السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ العزيز
المشرقي الإسلامي ،
لقد طرحت في موضوعك الهام العديد من المواضيع ذات الصلة ، لعلي ألخصها في الثلاث نقاط التالية :
- دور الإعلام المشبوه في توجيه الرأي العام و اعتماده خاصة على عنصر الإثارة الذي يجد قابلية كبيرة لدى المتلقين ،
- مشكل الأمية الفكرية و الأمية النقدية لدى أغلبية الرأي العام العربي ،
- غياب المثقف المُطالب بتوعية و تعرية و فضح هذا الواقع الهزيل .
فإذا كان الإعلام متهما نظرا لأخذه على عاتقه القيام بدور " كلب الحراسة" للدوائر النفوذ التي توجهه ، فإن الأمل يبقى معقودا على فئة المثقفين الذين ذيلت بهم مقالتك ...
و هو أمل أعتقد أن له درجات من الصدقية خصوصا لو وُجد عند هؤلاء ما يُسمى بـ"وعي اللحظة التاريخية " علاوة على تجندهم النضالي من أجل خدمة مواطنيهم ...!
مشكلة المثقف العربي في حد ذاته ...أو قل مشاكله ...كثيرة و متعددة : نخبوية ، قلة إيمان و ضعف إلتصاق بالمشاكل الحقيقية للشعب ، تهميش من طرف دوائر النفوذ خصوصا منهم المعارضين لهم ، ضعف الإمكانيات المتاحة لهم لتبليغ أصواتهم و أرائهم للقواعد ، الخ
فكيف سنعول على صنف من المجتمع كالمثقفين هو في حد ذاته معتل ؟!
و هل المسؤولية يتحملها المثقفون فقط ؟!
أعتقد بكل تواضع أننا في حاجة إلى ثورة ثقافية شاملة ...
...تبدأ بحركة إصلاحية كبيرة و طويلة المدى تعتمد على رافعات مفصلية مثل :
- تعرية الواقع و عدم الكلل من توصيف علله الحقيقية ،
- التدرب على السماع و التخاطب مع الآراء المخالفة ،
- فهم و استيعاب خطط و برامج من يقودون العالم اليوم ...،
- الخ .
شكرا جميلا على اتاحة الفرصة للتحاور في موضوع هام .
مودتي و تقديري .