لتجمع شواهين جبال تهامة ، وأسود الحجاز ، ونمور الشمال ، وعرانين نجد ، وأبطال الصحراء ، وأماجـد الشرق ، والغرب ، والجنـوب
في نشـيد نهضوي بديـع واحـد ،
هناك حول الحرميـن ، تحتضـنه تلك القبة المقدسة ، قبـّة حضارتنا العظمـى ، قبة العـالم .
ينشد النهضة الكبرى ، في صورتها العربية الأساس ، النقية من كلِّ شوب ، المفردة عن كلّ مثيل ، المنفـردة عن شبهة النظيـر !
المحطِّمة لعبودية الأنظمة ، المكسّرة لقيود الدين الزائف ، الممزِّقـة للأعراف السياسية الموروثة من عهود الذلّ ،
في جزيرة الفرسان ، فرسـان لم يعترفوا قـط إلاّ بالحـرية شعارا ، وبالإبـاء دثـارا !
نعـم .. بدأ يتشكَّل جنين المشروع ، وسيكون نموُّه سريعا جداً ، وسيشبُّ بأسرع مما نتصوَّر ، متجاوزاً سنّ المراهقة إلى النضج ،
ثم ليشـدّ بيمينه ثورات شرقِ هذه الأمّـة المجيـدة ، وبيـدِهِ الأخرى نهضات غربها ، حتى يربط نهضتها بالمنبع ،
ويبينها على العقيدة ،
ويحقنها بنبل ، وشهـامة الأجـداد .
وحتما ، لاريب فيه ، وليس ببعيد ، ولادة نظام سياسي جديد ، يقوم على :
إرادة الأمـّة التي تملك مقاليد السلطة ، فتمنحها الأمناءَ ، وتمنعـها من الخونـة.
وعلى تحرير الديـن من أغلال رقّه السياسي ، والإجتماعي .
وعلى تكريم الشعـب ، وإطلاق طاقته ، وتربيته على العزّة ، وتحمل المسؤولية العالمية.
لقد اقترب الوعـد الحـقّ ،
وأيم الله .. لو يعلم حكّام هذا الخليج ، وهذه الجزيرة المباركة ، ما يحمله المستقبل من المجـد ، والعـزّ ، والفخـار ، في اللحاق بالربيع العربي ، لخلعوا ما عليهم ، وتركوا ما في أيديهم ، ولنزلوا إلى ساحات (الإرادات الشعبية) ، ليلتحموا مع شعوبهم ، وليصنعوا معهم نهضـة الأمـة القادمـة .
ولكنَّ الله تعالى قد قال : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
.
فمن علم الله في صدره ، إرادة ما عند الله ، وحبّ هذه الأمة ، وأنه لايؤثر شيئا على عزتها ، ومجدها ، ورفعة دينها ، اختاره ، فاستعمله ، وإلاّ نبـذه مع المنبوذيـن.
،
والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكّلنا ، وعليه فليتوكّل المتوكـّلون .