أنا و قلمي...
قلمي العزيز كم كنا صديقين مقربين جدا، منذ عهد الطفولة نحكي لبعض و نهمس لبعض.
كلما بعدت لساعات اشتاق له كثيرا . لا أكذب عليه احكي له كل ما يدور بخلدي و اعترف له بمكنوناتي، أشكي له همومي و أحزاني و أسرد عليه أفراحي و آمالي ، و أوهامي و أحلامي .
في بعض الأوقات ربما أختلي برفقة كتاب كنت في صغري أعشق القصص و الروايات ألتهم كثيرا منها و لا أشبع أبدا.
و في بعض الأوقات، يحب قلمي أن يقصص علي بعض الحكايات الرائعة التي لم يقرأها أحد قبلا و لا حتى سمع عنها في خياله. قصص و روايات حزينة و أخرى مغامرات مجنونة في عالم الأحلام السعيدة. أحبها أعشقها و أحب أن أقرأها مرارا و تكرارا.
و ظللنا صديقين متحابين لا نفترق لمدة طويلة من الزمن سنوات و سنوات. و كبرت و كبرت معي همومي و مشاغلي ومشاكلي و متطلباتي الكثيرات و سعيي وراء الحياة المتسارعة أشياء مهمة و أخرى تافهة. أشياء أردناها و أخرى قهرتنا و شتتنا في دنيا غريبة ليس لها صاحب تحب فجأة و تسخط أخرى. فكنت أهرب من قلمي شيئا فشيئا و أهرب من نظراته العاتبة لي لماذا تهربين ؟ و مما؟...و إلى أين ترحلين؟... و فجأة انقطعت عنه تماما و بمرور السنين لم أعلم أنه اختفى و ضاع مني بحثت فلم أجده و ضاعت معه أوراقي و دفاتري و قصاصاتي و انتهت معه حكاياتي و قصصي العجيبات وخيم في مخيلتي صمت كئيب و احتل أحلامي صحراء قاحلة جافة لا تنبت زرع و لا تخفي بين حناياها بئر ماء عتيقة....
و بعد بحث مضني و لكن جاد و صادق وجدت قلمي نعم وجدته حزين مرمي في أطراف زاوية لم أفتش فيها أو ربما لم أرد ذلك. هل ستعود أيامنا كما كانت لا أدري؟ صعب أن أعرف الجواب الآن و لكني سعيدة جدا لأني و جدته أخيرا ...
هذه الخاطرة مهداة إلى الأخت العزيزة همس الأحاسيس شكرا لأنك أعدت لي قلمي...
