عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-09-2018, 05:48 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي نقد كتاب حياة الأنبياء (ص) بعد وفاتهم

نقد كتاب حياة الأنبياء (ص) بعد وفاتهم للحافظ أبي بكر البيهقي
الكتاب أو الرسالة هى مجرد تجميع لروايات تتناول موضوع واحد وهو حياة الرسل(ص) بعد موتهم فى الأرض فى قبورهم على وجه الخصوص وفى مناطق أخرى أكثرها فى الأرض
وكمعظم الكتب التى تتناول موضوعا واحدا نجد كتاب البيهقى يبعد عن ما ورد فى المصحف من نصوص تتناول الموضوع لأنه غالبا ما تتعارض الروايات مع المصحف وتتناقض
الأنبياء (ص) وكل الناس يكونون أحياء بعد موتهم إما فى الجنة وإما فى النار الموعودتين وهما فى السماء كما قال تعالى :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون "
وفى الوعد بالجنة قال تعالى :
"وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها"
وفى الوعد بالنار قال تعالى:
"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها"
وفى حياتهم بعد الموت قال تعالى:
"وهو الذى أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم "
وقال :
"الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم "
وقال:
"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون"
فالحياة الثانية ثم الرجوع وهو الحياة الأخيرة فى القيامة وهى تكون فى البرزخ كما قال تعالى :
""حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون "
وقد ذكر الله حياة بعض أصناف الناس فى البرزخ فى الجنة كالشهداء كما فى قوله تعالى :
"ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"
وقال أيضا:
"ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
كما ذكر حياة بعض الأقوام الكافرة فى البرزخ كقوم فرعون فقال :
" وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"
والآن نتناول ما جاء فى الكتاب من أحاديث:
1 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الصوفي رحمه الله قال أنبأ أبو أحمدعبد الله بن عدي الحاف قال ثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي قال ثنا الحسين بن عرفة قال حدثني الحسن بن قتيبة المدائني ثنا المستلم بن سعيد الثقفي عن الحجاج بن الأسود عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون هذا يعد في أفراد الحسن بن قتية
2 - وقد روي عن يحيى بن أبي بكير عن المستلم بن سعيد عن الحجاج عن ثابت عن أنس بن مالك وهو فيما أخبرنا الثقة من أهل العلم قال أنبأ أبو عمرو بن حمدان قال أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا أبو الجهم الأزرق بن علي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا المستلم بن سعيد عن الحجاج عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال قال رسول الله الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
3 - وقد روي من وجه آخر عن انس بن مالك رضي الله عنه موقوفا أخبرناه أبو عثمان الإمام رحمه الله أنبأ زاهر بن أحمد ثنا أبو جعفر محمد بن معاذ الماليني ثنا الحسين بن الحسن ثنا مؤمل ثنا عبيد الله بن أبي حميد الهذلي عن أبي المليح عن أنس بن مالك قال الأنبياء في قبورهم أحياء يصلون
الخطأ فى الأحاديث الثلاثة هو أن الأنبياء يصلون فى القبور لا عمل لهم سواها وهو ما يناقض حديث :
"القبر حفرة من حفر الجنة أو روضة من رياض الجنة"
وطالما كانت قبورهم رياضا فهم يتمتعون بما فيها بما تلذ الأعين وتشتهى النفوس كما يتناقض أمر الصلاة الدائم مع رد النبى الأخير(ص) السلام على من يصلى عليه فى الحديث الذى رواه البيهقى فى الكتاب وهو :
15 - وفي هذا المعنى الحديث الذي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا حيوة بن شريح عن أبي صخر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام
كما أن الوجود الدائم للأنبياء(ص) فى القبور للصلاة فى القبور يتناقض مع أنهم لا يبقون فى القبر سوى أربعين ليلة ثم يصلون عند الله فى السماء حتى القيامة فى الحديث التالى:
4 - وروى كما أخبرنا ابو عبد الله الحافظ ثنا أبو حامد أحمد بن علي الحسنوي إملاءا ثنا أبو عبد الله محمد بن العباس الحمصي بحمص ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت عن أنس رضي الله عنه عن النبي قال إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله عز و جل حتى ينفخ في الصور
وعدم بقاء الأنبياء(ص) فى قبورهم سوى 40 ليلة يتناقض مع بقاء موسى(ص) فى قبره قرونا حتى مسرى النبى الأخير(ص) فى الحديث التالى :
5 - فقد روى سفيان الثوري في الجامع فقال قال شيخ لنا عن سعيد بن المسيب قال ما مكث نبي في قبره أكثر من أربعين ليلة حتى يرفعما روينا في حديث المعراج وغيره أن النبي رأى موسى عليه السلام قائما يصلي في قبره ثم رآه مع سائر الأنبياء عليهم السلام في بيت المقدس ثم رآهم في السموات والله تبارك وتعالى فعال لما يريد
وأيضا مع الحديث التالى :
6 - ما أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون ثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن بعض أصحاب النبي أخبره أن النبي ليلة أسري به مر على موسى عليه السلام وهو يصلي في قبره
وكذلك الحديث الآتى:
7 - وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل أنبأ أحمد بن منصور بن سيار الرمادي ثنا يزيد بن أبي حكيم ثنا سفيان يعني الثوري ثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله مررت على موسى وهو قائم يصلي في قبره
وأيضا:
8 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن المنادي ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا حماد بن سلمة ثنا سليمان التيمي وثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال أتيت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره أخرجه أبو الحسين مسلم بن الحجاج
وما سبق من صلاة موسى (ص) فى القبر يتناقض مع صلاته مع الرسل(ص) فى بيت المقدس فى الرواية التالية:
9 - أخبرنا أحمد بن أبي علي الحرشي أنبا حاجب بن أحمد ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله لقد رأيتني في الحجر وأنا أخبر قريشا عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله عز و جل لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءه وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز وفي حديث سعيد بن المسيب وغيره أنه لقيهم في مسجد بيت المقدس
والكل يتناقض مع لقاء النبى محمد(ص) معهم فى السموات في حديث أبي ذر ومالك بن صعصعة في قصة المعراج أنه لقيهم في جماعة من الأنبياء في السموات وكلمهم وكلموه
وفى الأحاديث التالية نجد صلاة المسلمين على النبى(ص) الميت تعرض عليه :
10 - ما اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله تعالى ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي قال قال لي رسول الله أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا و كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام أخرجه أبو داود السجستاني في كتاب السنن وله شواهد منها
الخطأ الأول هو عرض الصلاة على الرسول (ص)بعد الموت فى قبره ومن المعلوم أن الرسول (ص)الآن فى الجنة التى لا يوجد فيها سوى المتاع والسعادة والصلاة لو عرضت عليه فلن يتمتع لحظة لأن الوقت لا يخلو ممن يصلى عليه وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة الحاقة "كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية "والخطأ الثانى أن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض وهو ما يخالف قوله بسورة الرحمن "كل من عليها فان "فالكل يفنى أى يهلك أى يتحول لتراب وعظام مفتتة .
11 - ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم حدثني أبو رافع ع سعيد المقبري عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه عن النبي أنه قال أكثروا الصلاة علي في يوم الجمعة فإنه ليس يصلى على أحد يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته
و
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس