حقيقة التصوف بايجاز
حقيقةالتصوف
ارتأيت في هذه الاسطر البسيطة أن أوجز حقيقة التصوف التي افرد لها العلماء تصانيف كثيرة لفضح الترهات و الخرافات التي يتعبد بها المتصوفة و يعلنون بين البسطاء أنها من صميم الدين , وحتى يكون المسام على بينة مما يحاك ضد أمته , والله من وراء القصد , وهو الهادي الى الصواب .
* التسمية :
ينسب هؤلاء المبتدعة لفظة التصوف لأهل الصفة وهم فقراء المهاجرين الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرارا بدينهم من صناديد قريش و كانوا يبتيون في المسجد النبوي ومنهم بلال بن رباح و خباب بن الأرت و مصعب بن عمير و غيرهم , وهم المعنيون بقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم : " و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" . وهي نسبة خاطئة , إذ لو كان الأمر كذلك لصح أن ينعتوا ب" الصفي" و ليس "الصوفي" والصحيح أنها نسبة للصوف, وهو لباس الهبان الذين كانوا يقولون بأنه لباس المسيح عليه السلام .
* ظهورهم :
كان على الأرجح في أواخر القرن الثاني الهجري , حين برزت في بغداد طائفة تتقرب لله بالسماع و الدروشة ,وتتعبد بالدف و المزامير , وهذا ما يؤكد بلا أدنى شك أنها بدعة من البدع التي جرت على المسلمين ويلات كثيرة كما سيأتي لاحقا , فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أو أحد من الصحابة أو التابعين أنه عمل عملهم ذاك أو أباحه أو نادى به , أو ناصره , بل استنتكره علماء السلف الذين عايشوه , ورتبوا الصوفية في مرتبة البدع المحدثة مثل سائر الفرق التي أحدثت الفرقة في المجتمع الاسلامي كالمعتزلة و الجهمية و المرجئة و القدرية و الشيعة .
* عقيدتهم:
1- يرون أن الوحي لم ينقطع بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأن أولياءهم أعلى مرتبة من الأنبياء.
2- يرون أننا أهل السنة و الجماعة نأخذ علمنا ميتا عن ميت – يقصدون بذلك التواتر الذي حفظت به السنة النبوية و هي المصدر الثاني من مصادر التشريع- أما هم فهم يأخذون علمهم عن الحي الذي لا يموت- أي يأخذون علمهم مباشرة من اللوح المحفوظ-
3- تحصيلهم لعلمهم يتم عن طريق الكشف و الإلهام , حيث يكشف الله تعالى الحجب التي بينه و بينهم و يمدهم بالعلم بلا واسطة
4- يسمون العبادات المفروضة كالصلاة و الزكاة و الصوم " عبادة العوام" أما دروشتهم و سماعهم ورقصاتهم فهي "عبادة الخواص" بل منهم من يزعم أن الله قد أسقط عنه التكاليف فيبح لنفسه شرب الخمر و الزنى و اللواط و نكاح البهائم .
5- أخطر معتقدهم هو القول بوحدة الوجود و الذي يعني أن الله مجموع أجزاء العالم و أنه متمثل في كل مخلوقاته من الخنزير و الكلب حتى اللات و العزى و فرعون " تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا" وهذا المعتقد هو الذي يزعمونمن خلاله أن الله تعالى يتجلى في شيوخهم و أولياءهم وأنه تجلى في فرعون لما قال "أنا ربكم الأعلى"
6- يفسرون القرآن الكريم تفسيرا يوافق خرافاتهم و أكاذيبهم فيزعمون مثلا أن الله جهنم هي نار الحب الإلهي فمن دخلها فهو حبيب الله !
7- يسمون علوم القرآن و السنة "العلم الظاهر" و خرافاتهم و هلوساتهم "علم الباطن" و يزعمون أن أولياءهم هم من له الحق في تحصيل علم الباطن .
- يحرمون الجهاد باعتباره اعترضا على قضاء الله , وهم بذلك كانوا أشد خطرا على الامة من أعدائها
* خطرهم على الأمة:
- سهل انتشارهم في بغداد مهمة جيوش هولاكو , وذلك حين واجهوا التتار بقراءة القرآن في المساجد !
- سهلوا دخول الصليبيين لمصر حين أغرقوا الأمة في مسكرات العشق الالهي و أناشيد الهوى و الصبابة , ونشروا بين الناس ان العدو قضاء و قدر لا ينبغي التصدي له , وكانوا خلف الستار يتلقون المكافآت ويحصدون الثروات لقاء ذلك!
- لم يجدوا ما يفعلونه حين دخل نابليون إلى مصر سوى أن يُدخلوه الأزهر و يُلبسوه جبة المشيخة , و يحيون بين يديه حِلق الذكر !
- سهلوا مهمة الاحتلال الفرنسي في بلدان المغرب العربي و الاحتلال الانجليزي للسودان و جنوا من ذلك أموالا طائلة لا زال أحفادهم إلى الآن يتنعمون بها في المغرب و تونس و الجزائر و السودان !
- هم الآن يسهلون مهمة أمريكا في الهيمنة من خلال المهرجانات الصوفية التي يسعون فيها إلى حصر الدين في الأمداح و سماع و الرقص , ومن خلال خطاب تنويمي خطير يزعمون انه هو الحل لمواجهة التطرف الديني , وليست غايتهم إلا تركيع الأمة من جديد و فتح الباب على مصراعيه أمام التتار الجدد مقابل عائدات مادية و حظوة لدى أسيادهم الصهاينة .
- الجمعيات و المؤسسات المهتمة بما يسمى " التراث الصوفي أو الثقافة الصوفية " نموذج حي لأشكال التسرب الصهيوني و الغزو الفكري لعقيدتنا , والهدف هو ضرب الصحوة الاسلامية المباركة التي بدت بشاراتها ساطعة في العالم الاسلامي .
- أخطر فرقهم : التيجانية , والقادرية , الكتانية , و الشاذلية .
|