عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-07-2023, 07:51 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,009
إفتراضي

إذًا العبادة ومنها: الدعاء تحتاج إلى صبر، إلى مواصلة. ابن القيم -رحمه الله تعالى- قال: "والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده، فإذا كان السلاح ... "
بالقطع كل هذا يعتبر من قبيل إزاحة طاعة أحكام الله التى تسمى الأخذ بالأسباب فالله لن ينصر من يجلس ويظل يدعوه أن ينصره في القتال وهو لا يحمل سلاحه ويجاهد لأنه قال :
" إن تنصروا الله ينصركم"

فكيف تطلب النصر وأنت لا تطع الله في قوله " انفروا خفافا وثقالا"
وكيف تطلب الشفاء من المرض بالكلام وأنت لا تذهب للطبيب كما أمر الشرع ...
الله لا يطلب منه أن نلح عليه في الدعاء وإنما طلب منا طاعته فلو ألححنا ونحن نعصى أوامره فلن يجيبنا إلى شىؤ
وتحدث عن متطلبات سلاح الدعاء وما هو بسلاح وما هى بمعركة كما سماها فقال :
"انتبه:
قال:
أولًا: إذا كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة فيه.
ثانيًا: والساعد ساعدًا قويًا.
ثالثًا: والمانع مفقود.
يعني: ليس هناك موانع للدعاء، موانع الإجابة، فإنه سوف تحصل النكاية بالعدو، وإذا تخلف أحد هذه الثلاث تخلف تأثير الدعاء.
فلابد عندما ندعو الله سبحانه وتعالى؛ لا ندعوه فقط من ألسنتنا؛ الآن بعض الناس -نسأل الله أن يعفو عنا ويغفرلنا- لا تجد عنده صدقًا وإخلاصًا في دعائه لله سبحانه وتعالى، فعندما لا يرى أثر الدعاء، أثر الإجابة: يتهمُ ربه، يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى، لا يسيء الظن بنفسه، لا؛ بل يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى، مع أن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]؛ هذا وعد من الله، والله سبحانه وتعالى لا يخلفُ الميعاد؛ لكمال صدقه، وكمال قدرته سبحانه وتعالى.
وقال عن نفسه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]، وقال جل في علاه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122].
فالله سبحانه وتعالى لا يخلفُ الميعاد، ولكن الله جل وعلا من حكمته ورحمته وعلمه وخبرته سبحانه وتعالى أن الإجابة قد تتأخر، قد تتأخر سنة أو سنتين أو عشر سنوات لحكمةٍ يريدها سبحانه وتعالى، فأنت ماذا يكون موقفك يا عبد الله؟!"
وتحدث عن استجابة الدعاء وعدم استجابته فقال :
"وعدم أو تأخر الإجابة هذا ابتلاءٌ لك يا عبد الله.
انتبه هذه مسألة مهمة:
كثير من الناس ما ينتبه لهذا الأمر، ما يتصور أن تأخر الإجابة ابتلاء من الله، هذا ابتلاء من الله، الله يبتليك هل أنت عندك صبر؟ عندك قوة؟ أم أنك تضعف وتنهزم في هذه المعركة؟ لأن الشيطان يحاول أن يصدك عن الدعاء بأي وسيلة، فكيف نربي أنفسنا أيُّها الأحباب الكرام؛ عندما نخرج من هذا اللقاء؟
كيف نربي أنفسنا على قوة الدعاء والصبر على الدعاء والمواصلة؟"
واقترح الرجل على الحضور مقترحات ثلاثة فقال :
"أعطيكم وأختم هذا الدرس بهذه الإقتراحات الثلاثة:
- أولًا: أقترح عليك أنك تدعو الله سبحانه وتعالى في طريقك، عندما تذهب مثلًا إلى حاجة من حاجاتك الدنيوية، أو ذاهب إلى العمل، وأنت في السيارة وحدك، والطريق قد يستغرق منك نصف ساعة أو ساعة، حاول أن تعوّد نفسك وأنت في الطرق على الدعاء، ادعُ الله وأكثر من الدعاء بالأدعية التي وردت عن رسولنا عليه الصلاة والسلام، الدعاء -الحمد لله- لا يحتاج إلى هيئة معينة أو إلى طهارة أو إلى استقبال قبلة أو أن يكون الإنسان ساجدًا، لا؛ بل اجعل منهجك في الحياة وديدنك وطريقتك أنك تدعو الله في جميع أحوالك، حتى وأنت على فراشك وحتى وأنت سواءً في الليل أو في النهار، أو في السر أو في العلانية، حتى وأنت جالس مع أهلك أو أصحابك تدعو الله، شغّل هذا اللسان بالدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث القدسي: (أن الله جل وعلا يقول وأنا معه إذا ذكرني)، في حديث، وفي رواية أخرى: (وأنا معه -أي مع العبد- إذا دعاني)، فأول أمر -حتى تعود نفسك على قوة الدعاء والصبر والمواصلة- أنك تدعو الله في طريقك.
- ثانيًا: تعود نفسك على الإطالة في السجود، وبالذات إذا صليت وحدك، تعود نفسك، ترى المسألة يا إخوة تحتاج إلى تدريب وتمرين وترويض، أن الإنسان يروض نفسه على الإطالة في الدعاء، بعض الناس يدعو الله خمس دقائق ما يتحمل خلاص يتعب ويمل ويكل ويترك الدعاء.
- الأمر الثالث: أنك تحرصُ على أوقات الإجابة؛ ثلاث أوقات أحرضكم على أن تحرصوا عليها في اليوم والليلة:
- أولًا: في الثلث الأخير من الليل، أي قبل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين أو نصف ساعة أو ثلاث ساعات، تدعو الله سبحانه وتعالى وتلح عليه وتفتقر بين يدية.
- الأمر الثاني: بين الأذان والإقامة؛ لأن الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب، تحاول أن تذهب إلى المسجد مع الأذان أو بعد الأذان بقليل؛ حتى تستغل هذا الوقت بين الأذان والإقامة بالدعاء.
- والأمر الثالث: كذلك في السجود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، فتصور يا عبد الله؛ أنت قريب من ملك الملوك سبحانه وتعالى وأنت ساجد، فاجتهد في الدعاء، واصبر على الدعاء، والدعاء يحتاج إلى مواصلة وصبر وقوة."
والمقترحات الثلاثة لا أصل لها في دين الله فلم يطلب الله منا تكرار الدعاء لا قليلا ولا كثيرا وإنما طالبنا أن نخلص له ومن ثم دعاء الاستغفار يجاب على الفور عند الاستغفار للذنب وكثرة السجود واطالته لا تحقق أى دعاء لأن الله لم يأمر به ولا توجد أوقات معينة للاستجابة فالدعاء يكون في اى وقت وهو قد يجاب في أى وقت أو لا يجاب
رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس