الموضوع: المعلقات العشر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-05-2007, 02:05 AM   #65
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

ألم تعرفوا منا المجد، فإذا قلت ألم تعلم قلت أجهلت وإذا قلت ألما تعلم، فكأنك قلت أبطأت في العلم، أي آن لك أن تعلم، والفرق بين لما ولم أن لما نفي من قد فعل ولم نفي من فعل، وأيضا لم لا بد أن يأتي الفعل ولا يجوز حذف الفعل معه.
ألما تعلموا منا ومـنـكـم كتائب يطعن ويرتمينـا
نقود الخيل دامية كلاهـا إلى الأعداء لاحقة بطونا
علينا البيض واليلب اليماني وأسياف يقمن وينحنينـا
أصل اليماني اليمني ثم أبدل من أحدى الياءين ألفا.
علينا كـل سـابـغة دلاص ترى فوق النجاد لها غضونا
الدلاص والدليص واحد، وهو الشيء المجلو البراق اللين، وقيل التامة المحكمة، وقيل السهلة اللينة التي يزل السيف عنها، والنجاد حمائل السيف والجمع نجائد وحمائل والحمالة والمحمل الواحد، وأما الغضون فضول الدرع دمع غضن كما يقال فلس وفلوس.
إذا وضعت عن الأبطال يوما رأيت لها جلود القوم جونا
جلود القوم: يريد ثيابهم، الجون جمع جون أي سوادا من لبس الحديد، والجون الأبيض، يقول انح عن فلان ثوبه، أي انزع عنه ثوبه.
كأن متونهن متون غـدر تصفقها الرياح إذا جرينا
متونهن: الدرع، ويروى غضونهن: متون غدر، شبه تكسير متونهن بمتون غدر إذا ذهبت بها الريح، ومتن كل شيء أعلاه، والغضون تكسير الدرع.
وتحملنا غداة الروع جرد عرفن لنا نقائذ وافتلينا
النقائذ الخيل التي استنفذت من الشيء أي أخذت من يد القوم فاستنفذوها، قوله وافتلينا أي ولدن عندنا من الفلو، يقال: فليته وأفليته؛ إذا قطعته عن لبن أمه، ومن هذا قيل: فلاة، لأنها قطع عنها الماء، ويقال: ومنها ما فليناه أي ربيناه. ويقال: فلوته أي ربيته.
[وردنا دوارعا، وخرجن شعثا كأمثال الرضائع قد بلينـا]
ورثناهن عـن آبـاء صـدق ونورثها إذا متنـا بـنـينـا
يقال متنا ومتنا بضم الميم وكسرها والضم أجود لأنه من المةت، ومثله دمنا ودمنا.
وقد علم القبائل من معد إذا قبب بأبطحها بنينا
القبب بضم القاف وكسرها جمع قبة ابن السكيت يعني به أبطح مكة المكرمة.
بأنا العاصمون بكل كحل وأنا الباذلون لمجتدينـا
ويروى فإنا العاصمون والكحل السنة الشديدة المجدبة، والمجتدي السائل.
وأنّا المانعون لـمـا يلـينـا إذا ما البيض زايلت الجفونا
البيض: السيوف زايلت جردت من أغمادها.
وأنّا المنعمون إذا قدرنا وأنّا المهلكون إذا أتينا
أي إذا أسرنا، وقدرنا على عدونا أطلقناه، وإذا هم أتونا غارة للحرب أهلكناهم.
[بأنّا العاصمون إذا أطعنـا وأنّا العارمون إذا ابتلينـا
وأنّا المانعون لـمـا أردنـا وأنّا النازلون بحيث شينـا
وأّنا الحاكمون بمـا أردنـا وأنّا النازلون بحيث شينـا
وأنّا التاركون لما سخطنـا وأنّا الآخذون لما هـوينـا
وأنّا الطالبون إذا نقـمـنـا وأنّا الضاربون إذا ابتلينـا
وأن النازلون بكـل ثـغـر يخاف النازلون به المنونا]
وأنا الشاربون الماء صفـوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ألا سائل بني الطماح عنـا ودعميا فكيف وجدتمونـا
ويروى ألا أبلغ. وبنو الطماح قبيلة من بني وائل وهم من بني نمارة، ودعمي قبيلة من جديلة من أياد.
أي سائل هذين القبيلتين كيف وجدتموها في الحرب، وموضع كيف نصب بوجد.
نزلتم منزل الأضياف منا فعجلنا القرى أن تشتمونا
أي جئتم للقتال، فعاجلناكم بالحرب مخافة أن تشتمونا فحذف مخافة، وأقام أن تشتمونا مكانها ومقامها: أي أتيتمونا فنزلتم بنا؛ كما ينزل الضيف، فعجلنا لكم القرى أي لقيناكم كما يلقى صاحب البيت ضيفه بالطعام كيلا يذمه.
وقوله أن تشتمونا أي مخافة أن تشتمونا هذا قول البصريين وقال الكوفيون لئلا تشتمونا.
قريناكم فعجلنـا قـراكـم قبيل الصبح مرداة طحونا
المرادة: صخرة تملأ الكف، شبه الكتيبة بها والطحون التي وقعت على شيء فطحنته.
على آثارنا بـيض كـرام نحاذر أن تفارق أو تهونا
تفارق بفتح الراء وكسرها ويروى أن تقسم وواحد الآثار أثر أي نساؤنا خلفنا يحرضن على القتل، والبيض هنا النساء نقاتل عنهن ونحذر أن نفارقهن أو تهون أي تستبين.
ظعائن من بني جشم بن بكر خلطن بميسم حسبا ودينـا
الظعائن جمع ظعينة وهي المرأة في الهودج وسميت ظعينة لأنها يظعن بها أي يسافر بها، وأكثر أهل اللغة يقولون: لما كثر استعمالهم لهذا سموا المرأة ظعينة، وسموا الهودج ظعينة.
قال أبو الحسن بن كيسان هذا من الأسماء التي وضعت على شيئين إذا فارق أحدهما صاحبه، لم يقع له ذلك الاسم، لا يقال للمرأة ظعينة، حتى تكون في الهودج، ولا يقال للهودج ظعينة، حتى تكون فيه المرأة، كما يقال جنازة للميت إذا كان على النعش، ولا يقال للميت وحده جنازة، ولا يقال للنعش وحده جنازة، وكما يقال للقدح الذي فيه الخمر كأس، ولا يقال للقدح وحده كأس، ولا للخمر وحدها كأس، وبنو جشم قبيلة، والميسم الجمال، والحسب والدين ههنا طاعتهن لأزواجهن، وقيل حفظهن من الريبة.
أخذن على بعولتهن عهدا إذا لاقوا فوارس معلمينا
معلمين نعت للفوارس، مشتهرين، قد شهروا أنفسهم بعلائم في الحب يرفعون بها ذكرهم ويعرفون أنفسهم.
ليستلبن أبـدانـا وبـيضـا وأسرى في الحديد مقرنينا
الأبدان جمع بدن وهي الدرع القصيرة من الحديد، وبيضاً بفتح الباء وكسرها فمن أراد بيض الحديد فتح، ومن أراد السيوف كسر.
والأسرى: جمع أسير: وأكثر أهل اللغة يذهب إلى أن الأسرى والأسارى واحد، وهو المشهور. وقال أبو زيد الأسرى ما كان في وقت الحرب والأسارى ما كان في الأيدي.
وحكى السجستاني عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: الأسرى الذين جاءوا مستأسرين، والأسارى الذين صاروا في الوثاق، والمقرنين الذين قرن بعضهم إلى بعض، ويروى مصفدينا أي في الحديد.
إذا ما رحن يمشين الهـوينـى كما اضطربت متون الشاربينا
يريد بذلك الظعائن رحن أي رجعن بعد الحرب ثم الهرب الهوينى المشي على مهل بلا قلقن يصف نعمتهن، وأن مشيتهن كمشي السكاري إذ تضطرب متونهن ويتمايلن كما يتمايل السكران.
يقدن جيادنا ويقلن لستم بعولنا إذا لم تمنعونا
ويروى يقتن من القوت أي يطعمن الأفراس، وهي الجياد، ويقال: إنهم كانوا لا يرضون للقيام على الخيل إلا بأهلهم إشفاقا عليها.
إذا لم نحمهن فلا بـقـينـا لخبر بعدهن ولا وقـينـا
وما منع الظعائن مثل ضرب ترى منه السواعد كالقلينـا
القلون جمع قلة، وهي خشبة يرفعها الصبيان ثم يضربون بها الأرض، وقال غيره يرفعونها بخشبة أخرى يضربونها، وتلك الخشبة التي يرفعونها بها تسمى القال فشبه السواعد إذا قطعت فطارت بها، وأبدل من الضمة الكسرة في قلين.
لنا الدنيا ومن أضحى عليهـا ونبطش حين نبطش قادرينا
ويروى حيث نبطش.
إذا مـــا الـــمـــلـــك ســــام الـــــــنـــــــاس خـــــــســـــــفـــــــا أبـــينـــا أن نـــــقـــــــر الـــــــخـــــــســـــــف فـــــــينـــــــا
سام من الوسم: أي عرضهم على الذل، والخسف: الظلم، أبينا أن نثبت الضيم فينا يصف عزتهم، وأن الملوك لا تصل إلى ظلمهم.
ألا لا يجهلن أحد علينا فنـــجـــهـــل فـــوق جـــهـــل الـــــجـــــــاهـــــــلـــــــينـــــــا
أي فنعاقبه بما هو فوق جهله وأعظم.
نسمى ظالمين وما ظلمنا ولكنا سنبدأ ظالمـينـا
ويروى بغاة طالمين وما ظلمنا.
إذا بلغ الفطام لنا صبـي تخر له الجباير ساجدينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا وظهر البحر نملؤه سفينا
البر واحد البراري: وهي الصحار. ويروى البحر، ويروى: وعرض البحر بفتح العين، ويروى بضمها، والسفين، والسفن واحد، والواحدة سفينة انتهت معلقة عمرو بن كلثوم.
زادت الجمهرة وبعض المصادر الأبيات التالية ولم ترد هذه الأبيات في المخطوطة:
تنادى المصعبان وآل بكر ونادوا يا لكندة أجمعينا
فإن تغلب فغلابون قدما وإن نغلب فغير مغلبينا
وهذا البيت هو آخر بيت في المعلقة في جواهر الأدب والجمهرة.
وزادت الجمهرة بعد البيت 114 حسب الترقيم هنا ألا لا يجهلن.
ونعدو حيث لا يُعدى علينـا ونضرب بالمواسي من يلينا
ألا لا يحسب الأعـداء أنـا تضعضغنا، وأنا قد فنـينـا
ترانا بـارزين وكـل حـي قد اتخذوا مخافتنا قـرينـا
كأنا والسيوف مـسـلـلات ولذنا الناس طرا أجمعينـا
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس