عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-11-2009, 03:03 PM   #20
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
Lightbulb الحلقة الثالثة

3
...كلما طوت السيارة المسافة المؤدية إلى (الجحيم) كلما زادت آلام ظهري المقوس بعنف وخفقان قلبي الضعيف ومغص أمعائي...استحضرت بضع آيات كريمة وأحاديث نبوية عن القضاء والقدر علها تهدأ من روعي ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك. باب القضاء والقدر. أعظم أبواب العقيدة التي تجعل القلب مطمئنا على الدوام....

توقفوا للحظة ... نشطت حاستي الخفية... محطة الأداء على الطريق السيار بمدينة بوزنيقة... تخيلت القابض واجم الوجه الجالس خلف الزجاج كروبو صامت يرفع الحاجز الملون بالأبيض والأحمر بضغطة زر بعد الأداء طبعا. ترى كم يكسبون في اليوم ثمنا لاستعمال زفت الحكومة المخوصص هو الآخر ككل شيء في هذه البلاد... زادت سرعتهم... زادت آلامي... تجاوزتهم ناقلة, أو لم تفسح لهم الطريق للتجاوز.

خمنت أنها شاحنة يقودها بدوي عنيد بشارب مكسيكي. فتحوا قواميس السب والشتم والكلام الساقط. طبعا وكعادتهم أم المسكين لم تنج من وعيد بنكاحها. هي لازمتهم دائما " والله لأفعل في أمك يا ابن العاهرة " أمهات الناس إحدى عقدهم التي اكتشفت سببها وأنا في سراديبهم ( ودت الزانية لو زنت نساء العالمين. وود ابن الزنى لو أن الناس كلهم كذلك) كنت كلما استعطفت أحد كلابهم هناك لعل قلبه يحن
"الله يخلي لك اميمتك آلحاج"

كان يغضب وكأنني أنكأ جرحا غائرا فيه فيزيدني جلدا وهو يلعن أمه قائلا " قلت لك يا كلب أنني ابن قحبة لا أم لي وجدوني قدام باب مسجد, لا أريد أن أسمع منك هذا مرة ثانية, مفهوم...!!!

أنزل أحدهم زجاج النافذة تيار هواء قوي ..." تنحى يا ابن العاهرة "
ترى لو لم أكن معهم ما الذي كانوا سيصنعونه بالمسكين؟ّ! يستطيعون فعل كل شيء, الأرض أرضهم, والبشر يعتبرونهم كعبيد في ضيعاتهم خلقوا للخدمة...ربما أشبعوه صفعا ولكما وسحبوا رخصة سياقته.

هذا أقل ما يمكن أن يصنعونه به حتى لا يتجرأ على تجاوز أو مضايقة سيارات الحكومة وهي تؤدي مهامها على الطرقات في تفان... أما إن كان من صنف المواطنين الذين يتشبثون بحقهم ويحاولون التصدي والدفاع عنه أمام الجبروت فالتهمة جاهزة لأمثال هذا الصنف الذي يلقبونهم بساخني الرؤوس

تهمة من لا تهمة له في هذه البلاد عقوبتها مابين ثلاث وست سنوات يسمونها زورا وظلما وجبروتا المس بالمقدسات أي المس بالاحترام الواجب للملك. كثيرون من التقيتهم داخل السجن ساقوهم بهذه التهمة يكفي أن يشير لك مقدم حي أمي. أو جار ناقم حاسد. لتجد نفسك خلف الأسوار تفني زهرة شبابك بهذه التهمة الغبية. حتى المرأة لم يرحموها والتي خانها التعبير حين مثلت أمام القاضي وسألها عن سبب نشوزها من زوجها فأجابت

" أنه مجرد عاطل عن العمل بطال يضل في البيت واضعا رجلا على الأخرى كالملك لا شغل ولا مشغلة " فنالت على كلماتها تلك خمس سنوات فقط. لأنها قللت الإحترام الواجب.

فيما رب العزة وملك الملوك يسب نهارا جهارا بالليل والنهار بلا حسيب ولا رقيب. قال لي ولغيري الكلاب مرارا " لو نزل ربكم الذي تعبدونه إلى هذه الأرض لفعلنا فيه ... " تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
__________________





آخر تعديل بواسطة أوان النصر ، 30-11-2009 الساعة 03:20 PM.
أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس