عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-11-2009, 05:51 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي اللباس فى الإسلام

اللباس فى الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله ،وبعد :
هذا كتاب اللباس فى الإسلام .
اللباس لكل الأنواع :
من المعلوم أن الله جعل لكل نوع من المخلوقات لباس يرتديه وهو يختلف باختلاف النوع فمن الألبسة الشعر للماعز والصوف للغنم والوبر للإبل وهذه الألبسة تتصف بالتالى :
-أنها ألبسة نامية بمعنى أنها مستمرة فى الوجود عن طريق الطول حتى يأذن الله بموتها عن أى طريق من طرق موتها .
-أنها ألبسة مستمرة طوال الحياة والمراد أن المخلوق لا يفقد لباسه مهما مر عليه الزمان إلا نادرا وهو حالة المرض الجلدى .
-أنها ألبسة تقوم بوظائف متعددة منها تغطية العورة والحماية من الحر والبرد ومما ينبغى قوله أن كل الأنواع لها ألبسة بما فيها النباتات والإنسان له لباس كبقية خلق الله ولكنه لباس يغاير ألبسة الأنواع الأخرى فى التالى :
-أن لباسه يتبدل كله ويتغير .
-أن لباسه من مواد مختلفة من الأنواع الأخرى .
-أن لباسه ليس جزء من جسمه .
ويجب علينا أن نعلم التالى :
أن الأصل فى الإنسان اللباس وليس العرى للتالى :
-أن آدم (ص)وزوجه كانا يعيشان دون عرى وإنما وهم يرتدون لباس معين يغطى عوراتهم بدليل أنهما لما ارتكبا خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة ظهرت لهما عوراتهما بعد أن كانت مختفية عنهم .
-أن الله وعد آدم (ص)ألا يعرى فى الجنة ما دام يعمل بأمره فقال له كما بسورة طه "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ".
-أن الله أنزل على أبناء الأبوين لباس أى ريش لتغطية العورات عند هبوطهما من الجنة وفى هذا قال بسورة الأعراف "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ".
لباس الأبوين :
ألبس الله الأبوين فى الجنة لباسا كان الغرض منه تغطية عورة كل منهما ويمكننا أن نقول أنه كان حريرا لأن الحرير هو لباس المسلمين بالجنة وفى هذا قال بسورة الحج "ولباسهم فيها حرير "وقد بين الله لهما أن الجنة ليس فيها كل من الجوع وهو الرغبة فى الأكل والعرى وهو إنكشاف العورات والظمأ وهو العطش والضحى وهو المرض وفى هذا قال بسورة طه "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى "
وقد بين الله أن هذه الأشياء تكون معدومة طالما عملا على تنفيذ الأمر بعدم الأكل من الشجرة المحرمة .
اللباس وإنكشاف عورة الأبوين :
لقد وسوس الشيطان وهو الشهوة للأبوين وكان سبب الوسوسة هو أن الشيطان وهو الشهوة أرادت أن يبدو أى يظهر للأبوين ما ورى من سوءاتهم أى ما خفى من عوراتهم وهذا يعنى أن العورة تنقسم لقسمين :
الأول الجزء المورى أى المخفى والثانى الجزء البادى أى الظاهر وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما ورى عنهما من سوء اتهما "وقد أفلح الشيطان فى نزع أى خلع لباس الأبوين من على الأجزاء الخفية من عوراتهما وقد طالبنا الله بألا يفعل الشيطان وهو شهوات أنفسنا كما فعل بأبوينا وفى هذا قال بسورة الأعراف "يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ".
اللباس هو الأصل :
لما استمع الأبوين لكلام الشيطان وهو شهوات أنفسهم ذهبا للشجرة فأكلا من ثمارها وكانت النتيجة هى بدو السوءات أى ظهور العورات لهما وكان رد الفعل منهما هو الخجل والحياء من انكشاف العورات ومن ثم حاولا إخفاء العورات عن بعضهما فعملا على قطع أوراق من شجر الجنة ووضعوها على عوراتهم التى كانت خفية عنهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة "والمستفاد من هذا النص هو أن الأصل فى الإنسان أن يكون على عورته التى يجب إخفاءها لباس يخفيها عن أعين الناس بدليل أن الأبوين خجلا من أن يرى كل منهما عورة الأخر التى كانت مخفاة ووجوب إخفاء العورة التى أخفاها الأبوين بدليل أن الأبوين عملا على إخفاء العورة بالطريقة التى وجداها وهى التغطى بورق الشجر .
أسباب خلق الله اللباس :
1-تغطية العورة أى بتعبير القرآن موارة السوءة وفيها قال بسورة الأعراف "يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ".
2-وقاية الإنسان من الحر وبما أن الضد يدل على الضد فإنه يقى من البرد وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر" .
3-الوقاية من بأس الإنسان وهو أذى السلاح الذى يخترعه الناس وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ".
4-التحلى وهو التجمل وقد وردت الوظيفة مشار لها بقوله بسورة النحل "وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ".
اللباس وعورة الإنسان :
خلق الله اللباس لموارة الجزء الذى ينبغى أن يخفى عن أنظار الأخرين والإنسان كله عورة بمعنى أن العورة تشمل الجسم كله وتنقسم العورة لجزئين :
1-يجب موارته أى إخفائه عن طريق اللباس ويدل على وجوده قوله بسورة الأعراف "ليبدى لهما ماورى عنهما من سوءاتهما "أى ليظهر لهما ما خفى عنهما من عوراتهما ومن هنا نستطيع أن نقول أن السوءة بعضها خفى وبعضها ظاهر .
2-يباح كشفه أى إظهاره لأنظار الأخرين والدليل على وجوده قوله بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها "أى ولا يظهرن جسمهن إلا ما أبيح منه.
مما يصنع اللباس؟
يصنع اللباس الدنيوى من مواد مخلوقة تنتجها أنواع أخرى ومن هذه المواد :
أصواف الأغنام وأوبار الإبل وأشعار الماعز وفى هذا قال بسورة النحل "ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين "والأثاث وهو الملابس والمعنى ومن أصواف الأنعام وأوبارها وأشعارها ملابسا ومنافعا إلى وقت معلوم والمستفاد من القوم هو أن الملابس لها عمر تنتهى فيه ويتم تصنيع اللباس عن طريق الغزل وهو إعطاء النسيج قوة عن طريق لحمه ببعضه بطرق معينة وقد ذكر هذا بقوله بسورة النحل "ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا "وتصنع الملابس من المعدن بدليل تصنيع داود (ص)السابغات من الحديد وذلك للحماية من بأس وهو أذى الناس وفى هذا قال بسورة سبأ "وألنا له الحديد أن اعمل سابغات ".
تقسيمات اللباس:
تنقسم الملابس لأنواع حسب أساس التقسيم ومن هذه التقسيمات :
1-تنقسم الملابس للتالى :
أ‌-ملابس الوقاية من الحر وبما أن الضد يدل على الضد فهناك ملابس للوقاية من البرد ويمكن تسميتها ملابس المناخ .
ب‌-ملابس الوقاية من بأس الإنسان وهى الملابس التى تحمى من خطر السلاح الذى يضربه به الإنسان الأخر وقد ورد هذا التقسيم بقوله بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم "وأساس التقسيم هو السؤال مما تقى الملابس ؟
2-تنقسم لنوعين :
أ-ملابس مخفية للعورة وفيها قال تعالى بسورة الأعراف "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ".
ب-ملابس متبرجة وهى الملابس الكاشفة للعورة التى يجب أن تخفى وفيها قال بسورة الأحزاب "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ".
أحكام اللباس:
1-يجب على كل من الزوجات وهن زوجات النبى (ص)وبناته ونساء المؤمنين إدناء الجلابيب عليهن أى إرخاء الجلابيب على أرجلهن والمراد تطويل الجلابيب حتى تغطى السيقان تماما والسبب أن يعرفن فلا يؤذين أى أن يعلمن فلا يصل لهن ضرر أى عقاب على الكشف لبعض العورة التى يجب إخفائها وفى هذا قال بسورة الأحزاب "يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ".
2-أن القواعد من النساء وهن النساء اللاتى لا يرغبن فى الزواج بعد الطلاق أو الترمل ليس على أى منهن عقاب إذا فعلت الأتى وضعت ثيابها غير متبرجة بزينة أى خففت ملابسها غير مظهرة لعورة وهذا يعنى أن لباس المرأة يتكون من ثوبين :الأول تحتى والثانى فوقى وكل منهما ساتر للعورة التى يجب إخفائها والمرأة القاعدة لها أن تخلع الثوب الفوقى على شرط أن يكون الثوب التحتى مغطى ومخفى لعورتها وقد بين الله للقاعدة أن الأفضل هو الاستعفاف وهو الإبقاء على الثوبين معا وفى هذا قال بسورة النور "والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خيرا لهن ".

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس