عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-01-2019, 11:05 AM   #5
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

"ألم تر أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون "المعنى ألم تعلم أن الرب يطيعه من فى السموات والأرض والطيور له مطيعات كل قد عرف دينه أى حكمه والرب خبير بما يصنعون ،يسأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله يسبح أى يسجد له مصداق لقوله بسورة الرعد"ولله يسجد من فى السموات والأرض "والمراد يطيعه من فى الكون والطير صافات أى مسبحات أى مطيعات ؟والغرض من السؤال إخباره أن المخلوقات تطيع حكمه ويبين له أن كل قد علم صلاته أى تسبيحه والمراد كل مخلوق قد عرف دينه وهو أحكام شرع الله ويبين له أنه عليم بما يفعلون أى أنه خبير بالذى يصنعون فى الدنيا لقوله بسورة النور "إن الله خبير بما يصنعون "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير "المعنى ولله ميراث السموات والأرض وإلى الله المرجع ،يبين الله لنبيه (ص)أن له ملك أى حكم أى "لله ميراث السموات والأرض "كما قال بسورة الجاثية وإلى الله المصير وهو المرجع مصداق لقوله بسورة هود"إلى الله مرجعكم "والمراد إلى جزاء الله عودتكم بعد الموت .
"ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار "المعنى ألم تعلم أن الرب يدفع بخارا ثم يوحد بينه ثم يخلقه طباقا فتشهد المطر يطلع من مصفاته ويسقط من السحاب من جبال فيها من ثلج فيعطيه لمن يريد ويبعده عن من يريد يكاد نور برقه يخطف العيون ،يسأل الله نبيه (ص) ألم تر أى تعرف أن الله يزجى سحابا أى يدفع بخارا ثم يؤلف أى يوحد بينه ثم يجعله ركاما أى طبقات فترى الودق يخرج من خلاله أى فتشهد المطر ينزل من خرومه وينزل من السماء أى ويسقط من السحاب من جبال أى مرتفعات فيها من برد أى ثلج فيصيب به من يشاء أى فينزله على من يريد ويصرفه عن من يريد والمراد ويبعده عن من يحب ويكاد سنا برقه يذهب بالأبصار أى يريد ضوء ناره أن يخطف نور العيون والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)بالتالى أن الله يكون السحاب وينهيه فى المراحل التالية :إزجاء السحاب وهو دفع بخار الماء لأعالى الجو ،التأليف أى التوحيد بين ذرات البخار ،الركام وهو ضم الذرات المتوحدة بعضها إلى بعض ،بعد ذلك الودق يخرج من خلال السحاب والمراد تنزل قطرات الماء من خروم مصفاة السحاب وفى حالة أخرى يصبح السحاب جبال أى مرتفعات عظيمة العلو والحجم فينزل الله منها البرد وهو الثلج الصغير وهذا المطر والبرد يصيب الله به من يشاء أى ينزله على من يريد من الخلق ويصرفه عن من يشاء أى ويمنعه عن من يريد من الخلق ،وسنا برق السحاب وهو ضوء نار السحاب يفعل التالى يكاد يذهب بالأبصار أى يهم يخطف العيون أى يريد إزالة قدرة العيون على الإبصار والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار "المعنى يغير الله الليل والنهار إن فى التغيير لآية لأهل العقول ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يقلب أى يغير الليل والنهار وفى هذا التغيير عبرة أى آية مصداق لقوله بسورة آل عمران "إن فى ذلك لآية "لأولى الأبصار وهم أهل العقول وهى النهى مصداق لقوله بسورة طه "لأولى النهى " .
"والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شىء قدير "المعنى والله أنشأ كل مخلوق من ماء فمنهم من يتحرك على بطنه ومنهم من يتحرك على طرفين ومنهم من يتحرك على أربع ينشىء الرب ما يريد إن الرب لكل أمر فاعل ،يبين الله لنبيه (ص)أنه خلق كل دابة من ماء والمراد أنه أنشأ أى جعل كل حى من الماء مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "والدواب منهم من يمشى على بطنه والمراد منهم من يزحف على بطنه وهى تطلق على أى عدد من الأرجل يزيد على الأربع ومنهم من يمشى أى يسير على رجلين أى طرفين مثل الإنسان ومنهم من يمشى أى يسير على أربع مثل الأنعام والله يخلق ما يشاء والمراد ينشىء ما يريد من الخلق مختلفى هيئة المشى وهو على كل شىء قدير والمراد وهو لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج "فعال لما يريد "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم "المعنى لقد أوحينا أحكام واضحات والرب يدخل من يريد إلى جنة دائمة ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أنزل آيات مبينات أى أوحى أحكام مفهومات ليطيعوها والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم والمراد والرب يدخل من يريد إلى جنة دائمة بسبب طاعتهم لآياته .
"ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين "المعنى ويزعمون صدقنا بحكم الرب والنبى (ص)واتبعنا ثم يعرض جمع منهم من بعد قولهم وما هم بالمصدقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن فريق من الناس يقولون آمنا والمراد صدقنا بوحى الله المنزل على الرسول (ص)وأطعنا أى واتبعنا حكمه مصداق لقوله بسورة آل عمران "ربنا آمنا بما أنزلنا واتبعنا الرسول "ولكن الذى حدث بعد ذلك أى بعد قولهم هذا هو أن فريق منهم يتولى أى يعرض أى يخالف الوحى وفسر هذا بأنهم ما هم بالمؤمنين أى المصدقين بحكم الله .
"وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا مذعنين "المعنى وإذا نودوا إلى حكم الرب ونبيه (ص)ليقضى بينهم إذا جمع منهم متولون وإن يكن لهم النفع يجيئوا له طائعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن هذا الفريق المنافق إذا دعوا إلى الله ورسوله والمراد إذا طُلبُوا إلى تحكيم كتاب الرب المنزل على نبيه (ص)مصداق لقوله بسورة آل عمران "يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم "أى ليفصل أى ليقضى بينهم فى مشاكلهم إذا فريق منهم معرضون والمراد إذا جمع منهم رافضون لحكم الرب لأنهم يعرفون أنه ضد مصلحتهم مع عدالته وإن يكن لهم الحق وهو النفع وهو الشىء المتنازع عليه فإنهم يأتوا إلى الرسول (ص)مذعنين أى فإنهم يجيئوا إلى المبعوث راضين طائعين لحكمه والخطاب وما بعده للنبى(ص)
"أفى قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون "المعنى هل فى نفوسهم علة أم شكوا أم يخشون أن يظلمهم الرب ونبيه (ص)بل أولئك هم الكافرون ؟يسأل الله أفى قلوبهم مرض والمراد هل فى نفوسهم علة أى ارتابوا أى شكوا فى وحى الله أى يخافون أن يحيف الله ورسوله عليهم والمراد هل يخشون أن يجور الرب ونبيه (ص)عليهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن هذا الفريق فى نفوسهم مرض هو الريبة وهى خوفهم من ظلم الله لهم ويصفهم الله بأنهم هم الفاسقون أى الكفرة مصداق لقوله بسورة عبس "أولئك هم الكفرة الفجرة ".
"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون "المعنى إنما كان رد المصدقين إذا نودوا إلى كتاب الرب ونبيه (ص)ليقضى بينهم أن يقولوا سمعنا أى علمنا وأطعنا أى واتبعنا وأولئك هم الفائزون ،يبين الله لنبيه (ص)أن قول المؤمنين وهو رد المصدقين بحكم الله إذا دعوا إلى الله ورسوله والمراد إذا نودوا إلى طاعة كتاب الرب المنزل على نبيه (ص)ليحكم أى ليقضى بينهم فى قضاياهم هو سمعنا أى علمنا الحكم وأطعنا أى ونفذنا الحكم أولئك هم المفلحون أى "فأولئك هم الفائزون "كما قال بالآية التالية وهم داخلوا الجنة .
"ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون "المعنى ومن يتبع حكم الرب ونبيه (ص)أى يخاف عذابه أى يتبعه فأولئك هم المرحومون ،يبين الله لنبيه (ص)أن من يطع الله ورسوله والمراد من يتبع حكم الرب ونبيه (ص) وفسره بأنه يخش الله أى يخاف عذاب الله فيتبع حكمه لقوله بسورة الإسراء "ويخافون عذابه "وفسره بأنه يتقه أى يطيع حكمه فأولئك هم الفائزون أى "وأولئك هم المفلحون "كما قال بالآية السابقة والخطاب وما قبله وما قبله وما بعده للنبى(ص) .
."وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون "المعنى وحلفوا بالرب قدر طاقتهم لئن أوصيتهم ليذهبن قل لا تحلفوا اتباع معلوم إن الرب عليم بما تصنعون،يبين الله لنبيه (ص)أن الفريق المنافق أقسموا بالله جهد أيمانهم أى حلفوا بالرب قدر استطاعتهم وهذا يعنى أنهم حلفوا مرات كثيرة فقالوا لئن أمرتنا لنخرجن والمراد لئن أوصيتنا يا محمد لنجاهدن ويطلب الله منه أن يقول لهم طاعة معروفة أى إتباع معلوم والمراد أن طاعتكم لنا جميلة وهو أسلوب استهزاء لأن طاعتهم ظاهرية والمراد إذا كان لهم منفعة فى الطاعة فعلوها وإن لم يكن لهم منفعة فإنهم لا يطيعون ويقول إن الله خبير بما تعملون والمراد إن الرب عليم بالذى تفعلون مصداق لقوله بنفس السورة "والله عليم بما يفعلون ".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس