العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 28-09-2010, 09:58 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ..فما الغرض من النداء هنا؟


اخوانى واخواتى فى الله ....
انى احبكم فى الله واسال الله ان يجمعنا بكم فى الفردوس الاعلى باذن الله
يقول الله تعالى فى سوره مريم :
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)...
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)
طلاقة القدرة في قصة زكريا عليه السلام تتجلى في أن الله تعالى استجاب لدعاء زكريا في أنْ يرزقَه الولد. قال تعالى: * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ * [مريم: 2].
أي: رحمه الله ، لكن متى كانت هذه الرحمة؟
يقول الحق تبارك وتعالى: * إِذْ نَادَىا رَبَّهُ *
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)
أي: في الوقت الذي نادى فيه ربه نداءً خفياً.
والنداء لَوْن من ألوان الأساليب الكلامية ، والبلاغيون يقسمون الكلام إلى خبر ، وهو أن تخبر عن شيء بكلام يحتمل الصدق أو الكذب.
وإنشاء، وهو أنْ تطلب بكلامك شيئاً، والإنشاء قَوْلٌ لا يحتمل الصدق أو الكذب.
والنداء من الإنشاء؛ لأنك تريد أن تنشىء شيئاً من عندك ،
فلو قُلْت: يا محمد فأنت تريد أن تنشئ إقبالاً عليك ، فالنداء ـ إذن ـ طلبُ الإقبال عليك ،
لكن هل يصح أن يكون النداء من الله تعالى بهذا المعنى؟
إنك لا تنادى إلا البعيد عنك الذي تريد أن تستدنية منك.
فكيف تنادى ربك ـ تبارك وتعالى ـ وهو أقرب إليك من حبل الوريد؟
وكيف تناديه سبحانه وهو يسمعك حتى قبل أن تتكلم؟
فإذا كان إقباله عليك موجوداً في كل وقت ، فما الغرض من النداء هنا؟
نقول: الغرض من النداء: الدعاء.

ووَصْف النداء هنا بأنه: * نِدَآءً خَفِيّاً *] لأنه ليس كنداء الخَلْق للخَلْق ،
يحتاج إلى رَفْع الصوت حتى يسمع ، إنه نداء لله ـ تبارك وتعالى ـ الذى يستوي عنده السر والجهر ،
وهو القائل:* وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *[الملك: 13].

ومن أدب الدعاء أنْ ندعوَه سبحانه كما أمرنا:* ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً *[الأعراف: 55].
وهو سبحانه* يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى *[طه: 7] أي: وما هو أَخْفى من السر؛ لأنه سبحانه قبل أن يكون سِرّاً ، علم أنه سيكون سراً.
لذلك ، جعل الحق سبحانه أحسن الدعاء الدعاء الخفي؛
لأن الإنسان قد يدعو ربه بشيء ، إنْ سمعه غيره ربما استنقصه ، فجعل الدعاء خَفياً بين العبد وربه حتى لا يُفتضحَ أمره عند الناس.
أما الحق سبحانه فهو ستَّار يحب الستر حتى على العاصين، وكذلك ليدعو العبد رَبَّه بما يستحي أنْ يذكره أمام الناس ،
وليكون طليقاً في الدعاء فيدعو ربه بما يشاء؛ لأنه ربُّه ووليه الذي يفزع إليه. وإنْ كان الناس سيحزنون ويتضجرون إن سألتهم أدنى شئ ، فإن الله تعالى يفرح بك أن سألته.
لكن لماذا أخفي زكريا دعاءه؟
دعا زكريا ربه أنْ يرزقه الولد ، ولكن كيف يتحقق هذا المطلب وقد بلغ من الكبر عتياً وامرأته عاقر؟
فكأن الأسباب الموجودة جميعها مُعطَّلة عنده؛ لذلك توجه إلى الله بالدعاء: يا رب لا ملجأ لي إلا أنت فأنت وحدك القادر على خَرْق الناموس والقانون ، وهذا مطلب من زكريا جاء في غير وقته.
أخفاه أيضا؛ لأنه طلب الولد في وجود أبناء عمومته الذين سيحملون منهجه من بعده ،
إلاّ أنه لم يأتمنهم على منهج الله؛
لأن ظاهر حركتهم في الحياة غير متسقة مع المنهج ،
فكيف يأمنهم على منهج الله وهم غير مؤتمنين على أنفسهم؟

فإذا دعا زكريا ربه أنْ يرزقه الولد ليرث النبوة من بعده ، فسوف يغضب هؤلاء من دعاء زكريا ويعادونه؛ لذلك جاء دعاؤه خفياً يُسِرُّه بينه وبين ربه تعالى.
سؤال آخر تنبغي الإجابة عليه هنا:
لماذا يطلب زكريا الولد في هذه السن المتأخرة، وبعد أن بلغ من الكبر عتياً، وأصبحت امرأته عاقراً؟

لقد أوضح زكريا عليه السلام العلة في ذلك في الآيات القادمة فقال:
* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ *[مريم: 6].
إذن: فالعِلَّة في طلب الولد دينية مَحْضة ، لا يطلبه لمغْنَم دنيوي ، إنما شغفه بالولد أنه لم يأمن القوم من بعده على منهج الله وحمايته من الإفساد.
لذلك قوله: (يرثني) هنا لا يفهم منه ميراث المال كما يتصوره البعض؛ لأن الأنبياء لا يورثون ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة "
وبذلك يخرج النبي من الدنيا دون أن ينتفع أحد من أقاربه بماله حتى الفقراء منهم.
فالمسألة مع الأنبياء خالصة كلها لوجه الله تعالى؛
لذلك قال بعدها:* وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ *[مريم: 6] أي: النبوة التي تناقلوها. فلا يستقيم هنا أبداً أن نفهم الميراث على انه ميراث المال أو متاع الدنيا الفاني.
ومن ذلك قوله تعالى:* وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ *[النمل: 16]
ففي أيِّ شئ ورثه؟ أورثه في تركته؟

إذن: فما موقف إخوته الباقين؟ لا بد أنه ورثه في النبوة والملك ، فالمسألة بعيدة كل البعد عن الميراث المادي.
والى لقاء اخر باذن الله تعالى


__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-10-2010, 04:13 PM   #2
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Thumbs up

الأخ العزيز الشيخ عادل : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
و بعد ،

أسأل الله تعالى أن تكون أنت و كل أحبابك بخير - اللهم آمين .

قرأت باستمتاع كبير مقالتك هذه حول "النداء الخفي "الذي توجه به سيدنا زكرياء عليه و على نبينا محمد أفضل الصلاة و أزكى السلام ،

و لدي تساؤل إن كان ممكنا من حضرتك أن تفيدني به ؟
كلنا يعلم أن الله تبارك و تعالى افتتح سورة مريم عليها السلام بقوله عز من قائل :" كهيعص ، ذكر رحمة ربك عبده زكريا ، إذ نادى ربه نداء خفيا "

هل يمكن أن تكون آية " ذكر رحمة ربك عبده زكرياء " هي خبر للأية التي سبقتها " كهيعص " ؟
و هل لديك فكرة حول هذه الحروف المقطعة في أوائل سورة مريم تحديدا ؟


و الله يفتح عليك يا أستاذ و يزيدك فهما في كلامه .

__________________

صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .