عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-04-2021, 05:57 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

وأما المسلمون فلهم من دينهم ورجولتهم ومروءتهم وأنفتهم ما يمنعهم من هذا التدني والسقوط ولقد شذ البعض فتشبه بهن، ونسي هؤلاء أن المرأة لا تريد من هو مثلها ومن يخضع ويركع لها، إن المرأة لا تميل إلى الرجل الذي هو كالمرأة، وإنما تريد رجلا كامل الرجولة يعطيها ما تفقده من نفسها ومن بنات جنسها، وترى فيه السيد المطاع والآمر الحازم والرجل الشهم، إنها تريد رجلا قوي الدين قوي الشخصية يغار عليها ويدافع عنها ويوفر لها كل ما تريد، وهى بفطرتها تميل إلى الخضوع له والاستسلام لأمره، وإن الكفرة وقد ضلوا السبيل يريدون بنا أن نصير مثلهم، وبعد أن أفسدوا الضعيفات من النساء يحاولون إفساد شباب الإسلام والقضاء على ما لديهم من بقية من رجولة وحمية، ولكي نقضي على هذه الظاهرة الشاذة يجب أن نعود بالشباب إلى دين ربهم، حيث العفة والطهارة والإباء والرجولة، وما أكرم هذا الشباب الذي ينشأ على عبادة ربه، إنه يتأبى على كل هذه الإنحرافات ولا يأبه لها
وأما المرأة المترجلة فهي التي تتشبه بالرجال وتحاول أن تظهر بمظهرهم، فالرجل له ثيابه الخاصة به في هيئتها، وقد خلق الرجل للعمل والسعي والمشي في مناكب الأرض طلبا للرزق وابتغاء من فضل الله، فإذا لبست ثياب الرجل فقد تشبهت به واستحقت اللعنة، ولا ريب أن هذا الثوب تجعله بصورة تزيد في زينتها، وتزيد الرجال فتنة بها، وكثيرا ما يكون ضيقا ملتصقا بالجسم، فيبرز محاسنها ويصور أعضاءها تماما، وهذا يزيد الفتنة اشتعالا، ويزيد الرجال ضعفا وعجزا عن مقاومة إغراء المرأة، هذا وقد تقص شعرها من غير حاجة كما يقص الرجل، وقد تذهب في ذلك إلى الرجل يقصه ويصففه لها، وفي ذلك جرائم خلقية شتى لا يرضى بها صاحب مروءة وغيرة والمرأة شأنها القرار في البيوت والقيام بمصالح الرجال فيها، من تربية أولاد وإعداد طعام وتنظيف مسكن وثياب فإذا تركت بيتها كما يفعل الرجل وفرت إلى الشوارع والأسواق لغير ما حاجة، فقد تشبهت بالرجل، وإذا زاحمت الرجال بمنكبيها وتركت حياءها الفطري وراءها ظهريا سعيا وراء المال فقد تشبهت بالرجل، وهي بذلك تفر من مملكتها الكريمة، ومن عرشها المصون، وتترك البيت والأولاد للخدم والشوارع ودور الحضانة أو للأقارب والجيران، ولا ريب أن ذلك يؤدي إلى سوء أخلاق النشء، وفساد طباعهم لأنهم فقدوا حنان الأمومة الحقيقية ورعايتها وتربيتها، ولم تجن الأمة من جراء ذلك إلا الشر والضياع والانحلال والضعف، والحق أن أكرم شيء للمرأة أن تلزم بيتها وأن تقوم بحق زوجها وحق أولادها، فهذه المرأة هي العاملة الناجحة التي تؤدي لأمتها دورا جليلا لا يقوم به غيرها، وحسن قيام المرأة بهذه الواجبات يعدل ما للرجل من أعمال البر كالحج بعد الحج والجهاد والجمعة والجماعة، فهي تقوم بأقدس الأعمال وأشرفها وأنفعها، إذ توفر للرجل كل ما يعينه على أمور دينه ودنياه، وتربي للأمة الأجيال الصالحة، ومثل هذه المهمة جليلة وسامية، وهي تستغرق كل وقتها، ولا تجد فراغا لتستريح فيه من هذا العناء، فحق على الأمة أن تكافئ مثل هذه المرأة وأن تقدر لها جهدها، فإذا فقدت المرأة عائلها، وجب على الأمة أن تتعهدها وترعاها، وإذا لم تجد من يقوم بحاجتها، فلا بأس بأن تسعى على معاشها متأدبة بآداب الشريعة الغراء، من تصون، وتستر، وعدم اختلاط، أو اختلاء بالرجال، وأما خروجها لطلب المال من غير ما حاجة، فهو في الحقيقة ضار بالمرأة، وبالأسرة، وبالأمة، وإن العرف يسميها بالعاملة، وهي في الحقيقة هاربة عاطلة، لأنها تركت واجبها الملزمة به، لتجلس على المكتب، أو تبيع أو تأخذ ثمن ما يباع، لقد جعلوها سلعة تستهوي أنظار الرجال ليتعاملوا معها فتروج التجارة وهذا لا يليق وكرامة المرأة، كما أنها لا تقوى على تحمل أعباء العمل ومشاقه، لأن فطرتها غير مهيأة لذلك، وكثيرا ما تعجز عن عملها وتكله إلى غيرها من الرجال، لتشغل نفسها بما يخف عليها من طعام وشراب وقراءة مسلية ونحو ذلك، كما أنها لا تسلم من الرجال ولا يسلم الرجال منها وإن كانت غير متبرجة، ومروءة الرجل وغيرته لا تسمح له بأن تجلس زوجه بين الرجال تنظر إليهم وينظرون إليها، وتتحدث إليهم ويتحدثون إليها‍!
أضف إلى ذلك هذه الأموال الطائلة التي تقتطعها من أموال الأمة، وهي تنفق في غير ما حاجة أو مصلحة، إنما تبدد على أحدث ما في العصر من ثياب وزينة ومظاهر براقة، ولا تستفيد الأسرة من ذلك بقليل ولا كثير، ولقد كان الأولى بها أن تستقر في بيتها لتصلح من شأنه وتوفر ما تأخذ ليعطى للرجال الذين ينفقون على النساء والأولاد، ويكون ذلك سببا في خفة حدة كثير من مشاكل وسائل المواصلات وارتفاع الأسعار ومن الإنصاف أن نقول: إن المرأة وظيفتها في بيتها، ومهما جمعت من مال، ومهما بلغت من منصب وجاه، فإنها تحن إلى عش الزوجية وإلى حياة الأمومة وإلى تربية الأطفال، ولا يصرف بالها عن ذلك أي صارف،ومن الإنصاف أن نقول أيضا أن عمل المرأة خارج البيت يفقدها كثيرا من خصائص الأنوثة التي تجذب الرجال إليها، فالصوت تذهب رقته، والحياء يقل أو ينعدم - والحياء مفتاح الطهر والعفة والشرف للمرأة - و يجعلها تنظر إلى غير زوجها ممن يفوقه مالا أو جاها أو حسنا
ولضعف المرأة فقد قلدت الرجل وتشبهت به في كل شيء، حتى فيما يضر بالصحة ويذهب بالمال ويؤدي إلى نفرة الناس وكراهيتهم، ولقد رأينا بعض النساء من أهل الترف والغناء والتمثيل يشربن الدخان كما يشرب الرجال، ويعددن هذا من مظاهر المدنية الرقي، وما هو إلا انحطاط وهوى، وما أعظم المضار التي تترتب على الدخان حتى عده الكثير من العلماء حراما، وما أشد ندامة صاحبه عند الكبر ويوم القيامة، ولقد روى أبو هريرة قال: "لعن رسول الله (ص)الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل" ولم يكتف سيدنا رسول الله (ص)بزجر المتشبهين بالنساء ولبيان أنهم مطرودون من رحمة الله تعالى إن لم يتوبوا، بل أمر بإخراجهم من البيوت، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن النبي (ص)المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" قال: "فأخرج النبي (ص)فلانا وأخرج عمر فلانا" وقد أخرج (ص)أنجشة - وهو العبد الحبشي الأسود - وكان غلاما لنبي الله (ص)، وكان حسن الصوت وكان يحدو بأمهات المؤمنين ونسائهم "
قطعا ما نقله الشريف من روايات عن طرد المختثين والمترجلات من البيوت هو ضرب من الوهم فالتخنث والترجل جرائم عليها عقاب بالجلد أو القتل إن تكرر الأمر لأن الغرض من الجريمتين هو إفساد الخلاق مما يدخلهم فى حد الحرابة
ثم نقل الشريف الروايات التالية:
" وقد روى أبو داود بسنده عن أبي هريرة أن النبي (ص)أتي بمخنث خضب يديه ورجليه، فقيل: "يا رسول الله إن هذا يتشبه بالنساء"، فنفاه إلى النقيع فقيل: "ألا نقتله" فقال: "إني نهيت عن قتل المصلين"
الرواية لم تحدث لأن الخضاب محرم على الكل رجال ونساء لأنه تغيير لخلقة الله استجابة لقول الشيطان "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله" ثم قال:
"وعن أم سلمة أن النبي (ص)كان عندها وفي البيت مخنث فقال لعبد الله أخي أم سلمة: "يا عبد الله إن فتح لكم غدا الطائف فإني أدلك على بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: "لا يدخلن هؤلاء عليكن"
وكان هذا المخنث يدخل على نسائه (ص)ونساء الصحابة لأنه كان يعتقد أنه من غير أولي الإربة، أي ممن لا حاجة له في النساء، كما في حديث عائشة : "كان يدخل على أزواج النبي (ص)مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة" وإنما أبيح دخول من لا إربة له في النساء لأنه ليس كامل الذكورة وفيه نوع من الأنوثة، فلا يشتهي النساء إذا دخل عليهن، فلما سمع منه النبي (ص)هذا الكلام الدقيق في وصف محاسن النساء، علم أنه من أولي الإربة وأصحاب الميل إلى النساء، ولكنه يتستر ويخادع، ولقد وصف محاسن المرأة وعورتها بحضرة الرجال، وقد نهي أن تصف المرأة المرأة لزوجها خشية افتتانه بها فكيف إذا وصفها الرجل للرجل
ولقد ظهر أن هذا المخنث كان يطلع على ما لا يطلع عليه كثير من النساء من عوراتهن ومحاسنهن ولقد روي أنه وصف منها ما يستهجن ذكره ويفحش الاطلاع عليه، ولذلك منعه (ص)من الدخول على نسائه، ومنع نساءه من الظهور عليه لأنه له حكم الفحول من الرجال الراغبين في النساء، فقال (ص)"لا يدخل هؤلاء عليكن" والداخل كان واحدا، وهو المخنث، وإنما جمع إشارة إلى جميع المخنثين لما رأى من وصفه للنساء، ومعرفته ما يعرفه الرجال منهن، ويمنع كذلك حرصا على حرمة البيوت وصيانة لها، وحفاظا على العفة والفضيلة وحتى لا يروا النساء في زينتهن، فتحصل الفتنة والشهوة، ومنعا لمن يتظاهر بأنه لا إربة له في النساء وقد يكون في الحقيقة غير ذلك "
رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس