عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-03-2008, 08:42 PM   #17
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي بحر المتقارب

[FRAME="11 70"]6- المتقـارب

ومفتاحه هو: عن المتقارب قال الخليل....فعولن فعولن فعولن فعولُ

ومبني هذا البحر (فعولن) ثم إنها قد تكرر ثماني مرات، فى كل شطر أربع، فيسمى حينئذ تاماً ، وقد تكرر ست مرات فقط في كل شطر ثلاث، فيسمى حينئذ مجزوءاً.



أولا: تام المتقــارب

(1) قال ابن زيدون:

يقصــــر قربك ليلى الطويــــلا ويشقى وصـــالك قلبى العليــلا

وان عصــفت منك ريح الصــــدو د فـقدت نسيـــم الحيـاة البليلا



يقصـــــ (فعول) ــر قربــ (فعول) ـــك ليلى الطـ(فعولن) طويلا (فعولن)

وهى العروض . صحيحة كما هو ظاهر لك.



ويشقى (فعولن) وصال(فعول) ــك قلبى ا لـ(فعولن) ــعليلا (فعولن)

وهو الضرب ، صحيح كذلك.

وكثيراً ما يحذف الخامس ( وهو هنا ساكن) في العروض وفى الضرب وهو الحشو كذلك.



وعلى هذا الضرب جاء قول محمود غنيم:



وأطيب ساع الحيـــاة لديا عشــية أخلو إلى ولديــا

إذا أنا أقبلت يهتف باسمي الـ فطيم ويحبـو الرضيـع الـيا

فـأجلس هذا الى جانــبي وأجلس ذاك علـى ركبـتنا

وأغزو الشـتاء بموقد فحـم وأبســط من فـوقه راحتيا

هنا لك أنسى متاعب يومـي كأنى لم ألق فى اليـوم شـيـا

فكل طعـام أراه لذيــذا وكـل شـراب أراه شهيـا



(2) وقال أبو الطيب عاتباً ،(3) نافياً تهمة تنبئه :



فمـالك تقبـل زور الكـلام وقـدر الشهـادة قدر الشهود

فكـن فارقـا بين معنى أردت ومعـنى فعلت بشأو بعــيد



فما لـ(فعــول)ـك تقبـ(فعــول)ـل زور الـ(فعـولن) ـكلام (فعــول).

وهي العروض دخلها القبض دخولا غير لازم ، ولذا توصف بالصحة.



وقدر الشـ(فعـولن)ـهاد (فعـول) ة قدر الشـ(فعـولن) شهود (فعــول)

وهو الضرب ، وقد حذف ساكن السبب وسكن ماقبله، وذلك يسمى القصر كمــــا عرفت آنفأ، فالضرب مقصــور ، وعلى هذا الأصل جاء قول الأستاذ العقاد يخاطب ( النوم):

أيا مـلكا عرشـه في العــيـون يظلـل دنيـــا الكـرى بالنجـاح

ضمـمت عليك جفـونا تــراك أبر بهــا مــن وجـــوه الملاح

تلم بأهدابـهـا في الـظــلام فتنـــسى جـبين الزمــان الوقاح

وتدني إليـنا بعــيـد الرجــاء إذا الدهــر ما طـلبنا بالسمـــاح

أراك خلقـت لنـا هــد نــه تعــاوننا فـي مـجـال الكـفـاح



(ج) وقال شوقي في أطفال المدارس :



عصافـيـر عند تهـجى الدروس مـهــار عــرابيــد فـي المـلعـب

وتـلـك الأواعى بأيمـانـهـم حـقـائـب فيـهـا الغـد المـخـتـبى

عصافيـ (فعولن) ـر عند (فعول) تهجى الد (فعولن) دروس (فعول) وهي العروض مقبوضة قبضا لا يثبت ولذا لا يعتد به فتسمى على الرغم منه صحيحة .

مهار (فعولن) عرابيـ (فعولن) ــد في الملــ (فعولن) ــعب (فعو) وهو

الضرب، ذهب منه السبب الخفيف كله ، ولذا يسمى محذوفا .

والحذف علة ، والعلل من شأنها أن تلزم ، ولكن أيدك تقطيع صدر البيت الآخر ,لأدلك على مر قد يساورك منه اضطراب .

وتلك ال(فعولن) أو اعى (فعولن) بأيما (فعولن) نهم (فعو) وهذه أن الحذف علة ,وأن العلة تلزم ,فلماذا يعروها الزوال هنا؟

جواب العلماء: ان الحذف حقا عله ,والعلة-من شأنها اللزوم ,ولذا لزمت في الضرب , ولكنها ههنا – أي في عروض المتقارب فقط – علة مفارقه , لاتلرم.

وعلى هذا الوزن جاء قول أبي ماضي:

وددت الافاضة قبل اللقاء فلـما لقيتـك لم أنبس

وبت وإيـاك في معـزل كأني وإيـاك في مـجلس

ولو أن مابي بالطـود دك وبالأسد الورد لم يفـرس

هممت فأنكرني مقــولي وشاء الغرام فلم أهجـس

كأني لست أمـير الكلام ولاصاحب المنطـق الأنفس

جلالك والليل في صمته فلا غروأن رحت كالأخرس

ومالت فطوقـها ساعدي وإن الإباء لفـي معطسي

وإن العـفاف لفي بردها منعمة بضـة الـملمس

وقلت ,وكفي في كفـها ألا صرحـي لي أو فاهمسي

بلاء هو الحب أم نعـمة أجابت:تجلد ,ولا تيــأس

مـعـاذ مـلاذ لزواره ولا جار أكرم من جــاره

كأن الـحطيم بابــه وزمــزم والبيت في داره



معاذ (فعولن) ملاذ (فعولن) لزوا (فعولن) ره (فعو)وهي العروض, محذوفه, وقد عرفت أن الحذف في عروض المتقارب التام ,علة قابلة للبرء , ولذا تؤصف العروض بالصحة.

ولاجا (فعولن) رأكر (فعول) م من جا (فعولن) ره (فع) وهو الضرب ,الأصل (فعولن) حذف السبب الخفيف. ثم حذف ساكن الوتد المجموع وسكن ماقبله, وهذا يسمى (بترا) فالضرب أبتر.

وعلى هذا النحو جاء قول السيد الحميري ,وقد رأى زفاف زبيرية إلى أحد بني عبدالله بن عباس ,فغاضه ذلك وقال:

أتتنا تزف على بلغـة وفوق رحالتها قبـة

زبيرية من بنات الذي أحل الحرام من الكعبة

تزف إلى ملك مـاجد فلا اجتمعا,وبها الوجبة



أي وجبة القلب,يدعو عليها بالموت.

والنتيجة:

أن تام المتقارب عروضه صحيحه.أما ضربه فيكون صحيحا,ومقصورا,ومحذوفا,وأبتر.

والأول كثير,والثاني دونه كثرة, والثالث مستفيض شائع, وأما الأخير فنادر.





ثانيا مجزوء المتقارب

لفضل بن سهل يد تقاصر عنها المثـل

فباطنـها للنـدى وظاهرها للقبــل



لفضل ب (فعولن)ن سهل (فعولن) يد (فعو) وهي العروض محذوفة.

تقاص(فعول)ر عنها ال(فعولن) يد (فعو) وهي الضرب ,محذوف كذلك.

وهذا النوع قليل جدا لا تكاد تجد منه إلا مقطوعات قلائل ,كقول أبي فراس:



وكم لي على بلدتي بكاء ومستعبـر

ففي حلـب عدتي وعزى والمفخـر

وفي منبجمن رضاه أنفس ما أدخـر



(4) وفي كـتب العروض:



تعــفف ولاتبــتئس فما يقض يأتـيكا

ولا تحرضن واقتصـد فمـا الحرص مغنيكا



تعفف (فعولن) ولاتب (فعولن) تئس (فعو) تلك هي العروض أصابها الحذف الذي تعرف.

فما يق(فعولن)ـض يأتيـ(فعولن)ـكا (فع) وهو الضرب .الأصل (فعولن) حذف السبب الخفيف فصار (فعو)ثم حذف ساكن الوتد وسكن ماقبله فصار (فع) وهذا يسمى قطعا, اجتمع على هذا الضرب الحذف والقطع ,واجتماعهما يسمى (بترا) فالضرب أبتر.

وهذا أنذر ما أورده العروضيون من الأضرب ,حتى أنه لم يرد فيكتبهم الأولى إلا في بيت واحد ,فيه خطأ نحوي ,غير منسوب لقائل ,ولا داخل في قصيدة ولامعزز بأخ ,وهذا إذا أضفت إليه ضعفه من ناحية الموسيقى ,ملت إلى ما نرجحه من أنه من اختراعات العروضيين.



(أمثلــة للتدريــب)

1- قال شوقي على لسان (أنشو) مضحك الملكه:يهزأ من زينون أمين المكتبة:

إذا كانت الكتب في شرعكم نظير الجواهر كفء النضار

فإني الغني بتبر القواقــع حين يرصع تبر العقــار

وما الكتب قوتي ولامـنزلي فما أنا سوس ولا أنا فـار



الملكة:

حكيم لعمري على جهله ظريف الحديث لطيف الحوار



زينون:

ولكنها حكمة السائمات وفلسفة غير بنت اختبــار

وكلتاهما لاتعدى الشعو ربحب البقاء وخوف الدمار



أنشو:

رويدك مـولاي بعض السـبا ب فليس السبابسبيل الكبار

هب الليل طـال فقطعتــه بدرس وأصبحت تفنى النهار

وأقبلت للكتب تطوي الطـوا ل وتنشر في إثرهن القصار

وزدت على الأرض علم السما ء كبار كواكبها والصغـار

إذا مـا نفقـت ومات الحمـا ر أبينك فرق وبين الحمـار؟



2-وقال يرثى ابن إمام اليمن,وقد مات غريقا:



عزاء جميلا إمام الحمى وهون جليل الرزايا يـهن

وأنت المعـان بإيمانـه وظنك بالله ظـن حسـن

ولكن متى رق القضـاء ومن أين للموت عقل يزن

تجاملك العرب النازحون وما العـربية إلا وطــن

ويجمع قومك بالمسلمين عظيم الفروض وسمح المنن

وإن نبيـــهم واحـد نبي الصواب نبي اللسـن

ومصر التي تجمع المسلمين كمااجتمعوا في ظلال الركن

تعزى اليمنين في سيفهـم وتأخذ حصتها في الـحزن

وتقعد في مآتم ابن الإمام وتبكيه بالعبرات الهتــن



10-قال شوقي على لسان أنوبيس الكاهن يناجي حياته:



هلم لكن بنات التلا ل وجن الخرائب من صا الحجر

تبدل من حولكن المكا ن وأين القفار وأيـن الحجـر

يد العلم وهي حديدية حوتكن من جـنبات الحفـر

وجاءت بكن إلى حجرتي أسارى القوارير رهـن الصرر

أرابني الناس في أمركن وصرت حديـثهم والسـمر

وقيل:انوبيس حاو تسيل إلـيه الأفاعـي إذا ماصـفر

وما فـتنتي بجلود لكن مر قشـــة كإهـاب النمر

ولا بهياكل مثل العصـى من اللحم لامن فروع الشجر

ولا برؤس كدق الحصى ولا بـعيون كوقــد الشرر

ولكن أزاول علم السمو م وعلم السمـوم جليل الخطر

لقد كان لي في معـاناته تجاريب أنفقـت فيها العـمر

إلى أن نجحت نعم قد نجحت وعـاقبة الصـابرين الظـفر

فكم قد شفيت بطبي اللديغ وأيقـظت من نزعة المحتـضر

فقيل:نـبي أعاد الــحياة إلى الميت أو خدن جـن سحر

صنعت من السم ترياقــه وقد يـختفي النفع تحت الضرر

وأنــتن والناس قد تلتقون ففيـكن شر,وفي الناس شـر





تطبيقــات

1-قطع البيتين الآتيين,وبين العروض والضرب وما دخلهما من تغيير:



ولست بناس مقال الفتاة غداة المحصب إذ جمروا

ألست ملما بنا يافتى ؟ إذا نام عنا الألئ تحـذر



2-وقال أبوالقاسم الشابي:



إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر



لماذا توصف العروض بالصحة في هذا البيت مع مافيها من القبض؟

ثم بين نوع الضرب.



3-وقال الآخر:

فأما تريني ولى لمة فإن الحوادث أودى بها



هل يصح الاعتذار عن عدم تانيث الفعل(أو دى مع كون الفاعل)

ضميرا عائدا على مؤنث...بأن ذلك ضرورة شعرية ولماذا؟

4-مضى زمان...لكل أية.وآية.الزمان هذا الصحف.

رتب هذه الكلمات بحيث يكون منها بيت من بحر المتقارب.



مع تحياتي: محمود إبراهيم محمد علي



العودة لفهرس العَـروض والقافية
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس