عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-10-2018, 08:54 PM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,967
إفتراضي

"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز "المعنى لقد بعثنا مبعوثينا بالآيات وأوحينا لهم الحكم أى العدل ليعمل الخلق بالعدل وخلقنا الحديد فيه قوة عظيمة وفوائد للخلق وليعرف الرب من يطيعه ومبعوثيه بالخفاء إن الرب متين غالب ،يبين الله أنه أرسل رسله بالبينات والمراد بعث أنبيائه بالآيات وهى المعجزات الدالة على صدقهم مصداق لقوله بسورة البقرة"فبعث الله النبيين"وأنزلنا معهم الكتاب والميزان والمراد وأوحينا لهم الحكم أى العدل ليقوم الناس بالقسط والمراد ليعمل الخلق بالعدل وقد أنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس والمراد ولقد خلقنا معدن الحديد فيه قوة عظيمة وفوائد كثيرة للخلق والسبب فى إرسال الرسل بالكتاب هو أن يعلم الله من ينصره ورسله بالغيب والمراد أن يعرف الرب من يطيعه أى يطيع مبعوثيه خوفا من عذابه فى الخفاء والذى لا يراه ممن يعصاه والله قوى عزيز والمراد والله ناصر غالب على أمره والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا فى ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون "المعنى ولقد بعثنا نوحا(ص)وإبراهيم (ص)ووضعنا فى شيعتهما الحكم أى الوحى فمنهم راشد وكثير منهم كافرون ،يبين الله أنه أرسل أى بعث كل من نوح(ص)وإبراهيم (ص)وجعل فى ذريتهما النبوة وهى الكتاب والمراد وأبلغ شيعتهما وهم المؤمنين الحكم وهو العدل الممثل فى الوحى المنزل فمن الشيعة مهتد أى مسلم مؤمن ومنهم كثير فاسقون ومنهم كثير كافرون مصداق لقوله بسورة التغابن"فمنكم كافر ومنكم مؤمن".
"ثم قفينا على آثارهم برسلنا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون "المعنى ثم أتبعنا على خطاهم بمبعوثينا بعيسى ولد مريم(ص)وأوحينا لهم الإنجيل ووضعنا فى نفوس الذين أطاعوه نفع أى فائدة أى خوفانية اخترعوها ما فرضناها عليهم إلا طلب ثواب الله فما حفظوها واجب حفظها فأعطينا الذين صدقوا منهم ثوابهم وعديد منهم كافرون ،يبين الله أنه قفى على آثار والمراد أنه أرسل على خطا وهو دين نوح(ص)وإبراهيم (ص)برسله وهم مبعوثيه الذى منهم عيسى ابن مريم (ص)الذى أتاه الإنجيل والمراد الذى أوحى له الإنجيل وجعل فى قلوب الذين اتبعوه رأفة أى رحمة والمراد ووضع فى نفوس الذين أطاعوا حكمه نفع أى فائدة ورهبانية ابتدعوها والمراد وخوفانية زائدة اخترعوا أحكامها من عند أنفسهم بحيث لا تخالف حكم الله ما كتبناها عليهم والمراد ما فرضنا طاعتها عليهم وهم اخترعوها ابتغاء رضوان الله والمراد طلبا لثواب الله وهو الجنة فما رعوها حق رعايتها والمراد فما حافظوا عليها واجب حفظها ويبين أنه آتى الذين آمنوا منهم أجرهم والمراد أنه أعطى الذين صدقوا منهم ثوابهم وكثير منهم فاسقون والمراد كافرون مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم كافرون"والخطاب للنبى(ص).
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم "المعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله اعبدوا الله أى صدقوا بنبيه(ص)يعطكم حسنتين من فضله ويجعل لكم حكما تحكمون به ويرحمكم والرب نافع مفيد ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول اتقوا الله أى "اعبدوا الله "كما قال بسورة النساء والمراد أطيعوا حكم الله وفسره بقوله آمنوا برسوله أى صدقوا بحكم الله المنزل على نبيه (ص)يؤتكم كفلين من رحمته أى يعطكم حسنتين من فضله حسنة الدنيا وهى النور أى حكم الأرض وحسنة الآخرة وهى الدنيا مصداق لقوله بسورة البقرة "ربنا أتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة "وفسر الكفلين فقال ويجعل لكم نورا تمشون به والمراد ويعطى لكم حكما تحكمون به الأرض وهو حسنة الدنيا ويغفر لكم أى ويرحمكم فى الآخرة والله غفور رحيم والمراد والرب نافع مفيد للمؤمنين والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "المعنى لكى لا يعرف أصحاب الوحى ألا يملكون من بعض من رحمة الرب وأن الرحمة بحكم الرب يعطيها من يريد والرب صاحب الرحمة الواسعة ،يبين الله للمؤمنين أن إعطاء المؤمنين رحمته هو لئلا أى لكى لا يعلم أهل الكتاب والمراد لكى لا يعرف أصحاب الوحى السابق ألا يقدرون على شىء من فضل الله والمراد أنهم لا يملكون من جزء من رحمة الله وأن الفضل وهو الرحمة بيد الله أى بأمر وهو حكم الله يؤتيه من يشاء والمراد يعطى الرحمة من يريد وهم المؤمنين والله ذو الفضل العظيم والمراد والرب صاحب الرحمة الواسعة مصداق لقوله بسورة الأنعام"ربكم ذو رحمة واسعة "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس