هل لمجرد العجز عن الوصول الى شئ ما .. أو الحصول عليه حتى لو كان زهيداً يجعلنا مشدودين اليه بكل حواسنا .. وهواجسنا .. كما لو كان غالياً يُشكل تواجده ضرورة لا غنى عنها ؟
وهل التمرد على الشئ يضفي بريقاً من الرغبة لا ينتهي إلا بإنتهاء التمرد والاستسلام تحت قيود التملك ؟
وهل يتحول بعدها ذلك الشئ الذي أثار وثار الى شئٍ مغمور .. ومطمور في زاوية الاهمال أو النسيان ؟
جوابي :
ان نهمنا للحصول على معظم الأشياء لم يكن وليد ضرورة لها .. ولا حاجة اليها ..
ولكن رغبتنا في الاحتواء تتحرك عبر مساحة واسعة تتعدى حدود متطلباتنا .. وتتجاوز أبعاد مستلزماتنا ..
هي طبيعتنا التي تعودنا عليها ..
تستهوينا الأشياء فنطرب لها .. ونقترب منها .. ونندفع اليها في حب السيطرة .. وتطرينا .. ويخف بعد ذلك أو يجف ذلك البريق الذي كان يأسرنا ويستهوينا !!
لا لشئ .. إلا لأنه أمكن الوصول اليه .. والحصول عليه
ثم نكتشف حقيقة أنفسنا :
" جموحاً في الرغبة .. وجنوحاً عنها "
بعد ذلك يكفي أن نتلمس الميل الهائل في رغباتنا لكل ماهو خارج سيطرتنا .. بل لكل ماهو محظور علينا
نحن نطلق الأثمن لنتعلق بالأبخس ثمناً .. حين يكون حراً طليقاً متمرداً على زنزانة الاحتواء الذاتي ..
لقد اكتشف لغز التضاد في جموح الانسان وجنوحه في رغبته في الاستحواذ ثم التراجع .. وعبر عنه الكثير حكماً وشعراً ونثراً .. وقال أحدهم :
أحب شئ الى الانسان ما منعا
وأقول :
وأرخص الشئ الى الانسان ما جمعا !!
والسؤال : ما عامل الجذب للأشياء في نظرك ؟
أحب شئ الى الانسان ما منعا !!!
النمط المتطور