عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-10-2010, 02:25 PM   #1
عين العقل
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لـ عين العقل
 
تاريخ التّسجيل: May 2010
الإقامة: مصر
المشاركات: 616
Arrow تعريف عام بالشريعه الإسلاميه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


ثم أما بعد...


ما هو معنى الشريعه؟


الشريعه هى ما بينه الله عزوجل لعباده وأوضحه لهم من الدين وتطلق الشريعه على أصول العقائد ، ومن ذلك قوله عزوجل "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك وما وصينا به موسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى اليه من يشاء ويهدى اليه من ينيب" الشورى الايه 13
وتطلق الشريعه على سائر الأعمال التى أمر بها الله تعالى بها عباده كالصلاه والصيام والزكاه وغيرها من الفرائض
ومن ذلك قوله تعالى " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "
سورة الجاثيه الايه 18
فالشريعه طريقه واضحه مبينه يلتزمها أهلها .


ما هو مصدر التشريع الاسلامى؟


التشريع الإسلامى له مصدر أصلى واحد وهو الوحى هذا الوحى منه متلو وهو القرآن الكريم قال تعالى " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك .." المائده الأيه 49



وهناك وحى غير متلو وهو سنة النبى صلى الله عليه وسلم قال تعالى "... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" الحشر الا يه 17


وهناك للتشريع الإ سلامى ما يسمى بالمصادر التابعه وهى تابعه ، لانها تعتمد على المصد را لأصلى وهو الوحى وهذه المصادر التابعه تعتنى بالأحكام التى تحتاج الى بذل الجهد وإعمال العقل والعلم لاستنباطها وهذا الاستنباط يحتاج الى فهم عميق لتحقيق مقاصد الشرع ، لانها أحكام لا تتضح لعوام المسلمين بمجردلأطلاع على الكتاب والسنه ، ويقصد بعمق الفهم بالفقه ،
والفقه كلمه تطلق على مجموع الأحكام العمليه كالطهاره والوضوء كالصلاه والصوم والزكاه وغيرها وتسمى العبادات وكالربا والبيع وأحكام النكاح والطلاق وغيرها وتسمى المعاملات.


والفقيه هو الذى تتوفر فيه إتقان علوم الدين حتى صار أهلا لهه المهمه قال تعالى " وما كان المؤمنون لينفروا كآفة فلولا نفر من كل فرقه منهم طائفه ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"التوبه الايه 122



وعندما يستنبط الفقهاء الأحكام الشرعيه من نصوص الكتاب والسنه يقال : انهم استندوا الى المصدر الأصلى للتشريع .
وعندما يستعملون العلم والفقه لإستنباط الأحكام الشرعيه فيما لا نص فيه لتحقيق مقاصد الشريعه ، يقال : انهم استندوا الى المصادر التابعه أو الفرعيه.


وللعلماء طرق مخصوصه لاستنباط أحكام فيما لم رد نص صريح فيه، مثال صراحة وعدم جواز قول أف للأبوين ولا يجوز لنا ننهرهما قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"
لكن الفقهاء يقولون بتحريم ضربهما قياسا على قول أف والنهر لأنهم مشتركين فى علة الإيذاء بل إن الإيذاء بالضرب أشد من قول أف ونهرهما مع العلم أن الضرب لم يذ كر فى الآيه وهذا ما يسمى بالقياس.


وهكذا تتعدد المصادر الفرعيه للتشريع وهى المصادر التابعه لهذا النسق وهى مهمه لاستنباط الأحكام التى تحقق مقاصد الشريعه فى الأمور التى لم يرد فيها نصوص ومن ثم كانت أهمية الفقه والعلم والإجتهاد.


مقاصد الشريعه الاسلاميه:
تهدف الشريعه الإسلاميه الى درء المفاسد وتجنبها ، كما تقصد الى رعاية المصالح وتحصيلها
درء "دفع " المفسده:

المفسده قد تكون فى الدنيا بضرر يقع ، وقد تكون المفسده مجرد إنتقاص أو خلل بنال من المصلحه ويهددها و فى الآخره تكون المخافة فوات النجاة أو النعيم

رعاية المصالح :
تهدف الشريعه الاسلاميه الى تحقيق أقصى الخير للعباد لذلك فأحكمها تهدف الى حفظ المصالح وتحصيلها ورعايتهاوالمصلحه فى الشريعه الإسلاميه شامله ، فهى لا تقتصر على ما تستقيم به الحياه الدنيا لكن المصلحة تسع الدنيا والآخره ، وتشمل الماده والروح ، وتوازن بين الفرد والمجتمع ، وبين الطبقه والأمه وبين المصلحه القوميه الخاصة والمصلحه الإنسانية العامه ، وبين مصلحة الجيل الحاضر ومصلحة الأجيال المستقبله.

والمصلحه المراد حفظها قد تكون ضرورة من الضروريات أو حاجه من الحاجات ، وقد تكون المصلحه تحسينا من التحسينات ، و لا يعنى ذلكأن حفظ الضرورات واجب وأن مراعاة التحسينات نفل،فتتحقيق أى مرتبه من المصالح قد تكون بنفل .

الضرورات : هى حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل ، فشرع الجهاد والعبادات وأحكام الرده لحفظ الدين ، وشرع القصاص والديات لحفظ النفس ، وشرع تحريم الخمر لحفظ العقل ، وشرع حد الزنى وأحكام النظر والخلوة لخفظ النسل وشرع حد السرقه لحفظ المال .

وأما الحاجيات : فهى التى لا تكون الحكم الشرعى فيها لحماية أصل من الأصول الخمسه السابقه بل يقصد للإحتياط أو دفع الحرج والمشقه مثل تحريم بيع الخمر لكيلا يسهل تداولها ومثل اباحة كثير من العقود كالمزارعه والمرابحه والوكاله لحاجة الناس إليها.

وأما التحسينات:
فهى أمور لا تحقق أصل الضروريات ولا تكون للإحتياط لهاولكنها ترفع المهابه وتحفظ الكرامه فى سبيل حفظ الضروريات الخمسه وذلك لحماية الدعاوى الباطله والسب ،فالسب لا يهدد أصل الحياه و لا يهدر حاجه من حاجيتها لكن منعه صياته للنفس مما يمس كمالها وبشينها.

منهج الشريعه الإسلاميه فى تحقيق مقاصدها:

لشريعة الاسلام منهج متفرد فى سعيها إلى درء المفاسد ورعاية المصالح ومنهجاها بتركز على :

1- تقديم درء المفسده على جلب المنفعه :
من تمام المصلحه والمنفعه مطابقة حدود الكعبه التى بنى ابراهيم عليه السلام البيت لأول مرة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحجم عن إعادة الكعبه الى صورتها الأولى لما خاف من تغير قلوب الناس وهم مازلوا حديث عهد بالجاهليه

2- التوفيق بين المصالح:

أحيانا تتعارض المصالح ، فمثلا مصلحة المرأه تقتضى عدم السماح لزوجها الأ يتزوج عليها ومصلحة الرجل قد تكون فى إطلاق حريته للزواج من أى عدد من النساء شاء وقد تستدعى مصلحة المجتمع أن يسمح له بتعدد الزوجات ، وأما النصارى فقد غلبوا مصلحة المرأه على مصلحة الرجل فمنعوا التعدد، وأما البهود فقد غلبوا مصلحة الرجل فأبحوا له الزواج بأى عدد من النساء ، وأما شريعة الإسلام فإنها أباحت للرجل الزواج بعدد محدود من النساء بشرط أن يعدل بينهن ، وبذلك وفقت الشريعه بين مصالح الرجال والنساء فى المجتمع.

3- تفويت أدنى المنفعتين:

الإنسان مصلحه ومنفعه فى حفظ حياته ونفسه وسلامة بدنه وللإنسان أيضا مصلحه ومنفعه فى حفظ دينه ، فإذا وُضع المسلمون فى خيار بين بقاء دينهم أو إتلاف حياتهم أو أبدانهم فإن المسلم يقبل على الجهاد والإستشهاد حرصا على حفظ السلامه والمنفعه الأعلى وهى حفظ الدين وإن فاتته تلك الأدنى وهى حفظ النفس.

4- تحمل الضرر الأصغر دفعا للضرر الأكبر:

الرضا بارتكاب أخف الضررين من المقاصد التى تحقق مقاصد الشريعه وقد أنكر بن تيميه على صاحبه" نهييه التتار عن معاقرة الخمرلأنهم إن أفاقوا أعملوا القتل والسلب والسبى" المرجع إعلام الموقعين (2/15)

يستكمل

بإذن الله
__________________

اللهم جنبنا لفتن ماظهر منها وما بطن


لا تجعل الإختلاف فى الرأى يفسد للود قضيه
عين العقل غير متصل   الرد مع إقتباس