عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-11-2007, 10:06 AM   #1
1st_top
عضـو شــرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 105
إفتراضي عداتي لهم فـضل علي ومنة *** فلا أبعد الله عني الأعـــاديا

الثقة بالله سبحانه وتعالى ثم الثقة بالذات والنفس والوضع في الاعتباره قوله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .

هي الأساس في الشعور بالطمأنينة.

يقول الشاعر :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى= = = ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها = = = فرجت وكنت أظنها لا تفرج


( لا يلدغ المؤمن من جرح مرتين ) متفق عليه حديث متفق عليه

الاستفادة من الأزمة لمعرفة الصديق المساند من العدو المتهرب , يقول الشاعر :

جزى الله الشدائد كل خير= = = و إن كانت تغصصني بريقي
و ما شكري لها إلا لأني = = = عرفت بها عدوي من صديقي


الشدائد تظهر المنافقين ينكشف المنافقون الذين كانوا يسترون عوراتهم بأمور واهية تنطلي على كثير من الخلق ، لينكشف الباطل و تسقط تلك الأوراق التي كانت تستر عورات المنافقين فيظهرون على حقيقتهم و يعرف الإنسان من أين أتت له الضربة و من أين كانت المصيبه و لذلك ويقول الشاعر أيضا مادحا أعداءه على فضلهم عليه بقوله :

عداتي لهم فـضل علي ومنة = = = فلا أبعد الله عني الأعـــاديا
همو بحثوا عن زلتي فاجتنبتها = = =وهم نامشوني فاكتسبت الأعاديا


إن التمسك بالقيم والمثل والأخلاق والسلوكيات الحسنة إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وقت الأزمات و المحن وعدم اليتنازل عن القيم و المثل و الأخلاق و السلوكيات التي أمر الله بها يستحق الإنسان بذلك النصر بعد الأزمة و اليسر بعد العسر .

الشجاعةوالتفاؤل وعدم التشاؤم ، يجب على الإنسان أن لا ينظر للأزمة على أنها كلها شر , فالنظرة السلبية تعوق التفكير السليم الذي يسهل الوصول للحل المناسب , وفي هذا يقول الشافعي :

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف = = = وتستقر بأقصى قاعه الدرر

البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل ويطلعنا عمليّاً على حقيقة أنفسنا لنعلم أن عبيد ضعفاء ، لا حول لنا ولا قوة إلا بربنا ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، ونفهم أننا مساكين نلوذ بمولانا ، وضعفاء نلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

قال ابن القيم :

" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .

سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما برحمتك يا أرحم الراحمين

آمين آمين ، آمين

تحياتي
1st_top غير متصل   الرد مع إقتباس