حجة "الانقسام الفلسطيني" للاصطفاف بجانب العدو الصهيوني

[البدوي الشارد]

"الانقسام الفلسطيني" حجة لكثير من العربان، يظنون أنهم إن ذكروه وذكّروا به فهم برروا تقاعسهم وتقصيرهم بحق الشقيق الفلسطيني، بل يبررون به مشاركة الجلاد الصهيوني في عمله ومساعدته وإعطائه الحجج والاستشهادات (ما من زعيم صهيوني منذ بدء مجزرة غزة إلا استشهد "بالعرب المعتدلين" والفضائح لا تتوقف عن العرب الذين يقول الصهاينة إنهم حثوهم على القضاء على غزة).
لكن هذا الانقسام حجة فارغة وحق يراد به باطل.
أولاً: إن هذا الانقسام كان لعربان أمريكا يد في نشوئه واستمراره، فهم من دعم أصحاب خيار "السلام بأي ثمن" ضمن الساحة الفلسطينية وأصروا على شرعيته حتى لو كانت كل خطواته ليست شرعية ولو ضمن إطار "الشرعية اللاشرعية" لأوسلو، فحكومة حماس المنتخبة وفقا لدستور أوسلو بالذات "غير شرعية" عندهم أما أبو مازن الذي انتهت ولايته و"رئيس وزرائه" الذي عين في تناقض مع الدستور واستمر في تناقض مع هذا الدستور ولم ينل أصوات المجلس التشريعي، فهما "الشرعيان".
ثانياً: إن الانقسام كان في جميع البلاد التي قاومت الاستعمار، بل في جميع البلاد إطلاقاً، ولم يمنع الانقسام من دعم الحقوق الطبيعية لأهل البلاد المعنية في الحياة والاستقلال، ولم يكن حجة لدعم الخصوم الاستعماريين.
هل كان انقسام السود في جنوب أفريقيا بين حركة "أنكاتا"-الزولو وحركة "المؤتمر الوطني الأفريقي" بقيادة نلسون مانديلا حجة لوقف دعم السود ضد نظام التمييز العنصري؟
هل خلت الجزائر قبل التحرير من عملاء "الحركة" بل من تناقضات دموية ضمن صفوف جيش التحرير وجبهة التحرير؟
ألم تشهد مصر مباشرة بعد ثورة 1919 مباشرة انقساماً ضمن" الوفد" بين سعد وعدلي؟ وهو الانقسام الذي قاد بعض السعديين المتطرفين للقول "حماية مع سعد خير من الاستفلال مع عدلي؟
يذكرني بعض عربان أمريكا "المعتدلين" في تحججاتهم للتخاذل في وجه "إسرائيل" بالمرأة التي تبحث عن حجة لتمارس الدعارة.