عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-06-2011, 12:14 PM   #134
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(129)
أولاً : تكرار وحدة صوتية معينة هي "وحدة الإيقاع"التي تتألف مما عرف في العروض العربي باسم "التفاعيل"، وتتألف التفعيلة من توالي مجموعة من السواكن والحركات على نحو معين ، قد تكون وحدة الإيقاع تفعيلة واحدة ، وقد تتركب من أكثر من تفعيلة على نحو ما سنرى ، ومن تكرار هذه الوحدة يتولد الإيقاع الموسيقي الأساسي في القصيدة ،ولا يسمح في تكرار هذه الوحدة إلا بتنويع محدود ومنضبط ينظمه ما عرِفَ في العروض العربي باسم "الزحاف والعلل "وهذا التنويع المسموح به لا يترتب عليه تغيير جوهري في بنية وحدة الإيقاع .
ثانيًا : تكرار عدد معين من وحدات الإيقاع يؤلف بدوره وحدة موسيقية جديدة مركبة هي "البيت" الذي يتألف من عدد من التفاعيل أو وحدات الإيقاع لابد من التزامه في كل بي على امتداد القصيدة .
ثالثًا :تكرار صوت معين أو مجموعة من الأصوات -الساكنة والمتحركة- في نهاية كل بيت ، بحيث يلتزم هذا الصوت بعينه -أو هذه الأصوات بعينها-في آخر أبيات القصيدة كلها ، وهذه هي" القافية".
رابعًا : وهذا نوع ثانوي من التكرار ليس في أهمية الأنواع الثلاثة السابقة وصرامتها ، وهو الالتزام بتكرار صيغة محددة من صيغ التفعيلة الأخيرة في البيت -وهذه التفعيلة تسمى "الضرب"- فإذا جاءت هذه التفعيلة في البيت الأول على صيغة معينة -سواء أكانت صحيحة أو معتلة- وجب أن تلتزم هذه الصيغة بعينها طوال القصيدة ،بخلاف الزحافات التي تعرض لصيغ التفعيلة في حشو البيت فإنها لا تلتزم.
فإذا ما قرأنا مثلاً أبيات الشريف الرضي التالية :
ولقد مررت على ديارهمو
وطلولها بيد البلى نهب ُ
فوقفت حتى ضج من لغب
نضوى،ولج بعذلي الركبُ
وتلفتت عيني ، فماخفيت
عني الطلول تلفّت القلب ُ(116)
وجدنا الشاعر يلتزم هذه الأنواع الأربعة من التكرار :
فهو يلتزم أولاً بتكرار "وحدة الإيقاع"المؤلفة من تفعيلة واحدة هي "متفاعلن"طوال الأبيات .
_____________
(116):الشريف الرضي(أبو الحسين بن طاهر) :ديوان الشريف الرضي.المطبعة الأدبية:بيروت1307هـ-1\145
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس