عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-05-2023, 07:24 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,016
إفتراضي

وبلغني عن امرأة كانت تبذل جهدها وراحتها وإجمام نفسها بل كانت أحيانا تضحي بساعات نومها لصالح إخوانها المسلمين في كل مكان، فكانت أحيانا تحيك الملابس طول ليلها إلى أن تنتهي منها قم تبيعها، وتأخذ من ثمنها ما يكفيها أما باقي المبلغ فتصرفه لصالح إخوانها المسلمين في أنحاء المعمورة.
ما الدافع لهم على ذلك:
أولا: طاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالله عز وجل كثيرا ما يحث عباده على البذل والصدقة والمواساة للمحتاجين والمساكين والأيتام والأرامل وكذلك النبي (ص)حيث قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة» .
ثانيا: النظر فيما أعده الله من ثواب في الدار الآخرة لأولئك الذين يبذلون أموالهم وأنفسهم في سبيل الله فهذا النظر يجعل المسلم يتطلع إلى التضحية تطلعه إلى الثواب فيتسابق إليها ولو كان هذا التسابق بين الولد ووالده.
وما هذا إلا لعلمهم أن كل من ينضوي تحت لواء الإسلام تتقلد في عنقه بيعة التضحية بالنفس والمال، وأن الله استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم إنها صفقة مشتراة المثمن فيها الأنفس والأموال التي هي هبة من الله وهو مالكها، والثمن لهذه الصفقة الرابحة هو الجنة، وما أدراك ما الجنة؟! فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيها ما تلذ به الأنفس وتقر به الأعين، وهو ثمن موعود به في جميع الكتب السماوية.
ثالثا: الجزاء من جنس العمل، فمن يفرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فإن الله يفرج بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة، وقد تكاثرت النصوص بهذا المعنى، فقد أخرج الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: «أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عرى كساه الله من خضر الجنة» وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود قال: «يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط، وأجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما كانوا قط فمن كسا لله كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه الله، ومن سقى لله سقاه الله، ومن عفا لله أعفاه الله»"
والحديثان الأخيران باطلان والخطأ فى الأول منهما الكسوة من خضر الجنة فقط مع وجود ملابس من الحرير كما قال تعالى ط ولباسهم فيها حريرا"
والثانى أن الله يفزع المسلمين فى القيامة بالجوع والعطش والعرى والتعب وهو ما يخالف أنهم آمنون من كل ضرر أو شر كما قال تعالى :
" وهم من فزع يومئذ آمنون"

ونقلت نوال من بطون الكتب عن ابن رجب التالى:
"ويقول ابن رجب: إن كرب الدنيا بالنسبة إلي كرب الآخرة لا شيء، فيدخر الله جزاء تنفيس الكرب عنده لينفس به من كرب الآخرة. ويدل على ذلك قول النبي (ص)«يحشر الناس حفاة عراة غرلا، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، الرجال والنساء، ينظر بعضهم بعضا؟ فقال: الأمر أشد من أن يهمهم» .
وكما قال النبي (ص)«يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم» ."
والخطأ هو وجود الناس كفار ومسلمين فى الرشح لأنصاف الآذان يوم القيامة ويخالف هذا أن المسلمون آمنون من الفزع مصداق لقوله تعالى "وهم من فزع يومئذ آمنون "كما أن الشمس غير موجودة فى القيامة لتبديل السموات والأرض بغيرهم كما أن الإنسان لو صفى كل ما فى جسمه من ماء لن يبلغ ركبتيه إطلاقا فكيف يبلغ العرق الآذان؟
وتحدثت عن أهوال القيامة وكونها لا تطاق فقالت:
"وكرب القيامة أشد من أن توصف وكما قال الله تعالى:
{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} ومن الأدلة على أن الجزاء في الآخرة من جنس العمل في الدنيا قول الله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا} ....... فماذا كان جزاؤهم؟ {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا * متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} ."
وتحدثت فى النهاية عن وجوب قيام المسلمين بالوقوف إلى جانب بعضهم البعض بأى شىء حتى ولو كان الكلام فقالت:
"وأخيرا ...
فإننا إذا تأملنا حال أمتنا الإسلامية نلاحظ أن المسلمين في أنحاء كثيرة من الأرض يعيشون في ظل الجهل والجوع والفقر والمرض في أحوال بائسة من الحروب والكوارث مما يندى له الجبين ويدمى له القلب.
والملايين من المسلمين في أنحاء المعمورة، كثير منهم يعيشون كلاجئين إما في بلدانهم أو في بلدان مجاورة فمسكنهم الخيام وفراشهم الأرض اليابسة، أما الطعام فلا يجدون إلا النزر اليسير وقد يعدم الطعام عندهم وتنتشر في مخيماتهم الأمراض والأوبئة وينشأ أطفالهم بلا تعليم.
وبما أننا نحن المسلمين مأمورون بالعمل لنصرة ديننا على شتى الأصعدة وفي كل مجال وبما أن هذه المصائب والبلاءات نزلت بإخواننا المسلمين فإن نصرة المسلمين المظلومين ومساعدة المحتاجدين والوقوف إلى جانبهم في مصيبتهم وتفريج كربهم وقضاء حوائجهم وتعليمهم أمور دينهم من أهم ما ينبغي أن نعمله نحن المسلمين، وذلك لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه وتحقيقا لمبدأ الأخوة الإيمانية التي أوجبها الله عز وجل.
هذا والله نسأل أن يفرج كرب المكروبين. ويزيل هم المهمومين وأن ينصرهم على أعدائهم الظالمين اللهم آمين ..."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس