عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-06-2008, 11:12 PM   #1
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي النفاق وعلامات المنافقين

الشيخ زكريا حسينى محمد ( مجلة التوحيد)
الحمد لله رب العالمين، نحمده حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، ونشكره شكرًا يستجلب المزيد من فضله، ونصلي ونسلم على خير خلقه وسيد ولد آدم نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي قال «أربع من كُن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان»
الحديث الأول حديث عبد الله بن عمرو أخرجه الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه باب «علامات المنافقين» برقم ، وفي كتاب المظالم باب «إذا خاصم فجر» برقم ، وفي كتاب الجزية والموادعة باب «إثم من عاهد ثم غدر» برقم ، وكذا أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان باب «بيان خصال المنافق» برقم ، وأخرجه الإمام أبو داود في كتاب السنة باب «الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه» برقم ، وأخرجه أيضًا الإمام الترمذي في أبواب الإيمان باب «ما جاء في علامة المنافق» برقم ، وكذا الإمام النسائي في كتاب الإيمان وشرائعه باب «علامة المنافق» برقم ، وأخرجه الإمام أحمد في «المسند» بالأرقام ، ،
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقد أخرجه الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب «علامات المنافقين» برقم ، كما أخرجه في كتاب الشهادات باب «من أمر بإنجاز الوعد» برقم ، وفي كتاب الوصايا باب «قوله الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ برقم ، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان برقم ، وأخرجه أحمد في المسند بالأرقام ، ، ، وكذلك أخرجه الإمام الترمذي في أبواب الإيمان باب ما جاء في علامة المنافق برقم ، والإمام النسائي في الصغرى في كتاب الإيمان وشرائعه باب «علامة المنافق» برقم
شرح الحديثين


أولاً معنى النفاق

النفاق معناه إظهار الإيمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب، قال في اللسان والنفاق الدخول في الإسلام من وجه والخروج عنه من وجه آخر، مشتق من نافقاء اليربوع، وقد تكرر في الحديث ذكر النفاق وما تصرف منه اسمًا وفعلاً، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب قبل الإسلام بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يظهر إيمانه ويبطن كفره، وإن كان أصله في اللغة معروفًا، يقال نافق ينافق منافقة ونفاقًا

ثانيًا معنى الآية

الآية هي العلامة، وإنما أفردت لإرادة الجنس، أو أن العلامة إنما تحصل باجتماع الخصال كلها، قال الحافظ في الفتح والأول أليق بصنيع المصنف يعني البخاري رحمه الله تعالى ولهذا ترجم بالجمع وعقّب بالمتن الشاهد لذلك، فترجمة البخاري للباب «علامات المنافق» قال وقد رواه أبو عوانة في صحيحه بلفظ «علامات المنافق»

ثالثًا الجمع بين الحديثين

قال الحافظ في الفتح «قوله آية المنافق ثلاث»، فإن قيل ظاهره الحصر في الثلاث، فكيف جاء في الحديث الآخر بلفظ «أربع من كُن فيه الحديث»؟ وأقول ليس بين الحديثين تعارض ؛ لأنه لا يلزم من عد الخصلة المذمومة الدالة على كمال النفاق كونها علامة على النفاق، لاحتمال أن تكون العلامات دالات على أصل النفاق، والخصلة الزائدة إذا أضيفت إلى ذلك كمل بها خلوص النفاق، على أن في رواية مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ما يدل على إرادة عدم الحصر، فإن لفظه «من علامة المنافق ثلاث»، وكذا أخرج الطبراني في الأوسط من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وإذا حمل اللفظ الأول على هذا لم يرد السؤال، فيكون قد أخبر ببعض العلامات في وقت، وببعضها في وقت آخر، وقال القرطبي والنووي حصل من مجموع الروايتين خَمْسُ خصال ؛ لأنهما تواردتا على الكذب في الحديث والخيانة في الأمانة، وزاد أحدهما الخلف في الوعد، والثاني الغدر في المعاهدة والفجور في الخصومة قلت وفي رواية مسلم الثاني بدل الغدر في المعاهدة الخلف في الوعد كما في الأول، فكأن بعض الرواة تصرف في لفظه لأن معناهما قد يتحد، وعلى هذا فالمزيد خصلة واحدة وهي الفجور في الخصومة، والفجور الميل عن الحق والاحتيال في رده، وهذا قد يندرج في الخصلة الأولى وهي الكذب في الحديث، ووجه الاقتصار على هذه العلامات الثلاث أنها منبهة على ما عداها ؛ إذ أصل الديانة منحصر في ثلاث القول، والفعل، والنية، فنبه على فساد القول بالكذب، وعلى فساد الفعل بالخيانة، وعلى فساد النية بالخلف ؛ لأن خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارنًا للوعد، أما لو كان عازمًا على الوفاء ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق اهـ من الفتح باختصار والله أعلم
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس