عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2012, 10:57 AM   #163
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


11- المُنادَى الْمَنْدوب

النُّدبةُ: هي نداءُ المُتفجَّعِ عليه أو المُتوجَّعِ منه، نحو: (واسَيّداه!. واكَبِداه!).

ولا تُستعملُ لنداءِ المندوب من الأدواتِ إلا (وَا). وقد تُستعملُ (يا)، إذا لم يَحصُلِ التباسٌ بالنداء الحقيقي.


ولا يجوز في النُّدبةِ حذفُ المنادَى ولا حذفُ أداتهِ.


وللمنادَى المندوب ثلاثةُ أوجه:


أ- أن يُختَم بألفٍ زائدةٍ لتأكيد التَّفجُّعِ أو التوجُّع، نحو: (واكَبِدَا!).

[وا: حرف نداء للندبة. كبدا: منادى مندوب، نكرة مقصودة، مبني على ضم مقدر، منع من ظهوره الفتحة العارضة لمناسبة الألف الزائدة لتأكيد الندبة]

ب- أن يُختَم بالألفِ الزائدة وهاءِ السَّكتِ، نحو: (واحُسَيناه).

(وأكثر ما تزاد الهاء في الوقف فان وصلت حذفتها، إلا في الضرورة، كقول المتنبي: (واحرّ قلباهُ ممن قلبه شبِمُ). ولك حينئذ أن تضمها، تشبيهاً لها بهاء الضمير. وان تكسرها على أصل التقاء الساكنين. وأجاز الفرّاء إثباتها في الوصل مضمومة أو مكسورة من غير ما ضرورة).

ج- أن يبقى على حاله، نحو: (واحُسينُ!).


ولا يكونُ المنادى المندوبُ إلا معرفةً غيرَ مبهَمةٍ. فلا يندَبُ الاسمُ النكرةُ، فلا يقال: (وَا رجلُ!)، ولا المعرفةُ المُبهمَة - كالأسماءِ الموصولة وأسماءِ الإشارة - فلا يقال: (وامَنْ ذهبَ شهيدَ الوفاءِ!)، إلا إذا كان المُبهمُ اسمَ موصولٍ مُشتهرِاً بالصّلة، فيجوزُ، نحو: (وا مَنْ حَفرَ بِئرَ زمزمَ).


12- المُنَادى المُرَخَّم


التَّرخيمُ: هو حذفُ آخرِ المنادى تخفيفاً،، نحو: (يا فاطمَ). والأصلُ: (يا فاطمةُ).

والمنادى الذي يُحذفُ آخرُهُ يُسمّى (مُرَخمّاً).

ولا يُرخَّمُ من الأسماءِ إلا اثنان:


أ- ما كان مختوماً بتاءِ التأنيث، سواءٌ أكان عَلَماً أو غيرَ عَلَم، نحو: (يا عائشَ. يا ثِقَ. يا عالِمَ)، في (عائشةَ وثِقَةٍ وعالمةٍ).


ب- العَلمُ لمذكَّرٍ أو مؤنثٍ على شرط أن يكونَ غيرَ مركَّبٍ، وأن يكون زائداً على ثلاثة أحرفٍ، نحو: (يا جَعفَ. يا سُعا)، في (جعفرٍ وسعادَ).


(فلا ترخم النكرة، ولا ما كان على ثلاثة أحرف ولم يكن مختوماً بالتاء، ولا المركب. فلا يقال: (يا إنسا)، في (إنسان)، لأنه غير علم، ولا (يا حسَ)، في (يا حسن)، لأنه على ثلاثة أحرف، ولا مثل: (يا عبدَ الرحمن). لأنه مركب. وأما ترخيم (صاحب) في قولهم (يا صاحِ)، مع كونه غير علم، فهو شاذّ لا يقاس عليه).


ويُحذَفُ للتَّرخيم إمّا حرفٌ واحدٌ، وهو الأكثر، كما تقدّم، وإمّا حرفانِ، وهو قليل. فتقول: (يا عُثَم. يا مَنْصُ)، في (عُثمانَ ومنصورٍ).


ولك في المنادى المرخَّمِ لغتانِ:

أ- أن تُبقيَ آخرَهُ بعدَ الحذفِ على ما كان عليه قبلَ الحذف - من ضَمَّةٍ أو فتحةٍ أو كسرةٍ - نحو: (يا منصُ. يا جعفَ. يا حارِ)[في منصور وجعفر وحارث]. وهذهِ اللغةُ هي الأولى والأشهرُ.


ب- أن تُحرّكهُ بحركة الحرف المحذوف، نحو: (يا جَعفُ. يا حارُ).


(وتسمى اللغة الأولى: (لغة من ينتظر)، أي: من ينتظر الحرف المحذوف ويعتبره كأنه موجود. ويقال في المنادى حينئذ: أنه مبني على ضم الحرف المحذوف للترخيم. وتسمى اللغة الأخرى: (لغة من لا ينتظر)، أي: من لا ينتظر الحرف المحذوف، بل يعتبر ما في آخر الكلمة هو الآخر فيبنيه على الضم).


13- أَسْماءُ لازَمَتِ النِّداءَ


منها: (يا فُلُ، ويا فُلَةُ)، بمعنى. يا رجل، ويا امرأةُ، و (يا لُؤمانُ) أي: يا كثيرَ اللؤم، و (يا نَوْمانُ)، أي: يا كثيرَ النَّومِ. وقالوا (يا مَخبَثانُ، ويا مَلأمانُ، ويا مَلكَعانُ، ويا مَكذَبانُ، ويا مَطيَبانُ، ويا مَكرَمانُ). والأنثى بالتاءِ. وقالوا في شتم المذكَّرِ: (يا خُبَثُ، ويا فُسَقُ، ويا غُدَرُ، ويا لُكَعُ). وكلُّ ما تقدَّم سَماعيٌّ لا يقاسُ عليهِ. وقاسهُ بعضُ العلماء فيما كان على وزنِ (مَفعَلان). وقالوا في شتم المؤنث: (يا لَكاعِ، ويا فَساقِ، ويا خَباثِ). ووزنُ (فَعالِ) هذا قياسيٌّ من كل فعلٍ ثلاثيٍّ.

[الملكعان: اللئيم. وهو مأخوذ من لكع يلكع لكعاً، بوزن فرح يفرح فرحاً، أي: لؤم وحمق. و (لُكع ولكاع) من هذه المادة ومعناها. ويقال: لكع عليه الوسخ، أي لزمه ولصق به]

وما ذُكرَ من هذه الأسماءِ كلّها لا يستعملُ إلا في النداءِ، كما رأيتَ. وأما قولُ الشاعر:


أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ، ثُمَّ آوِي

إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُهُ لَكاعِ

فضرورةٌ، لاستعمالهِ (لكاعِ) خَبراً، وهي لا تُستعملُ إلا في النداءِ.


14- تَتمَّةٌ

في كلامِ العربِ ما هو على طريقةِ النداءِ ويُقصَدُ به الاختصاصُ لا النداءُ، وذلك كقولهم: (أمّا أنا فأفعلُ كذا أيّها الرجلُ)، وقولهم: (نحن نفعلُ كذا أيُّها القومُ)، وقولهم: (اللهمَّ اغفرْ لنا أيَّتُها العِصابة). فقد جعلوا (أيّا) معَ تابعها دليلاً على الاختصاص والتوضيح. ولم يُريدوا بالرجل والقوم إلا أنفسَهم. فكأنهم قالوا: (أما أنا فأفعلُ كذا متخصّصاً بذلك من بين الرجال، ونحن نفعلُ كذا متخصّصينَ من بين الأقوام. واغفر لنا اللهمَّ مخصوصينَ من بينِ العصائب).



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس