عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-09-2020, 01:45 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي

وهى ليست بحجة لأن الآية ليس بها دليل واحد على إسلامهم وإنما أكدت على كونهم الكتابيين من قبل المسلمين وفى هذا قال تعالى " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم"
ولو كان المقصود من أمنوا أى أسلموا من الكتابيين لذكر الله هذا كما قال "ولو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون"وقال "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون كتاب الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين"
وطالما لم يذكر إيمانهم أى إسلامهم فالكفار منهم المقصودين ثم ذكر حجة فريق أخر من الشيعة وهى أن المراد بالطعام الألبان والحبوب وأمثالهم فقال :
"وقال الباقون من أصحابنا إن ذكر طعام أهل الكتاب في هذه الآية يختص بحبوبهم والبانهم وما شاكل ذلك دون ذبائحهم بما قدمنا ذكره من الدلائل وشرحناه من البرهان لاستحالة التضاد بين حجج الله تعالى والقرآن ووجوب خصوص الذكر بدلائل الاعتبار وهذا كاف لمن تأمله "
وهى ليست حجة لأن كلمة طعام دالة على كل أصناف الأكل لعدم التحديد فيها ولو اعتبرنا صحة الحجة وهى ليست حجة أساسا فمعنى هذا أن ذبائح المسلمين ليست مباحة لليهود والنصارى
وطرح المفيد سؤال هل تحريم الشيعة للذبائح قائم على أخبار أم الحجج السابقة وأجاب بوجود روايات عن الأئمة فى التحريم وذكر بعضا منها فقال :
"سؤال فإن قال قائل خبروني عما ذهبتم إليه من تحريم ذبائح أهل الكتاب أهو شيء تأثرونه عن أئمتكم من آل محمد أم حجتكم فيه ما تقدم لكم من الاعتبار دون السماع من جهة النقل والأخبار "
"جواب قيل له عمدتنا في ذلك أقوال أئمتنا الصادقين من آل محمد (ص)ص وما صح عندنا من حكمهم به وان كان الاعتبار دليلا قاطعا عند ذوي العقول والأديان فإنا لم نصر إليه من ذلك دون ما ذكرناه من الأثر ووصفناه فإن قال فإنني لم أقف من قبل على شيء ورد من آل محمد في هذا الباب فاذكروا جملة من الروايات فيه لأضيف مفهومه إلى ما قد استقر عندي العلم به من دليل القرآن على ما رتبتموه من الاستدلال قيل له أما إذا آثرت ذلك للبيان فإنا مثبتوه لك والله الموفق للصواب
أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه وابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه جميعا عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال سئل الصادق جعفر بن محمد عن ذبيحة الذمي فقال لا تأكلها سمي أم لم يسم أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله قال أتاني رجلان أظنهما من أهل الجبل فسألني أحدهما عن الذبيحة يعني ذبيحة أهل الذمة فقلت في نفسي والله لأبرد لكما على ظهري لا تأكل
قال محمد بن يحيى فسألت أنا أبا عبد الله ع عن ذبيحة اليهود والنصارى فقال لا تأكل

أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن شعيب العقرقوفي قال كنت عند أبي عبد الله ع ومعنا أبو بصير واناس من أهل الجبل يسألونه عن ذبائح أهل الكتاب فقال لهم أبو عبد الله ع قد سمعتم ما قال الله عز وجل في كتابه فقالوا له نحب أن تخبرنا أنت فقال لا تأكلوها قال فلما خرجنا من عنده قال لي أبو بصير كلها فقد سمعته واباه جميعا يأمران بأكلها فرجعنا إليه فقال لي أبو بصير سله فقلت جعلت فداك ما تقول في ذبائح أهل الكتاب فقال أليس قد شهدتنا اليوم بالغداة و سمعت قلت بلى قال لا تأكلها فقال لي أبو بصير كلها و في عنقي ثم قال سله ثانية فسألته فقال لي مثل مقالته الأولى لا تأكلها فقال لي أبو بصير سله ثالثة فقلت لا أسأله بعد مرتين واخبرني عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن الحسين بن المنذر قال قلت لأبي عبد الله إنا قوم نختلف إلى الجبل والطريق بعيد بيننا و بين الجبل فراسخ فنشتري القطيع والاثنين والثلاثة فيكون في القطيع ألف و خمسمائة والف و ستمائة والف و سبعمائة شاة فتقع الشاة والاثنتان والثلاثة فنسأل الرعاة الذين يجيئون بها عن أديانهم فيقولون نصارى فأي شيء قولك في ذبائح اليهود والنصارى فقال لي يا حسين هي الذبيحة والاسم لا يؤمن عليه إلا أهل التوحيد ثم إن حنانا لقي أبا عبد الله ع فقال إن الحسين بن المنذر روى عنك أنك قلت إن الذبيحة لا يؤمن عليها إلا أهلها فقال ع إنهم أحدثوا فيها شيئا قال حنان فسألت نصرانيا فقلت أي شيء تقولون إذا ذبحتم فقال نقول باسم المسيح أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحسين بن عبد الله بمثل معنى الأول و عنه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحسين بن عبد الله قال اصطحب المعلى بن خنيس و عبد الله بن أبي يعفور في سفر فأكل أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى فامتنع الآخر من أكلها فلما اجتمعا عند أبي عبد الله أخبراه بذلك فقال أيكما الذي أبى فقال المعلى أنا فقال له أحسنت
أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال قال له رجل أصلحك الله إن لنا جارا قصابا فيجيء بيهودي فيذبح له حتى يشتري منه اليهود فقال لا تأكل من ذبيحته ولا تشتري منه
و بهذا الإسناد عن محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن قتيبة الأعشى قال سأل رجل أبا عبد الله ع وانا عنده فقال له الغنم يرسل فيها اليهودي والنصراني فيعرض فيها العارض فيذبح أ نأكل ذبيحته فقال أبو عبد الله ع لا تدخل ثمنها مالك ولا تأكلها فإنما هو الاسم ولا يؤمن عليه إلا مسلم فقال له الرجل فما نصنع في قول الله تعالى اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم فقال أبو عبد الله ع كان أبي يقول إنما هي الحبوب
و بهذا الإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال سألت أبا عبد الله ع عن ذبائح أهل الكتاب قال فقال والله ما يأكلون ذبائحكم فكيف تستحلون أكل ذبائحهم إنه هو الاسم ولا يؤمن عليها إلا مسلم
و بهذا الإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن سماعة عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر قال سألته عن ذبيحة اليهود والنصارى فقال لا تقربوها

فهذه جملة مما ورد عن أئمة آل محمد ص في تحريم ذبائح أهل الكتاب قد ورد من الطرق الواضحة بالأسانيد المشهورة و عن جماعة بمثلهم في الستر والديانة والثقة والحفظ والأمانة يجب العمل و بمثلهم في العدد يتواتر الخبر و يجب العمل لمن تأمل و نظر واذا كان هذا هكذا ثبت ما قضينا به من ذبائح أهل الكتاب والحمد لله"
ثم ذكر المفيد وجود بعض روايات قليلة نادرة تبيح تلك الذبائح فقد عللها الرجل بالتقية فقال:
"فأما من تعلق من شذاذ أصحابنا في خلاف مذهبنا بما رواه أبو بصير وزرارة عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن ذبيحة أهل الكتاب فأطلقها فإن لذلك وجهين أحدهما التقية من السلطان والإشفاق على شيعته من أهل الظلم والطغيان إذ القول بتحريمها خلاف ما عليه جماعة الناصبية و ضد لما يفتي به سلطان الزمان ومن قبله من القضاة والحكام والثاني
ما رواه يونس بن عبد الرحمن عن معاوية بن وهب قال سألت أبا عبد الله ع عن ذبائح أهل الكتاب فقال لا بأس إذا ذكروا اسم الله عز وجل وانما أعني منهم من يكون على أمر موسى و عيسى فاشترط عليه الاسم وقد بينا أن ذلك لا يكون من كافر لا يعرف المسمى ومتى سمى فإنه يقصد به إلى غير الله جل و عز ثم إنه اشترط أيضا فيه أتباع موسى و عيسى وذلك لا يكون إلا لمن آمن بمحمد (ص) واتبع موسى و عيسى ع في القبول منه والاعتقاد لنبوته وهذا ضد ما توهمه المستضعف من الشذوذ والله الموفق للصواب"

ومن ثم فالمسألة على قسمين :
الأول الذبائح مباحة إذا تليت عليها آيات صحيحة من اسم الله وهو التوراة أو الإنجيل ولا وجود لتلك الآيات إلا نادرا فى الكتب الحالية ولا يعرفها أحد من النصارى واليهود حاليا وكلمة بسم الله هى من الوحى
الثانى الذبائح محرمة لعدم ذكر اسم الله الصحيح عليها عند الذبح
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس