عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-02-2012, 11:05 AM   #166
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

5- عَنْ

عن: لها ستة معانٍ:


أ- المجاوزةُ والبُغدُ، وهذا أصلُها، نحو: (سرتُ عن البلدِ. رَغِبتُ عن الأمر. رَمَيت السهمَ عن القوس).

ب- معنى (بَعد)، نحو: (عن قريبٍ أزُورُكَ)، قال تعالى: {عمّا قليلٍ لَتُصبحُنَّ نادمين}، وقال: {لَتركبُنَّ طَبَقاً عن طبَقٍ}، أي: حالاً بعدَ حالٍ.

ج- معنى (على) كقولهِ تعالى: (ومَن يَبخَلْ فإنما بَبخَلُ عن نفسه)،أي عليها، ومنه قول الشاعر:


لاَهِ ابنُ عَمِّكَ! لاَ أُفْضِلْتَ في حَسَبٍ

عَنِّي. وَلا أَنتَ دَيَّاني فَتَخُزُوني

د- التَّعليلُ، كقولهِ سبحانه: {وما نحنُ بتاركي آلهتِنا عن قولك}، أي: من أجل قولك، وقولهِ: {وما كان استغفارُ إبراهيمَ لأبيهِ إلا عن مَوعِدةٍ وعَدَها إيّاهُ}.


هـ- معنى (مِن) كقوله سبحانه: {وهو الذي يَقبَلُ التَّوبةَ عن عبادهِ}، وقولهِ:

{أُولئكَ الذين يَتقبّلُ عنهم احسنَ ما عَمِلوا}، أَي: منهم.

و- معنى البَدَل كقولهِ تعالى: {واتَّقوا يوماً لا تجزي نَفسٌ عن نَفسٍ شيئاً}، أَي: بَدل نفس، وكحديثِ: (صومي عن أُمك)، وتقولُ: (قُمْ عني بهذا الأمر)، أَي: بَدَلي.


واعلم أنَّ (عن) قد تكونُ اسماً بمعنى (جانِبٍ)، وذلك إذا سُبقت بِمن، كقول الشاعر:


فَلَقَدْ أَراني لِلرِّماحِ دَريئَةً

مِنْ عَنْ يَميني تارَةً وِشمالي

وقول الآخر:


وَقُلْتُ: اجعَلي ضَوْءَ الفَراقِدِ كُلِّها

يَميناً. وَمَهْوى النَّجْمِ مِنْ عَنْ شِمالِكِ

6- عَلَى


على: لها ثمانيةُ مَعانٍ:


أ- الاستعلاءُ، حقيقةً كان، كقولهِ تعالى: {وعليها وعلى الفُلكِ تُحمَلونَ}، أو مجازاً، كقولهِ: {وفَضّلناهم بعضَهم على بعض}، ونحو: (لفلانٍ عليَّ دَينٌ).

والاستعلاءُ أصلُ معناها.

ب- معنى: (في)، كقوله تعالى: (ودخلَ المدينةَ على حين غَفلةٍ من أهلها) أي:

في حين غفلة.
ج ـ معنى (عن) كقول الشاعر:

إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ

لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضَاها

أي: إذا رضِيت عني.


د- معنى اللام، التي للتعليل، كقوله تعالى: {ولتُكَبّروا اللهَ على ما هداكم}، أي (لهِدايتهِ إيّاكم)، وقولِ الشاعر:

عَلامَ تَقولُ: الرُّمْحُ يُثْقِلُ عاتِقي
إِذا أَنا لَمْ أَطعنْ، إذا الخَيْلُ كَرَّتِ

أي: لِمَ تقول؟


هـ- معنى (مَعَ)، كقولهِ تعالى: {وآتَى المالض على حُبّهِ}، أي: معَ حُبهِ، وقولهِ {وإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفرةٍ للناسِ على ظُلمهم}، مع ظُلمهم.


و- معنى (من)، كقولهِ سبحانَهُ: {إذا اكتالوا على الناسِ يَستَوفونَ} أي: اكتالوا منهم.


ز- معنى الباءِ، كقولهِ تعالى: {حَقيقٌ عليَّ أن لا أقولَ إلاّ الحق}، أي: حقيقٌ بي، ونحو: (رمَيتُ على القوس)، أي: رميتُ مستعيناً بها، ونحو: (اركبْ على اسمِ الله)، أي: مستعيناً به.


ح- الاستدراكُ، كقولكَ: (فلانٌ لا يدخلُ الجنةَ لِسوءِ صنيعهِ، على أنهُ لا يَيأسُ من رحمة اللهِ)، أي: لكنَّهُ لا ييأسُ. ومنه قولُ الشاعر:


بِكُلِّ تَداوَينا. فَلَمْ يَشْفِ ما بِنا

عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ

عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنافعٍ

إِذا كانَ مَنْ تَهْواهُ لَيْسَ بِذي وُدِّ

وقولُ الآخر:


فَوَاللهِ لا أَنسى قَتيلاً رُزِئتُهُ

بِجانِبِ قَوْسى ما بَقيتُ عَلى الأَرضِ

عَلى أنَّها تَعْفو الْكُلومُ، وإِنَّما

نُوَكَّلُ بالأَدنى، وَإِنْ جَلَّ ما يَمْضِي

وإذا كانت للاستدراك، كانت كحرف الجر الشبيهِ بالزائد، غيرَ متعلقة بشيءٍ، على ما جنحَ إليه بعضُ المحقّقينَ.


واعلم أنَّ (على) قد تكونُ اسماً للاستعلاء بمعنى (فَوْق)، وذلك إذا سُبِقتْ بِمِنْ كقوله:


(غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ

بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها)

أي من فوقه، وتقولُ: (سقطَ من على الجبل).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس