[قرن فلفل]

تردي أوضاع لاجئي بورما المسلمين في بنجلاديش


إن مخيم "تال" للاجئين ليس أكثر من مستنقع يضم بين جنباته نحو 8 آلاف لاجئ من ضحايا النظام العسكري في بورما، وهم من المسلمين من أقلية الروهينجا.

وفي بنجلاديش ما يقرب من 200 ألف لاجئ فروا من الاضطهاد خلال العشرين عاما الأخيرة، وهم يراقبون عن كثب التطورات الأخيرة في بلادهم على أمل انهيار النظام العسكري ليبدأوا حياتهم من جديد.

المسلمون المنسيون
وهم في الواقع ضيوف غير مرحب بهم في بنجلاديش، لذلك فهم لا يتلقون أي دعم من حكومة دكا ومن ثم نجدهم يبحثون عن طعامهم في الغابات ويتسولون ويعملون في البغاء أو يقومون بالأعمال الدنيا في المدن القريبة.

معاناة
وتوجد مخيماتهم في منطقة ضيقة قريبة من ولاية راكان البورمية التي تشترك في الحدود مع بنجلاديش.

ويقول السكان إن 20 طفلا على الأقل من أبناء اللاجئين في مخيم تال لقوا حتفهم دهسا بالسيارات في الطرق القريبة من المخيمات كما أن المد في الأنهار القريبة يغرق مخيماتهم يوميا.

وهم يعيشون في معاناة مستمرة..

وتقول اللاجئة تويابا حق، وهي أم لسبعة أطفال " عندما تشرق الشمس نتلظى بنارها، وعندما تهطل الأمطار تغرقنا جميعا، لا يوجد لنا مكان نلجأ إليه".

والحقيقة أن الأحوال المعيشية في هذه المخيمات متردية للغاية غير أن الجميع يتفق على أن الأوضاع أفضل مما هي عليه في بورما.

ويقول دودو ميا، الذي يعمل في مجال الرعاية الصحية "إن حكومة بورما تعذب المسلمين، وتسرق أراضيهم لاقامة قواعد عسكرية عليها، ويأخذون الرجال في الأعمال القسرية، ويعارضون تعليم المسلمين".

وتابع قائلا "إننا يجب أن نحصل على تصريح من السلطات لنتزوج وتصريح آخر لننجب، إنها ثالث مرة أهرب إلى بنجلاديش كلاجئ .. حياتي كلها انتهت، أريد العودة إلى أراكان.. إلى بورما".

ويقول البعض إن الجيش البورمي قد كثف دورياته على الحدود لمنع أي من زعماء المظاهرات من عبور الحدود، وللحيلولة دون وصول الأخبار إلى بنجلاديش.

ولكنهم لم ينجحوا تماما حيث تفيد الأنباء أن المظاهرات وصلت حتى إلى المدن الصغيرة في ولاية أراكان قبل أن يقمعها الجيش.

ويقول المنفيون إن المسلمين انضموا إلى المظاهرات التي يقودها الرهبان البوذيون ولكن لا توجد مصادر مستقلة للتأكد من هذه الأخبار.

ويحرص محمد سليم، الذي يطعم عائلة من 8 أفواه بالعمل في حمل الطين في مواقع البناء، على الاستماع إلى بي بي سي البورمية ليعرف ما يحدث.

وقال سليم "إننا جميعا نؤيد هذه المظاهرات، نؤيد الرهبان وسوكي، نريد من العسكر الرحيل حتى نستطيع العودة إلى بلادنا".

ولكن تايوبا حق أقل تفاؤلا "إنه لا يوجد سلام في هذا العالم، فقط الصراعات هي الموجودة، وأنا أريدها أن تتوقف".