عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-04-2023, 07:55 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,014
إفتراضي

السوءة: العورة
شرع آدم وزوجته في ستر ما ظهر من سوءاتهما بسبب أكلهما من الشجرة، فألصقا عليهما من ورق الجنة والشيطان اللعين كان يعلم مسبقا أن الأكل من الشجرة سيؤدي إلى كشف العورة
{فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما {20} (الأعراف)
{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطآن لكما عدو مبين {22}} (الأعراف) فما كان جوابهما إلا الإقرار بالذنب وطلب المغفرة والرحمة {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين {23}} (الأعراف)
وجاء الأمر الإلهي لهما بالهبوط إلى الأرض {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين {36}} (البقرة)"
وكل هذا الكلام عن إبليس لا أصل فالله لا يعاقب على عمل الغير وإنما يعاقب على عمل النفس فالوسوسة حدثت من شهوات نفس الأبوين بدليل أن الله قال :
" فعصى آدم ربه فغوى"

وتحدث عن توبة آدم(ص) وزوجه فقال :
"وتضرع آدم إلى ربه الغفور الرحيم أن يغفر له ويتوب عليه فأوحى الله إليه بكلمات يقولهن {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هوالتواب الرحيم {37}} (البقرة) وفي آية أخرى {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى {122}} (طه)
ومما ينبغي التأكيد عليه هنا أن آدم أكل من الشجرة ناسيا الأمر الإلهي وليس متعمدا، فهو لم يكن في حالة يستوعب فيها أمر الله و نهيه، بدليل قوله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما {115} (طه) قال ابن عباس: (نسي) هنا من السهو والنسيان، أي الكلمة بمعناها الحقيقي وليست مؤولة بالترك مجازا وقال الحسن البصري: والله ما عصى آدم قط إلا بالنسيان ولذا فآدم لم يكن مؤاخذا فيما صدر منه"
ونفى الرجل تعمد ألأكل عن آدم(ص) هو نفى لقوله وتكذيب لقوله تعالى :
"فعصى آدم ربه فعوى"

ثم كيف يكونا ناسبا والوسوسة تقول" ما نهاكما ربكما هذه الشجرة" فهذا تذكير صريح له بالحرمة التى تعمد عصيانها
وتحدث عن رسولية آدم(ص) فقال :
"هل كان آدم نبيا ورسولا؟
آدم هواول نبي باتفاق العلماء، واختلف في رسالته فغالب العلماء على أنه نبي ورسول، لأن الله خاطبه دون واسطة وأمره و نهاه وأحل له وحرم عليه
و ذهب آخرون إلى نفي رسالته لما ورد في حديث الشفاعة: «أن الناس يذهبون إلى نوح ويقولون: أنت أول رسل الله إلى الأرض» "
ونص القرآن واضح فى كون الرجل نبى أى رسول (ص) من نزول الوحى عليه فى الأرض ليبين له الحق من الباطل أى الهدى من الضلال وهو قوله تعالى :
"فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ثم اجتباه ربه وتاب عليه وهدى والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
وتحدث عن ابنى آدم(ص) القاتل والقتيل فقال :
"ابنا آدم: قابيل و هابيل
كانت حواء تحمل في كل بطن توأمين: ذكرا وأنثى، وقد شرع الله لآدم أن يزوج كل ذكر من بطن من الأنثى من بطن آخر، ولا يزوج الذكر بالأنثى من بطن واحدة فأراد هابيل أن يتزوج بأخت قابيل وكانت أخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه , أمره آدم أن يزوجه إياها فأبى قائلا: أنا أحق بأختي، فأمرهما آدم أن يقربا قربانا فمن تقبل قربانه أخذ تلك الأخت فقرب هابيل جذعة سمينة-وكان صاحب غنم- فقدم أجود ما عنده، و قدم قابيل حزمة من زرع رديء - وكان صاحب زرع - فقدم أسوأ ما عنده، فنزلت نار أكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب قابيل وهدد أخاه بالقتل، فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين وفي نهاية المطاف سولت له نفسه قتل أخيه واصبح بذلك من الخاسرين قال تعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين {27} لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين {28} } (المائدة) وورد في الحديث: «لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل» "
هذه الحكاية لا أصل لها فى كتاب الله فلم يذكر الله أن سبب النزاع الخلاف على زواج ألخوات وإنما ذكر أن الخلاف كان على من المتقى لله كما قال :
"إنما يتقبل الله من المتقين"
وأنهى الكتاب بحديث طويل لا أصل له فقال :
"حديث هام
ثمة حديث طويل إسناده قوي ينطوي على عدة فوائد حول سيدنا آدم، رأيت من المناسب أن أذكره على حدة أخرج ابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - -: «لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة - إلى ملأ منهم جلوس- فسلم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: هذه تحيتك و تحية بنيك بينهم، وقال الله جل وعلا - ويداه مقبوضتان -:اختر أيهما شئت فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته، فقال: أي رب، ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوءهم - أو من أضوئهم لم يكتب له إلا أربعين عاما قال: يا رب، ما هذا؟ قال: هذا ابنك داود، وقد كتب الله عمره أربعين سنة، قال: أي رب، زده في عمره، قال: ذلك الذي كتبت له، قال: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك اسكن الجنة، فسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها وكان آدم يعد لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت و قد كتب لي ألف سنة، قال: بلى ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود»
والحديث باطل والخطأ فيه إعلام أدم(ص)بعمره وهوالف سنة وهويخالف أن لا أحد يعرف موعد موته وفى هذا قال تعالى :
"وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت"
ولو عرف أحد موعد موته لعمل الذنوب وفعل ما يحلو له إذا كان قبل موته بسنة أو شهر عمل صالحا ليدخل الجنة ومن ثم لن يدخل النار أحد وهو ما لا يقوله عاقل
وتحدث عن موت آدم(ص) فقال :
"وفاة آدم
عاش آدم- كما مر بنا آنفا في الحديث السابق- ألف عام إلا ستين عاما كان وهبها لابنه داود وأما عن قبره فقيل: دفن بالهند، وقيل: دفن بمكة في غار أبي قبيس، وقيل غير ذلك ولم أقف على خبر صحيح بهذا الخصوص
وذكر الرجل فى النهاية العبر من القصة فقال :
"العبر والعظات من قصة آدم
- إن الله كرم بني آدم وشرفهم بأمور عدة
- يجب على الإنسان أن يكون على ذكر من أنه خلق من التراب وإليه سيكون مرجعه
- إن على الإنسان أن يحذر من مكايد الشيطان ووساوسه ويتخذه عدوا له
- إن الإنسان مجبول على الخطأ والنسيان وهو مخلوق ضعي
- لا يجوز للإنسان إذا وقع في الخطيئة أن يقنط من رحمة الله تعالى ولا ييأس من مغفرته"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس