهم وبينها أمـدٌ بعيد _ لمشروع تزاحموا على بعض مكاسبه العاجلة ، بالشحِّ الذي أهلك من قبلهم ، فضربوا للناس _ في أحايين كثيرة _ أسوء مثل لمشروعهـم !

وتباغضوا حتى جار بعضُهم على بعضهـم وبغـوْا ، وتحاسدوا حتى تقاتلـوا ، وقد أمرهم الله أن يكونوا متراحميـن ، أذلـةً علـى المؤمنيـن ، أعـزةً على الكافرين ، ( فنسوا حظـَّا مما ذكـروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء ) ، ونزع الله البركة من آثار كثيـرٍ منهـم _ إلاّ من رحم الله _ وردَّها إلى أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّـم ، التي فيها الخيـر إلى يوم القيامة .

التاسع : فليبصر كلَّ عاقل ما في هذه الثورات من درس عظيم فيما يحدثه حسن التنظيم من الإنجازات الحضارية ،

تنظيم الفكـر على : مستوى الأهداف المستقبلية والمرحلية ، والصياغة الملائمة للخطاب بحسب المقام ، وحسن إختيار العناوين والشعارات وفق معادلة المشهد المتغيـِّر .

وتنظيم الوسائل والآلات : على مستوى الإعلام ، وعلى مستوى الحراك الشعبي ، وعلى مستـوى توظيف الطاقات وعدم إهمال أيِّ منها .

وتحت كلِّ جانب من هذه الجوانب ، تفصيلٌ طويـل يضيق عنه المقام ، غير أنَّ الذكي تكفيه الإشاره ، كما تُذكي النار الشراره .

وقد صـدق من قال : الضعف المنظَّم قـوَّة ، والقـوَّة غير المنظمة ضعـف !

فليتعلم حملة المشروع الإسلامي من هذه الثورات الدرس الأهـمّ ، وليدعوا الفوضى التي جعلتهـم في تيه يشبه تيه بني إسرائيل !!

والعاشر : أنّ هذه الثورات الشعبية نجحت لأنها أدارت الصراع مع الطغاة بكفاءة عالية : فاستعملت السلاح المناسب ، ونصبت الفخ المناسب ، ورفعت الشعار المناسب ،

أما السلاح المناسب فهو قـوَّة إرادة الجماهيـر في مقابل قوة العسكر ، إذ الإرادة الصادقـة إذا تكاثـرت بالجماهيـر الصامدة فهي غالبة لامحالة ، لاسيما إذا كان (مفهوم) العسكر يتداخل مع (مفهوم) الجماهير ، ولم يأخـذ إلاَّ القذافي حـذره من هذا التداخل بإستعماله المرتزقة ، ولهذا تأخرت ثمار الثورة عليه !

وأما الفـخّ فهو إستعمال السلطة للعنف ضد المظاهـرات السلميّة ، فإنـَّها إن فعلت ذلك وقعت فـي المصيـدة ، كما تقع الفريسة في الشباك ، لايزيدها حراكُها إلى تورُّطـا فيما هـي فيه !

وكلَّما زاد النظام الطاغية من مواجهة المظاهرات السلمية بسفك الدماء ، زادها إصرارا على طريقها ، لأنه أعطاها اليقين أن طريق التراجع أشد دمويـة ، من المضيِّ قُدُماً .!

فهو إن تركها تتظاهر مجتمعةً عليه ، زحفت عليه فخلعته ، وإنْ واجهها بالعنف زادت إصرارا وعزمـا !!

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 24-04-2011 الساعة 01:33 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-04-2011, 01:15 PM   #3
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ولعمري .. إنه بأس الله تعالى الذي لايردُّ عن القوم الظالمـين .

وفي حالة الثورة السورية ، قـد حدثني من رأى فيما يرى النائم قبل ليلة الجمعة أمس ، أنَّ الطاغيـة بشـار تحيـط بها أعداد هائلة من الناس من كلِّ جانب ، وقد أصابه الفزع ، واستولت عليه الحيـرة ، فهـو لايدري مايصنع ، غيـر أنَّ تلك الجماهيـر كانت كالقوس حوله ، لا كالدائرة ، وأمامه في الجانب الذي ليس فيه أحد سـد عظيم ليس فيه منفذ ، والناس يتقدمون إليه ، فما يزيده ذلك إلاّ فزعـا.

وما أرى الثورة السورية إلاّ ستطبـِق على النظام ، وتطيح به بإذن الله ، غير أنَّ صبغتها بالدماء ستكون أكثـر قُنـوَّا ، لتكون بعدها أعظـم بركة ، إذ اختصت دون غيرها بإنتصارين ، أعنـي إنتصـار على خطرين : طغيان النظام ، وتآمـر وليّه الحميـم في إيران الذي يتآمر مع النظام السوري على أمـّة الإسلام .

وأما رفع الثورات العربيـة الشعار المناسب ، فهـو : حقـُّنا في الحريـّة من الإستبداد ، وأنَّ حظر التظاهر السلمي لتحقيق ذلك جريمة مجمع عليها ، لا يحظرها نظام إلاّ قامت عليه الدنيا .

فبـهذا بهُتـَتْ الأنظمة العربية ، إذ كانت أوضح عوراتها كونها تحكم بالتسلُّط على رقاب العباد ، وتدير السلطة بالفسـاد ،

وحـقُّ الشعوب في أن تختار من يحكمها ، وتراقب السلطة لتضمن نزاهتها ، هو شعارٌ حـقُّ ، كالشمس في ضحى النهار ، لامراء فيه ، ولا عـوار ، ولا يختلف عليه إثنان ، ولا يتناطح فيه عنـزان !

وسبحان الله !!.. تأمّلـوا كيف جمعت هذه الخطـَّة بين العفويـّة والقـوّة ، وبين السهولة في الأداء والتغيير الهائل الذي تحدثـه ، وبين بساطة الشعارات وعظـم وقعها على الطغـاة !!

إنها إرادة الله تعالى التي يرينـا بها عجائب قدرته الشاملـة ، وقدرته التي يكشف بها آيـاته في إرادتـه النافـذة .

وختامـا فإنّ ما تصنعـه الأمـَّة في هذه المشهد المهيب لنهضتها عبـر الإنقلابات الشعبية على الأنظمة ناشـدةً كرامتها ، وعدالتها ، ووحقوقها ، إنـما هـو انجـاز عظيـم تستحق به وسام الفخـر ، لا النَّهـر والزجـر ، مع التوجيـه والتنبيـه ، ومن أزرى بإنجازها فقد أزرى بنفسه ، ومن وبخها فهـو أحـقِّ بالتوبيـخ ، وأحمق الناس في هذا المشهد من لايزال في تخلُّف نظرية المؤامرة ، يهدي إنجاز الأمة لأعدائها ، ويأبي عقله أن يفهـم أنَّ التاريـخ يتغيـَّر ، والأمم تتطـوَّر ، فهذه بداية لنهوض الأمـّة ، وتزحـزح الغـرب عن المركـز المسيطـر ، وما بعد ذلك إلاّ الخير بإذن الله تعالى لأمـّة الخيـر .

وهذا ونسأل الله تعالى أن يبارك للأمة في خروجها على من طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفسـاد ، ويجعل عاقبة ذلك خيرا لها ، وبه فلتستعن على جهادها ، وهو سبحانه حسبنا عليه توكّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكـّلون .


الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 23/04/2011

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 24-04-2011 الساعة 01:38 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-04-2011, 03:45 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة جهراوي مشاهدة مشاركة
وختامـا فإنّ ما تصنعـه الأمـَّة في هذه المشهد المهيب لنهضتها عبـر الإنقلابات الشعبية على الأنظمة ناشـدةً كرامتها ، وعدالتها ، ووحقوقها ، إنـما هـو انجـاز عظيـم تستحق به وسام الفخـر ، لا النَّهـر والزجـر ، مع التوجيـه والتنبيـه ، ومن أزرى بإنجازها فقد أزرى بنفسه ، ومن وبخها فهـو أحـقِّ بالتوبيـخ ، وأحمق الناس في هذا المشهد من لايزال في تخلُّف نظرية المؤامرة ، يهدي إنجاز الأمة لأعدائها ، ويأبي عقله أن يفهـم أنَّ التاريـخ يتغيـَّر ، والأمم تتطـوَّر ، فهذه بداية لنهوض الأمـّة ، وتزحـزح الغـرب عن المركـز المسيطـر ، وما بعد ذلك إلاّ الخير بإذن الله تعالى لأمـّة الخيـر .
بوركتما ، بورك لما قاله وبوركت لنقلك ، لا سيما فيما يتعلق بالمؤامرة . إننا أمام حالة من التدافع اللاشعوري الذي استبطنته حالة التعدي الصارخ على حقوق المواطن ؛ليجد الجميع أن لا مفر من العدل ولو بالإكراه ، فلا سيف ولا مشنقة ستحرك ساكنًا .
والشعوب التي بدت بعيدة عن المشهد ما زالت تراوح مكانًا لنفسها بعد أن يسقط نظام آخر . لا تحسبوا أن هناك شعبًا يصمت ، وإنما هو يشاهد ويعتبر ليتخذ قراره في اللحظة المناسبة . وسبحان الله الذي أمد هذه الثورات بالشرارات يوصل بعضها بعضًا .
على المزايدين على شعوبهم والمتأففين من الثورات أو يحاولون الحياد منها بدعوى العقلانية وغيرها أن يعلموا أنهم ما قالوا ذلك إلا لخروج هذه التظاهرات عن توقعاتهم وعليهم أن يقنعوا بأنهم ليسوا بالأرباب العالمة بكنه الأشياء .ولعمري لئن خاب ظني ألف مرة وفي كل مرة كان فيها نصر للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء لهُوَ خير وأحب إليّ من مرة واحدة يصدق فيها تنبؤي بجرح إنسان بريء .
أهدي هذا الحديث لكل من يقف مع العملاء الخونة بدعوى الانقياد للحاكم :
"إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم فقد تودع منهم" الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: العلل الكبير - الصفحة أو الرق
وعن حديث آخر في نفس المعنى بنص مختلف وهو :




إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم



كان هذا هو شرح الحديث الشريف :
إن معنى الحديث أن الأمة إذا أصبحت في حال تخشى فيه من إنكار مناكر الظلمة ومنعهم من الظلم فقد تُودع منهم أي تودعهم الله وتركهم لاستواء وجودهم وعدمهم، واستنبط منه أن ترك إنكار المنكر من أسباب خذلان الله للأمة، وقد ذكر المناوي في شرح الحديث أن إنكار منكر الولاة بالفحش في القول كياظالم إن تعدى شره للغير امتنع وإن لم يخف إلا على نفسه جاز بل ندب، فقد كانت عادة السلف التصريح بالإنكار، والحديث رواه الحاكم وأحمد والبزار بروايات متقاربة، وقد صحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وصحح الهيثمي بعض أسانيد أحمد والبزار، وراجع الفتوى رقم: 18524.
والله أعلم.



***
مرة أخرى أشكرك على نشر هذا المقال وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكما ، ويا رب انصر كل المستضعفين وأكرم بالنصر أمة المسلمين ، واجعل بين أظهرهم من يحكم بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ..آمين
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .