عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-07-2023, 08:15 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,011
إفتراضي

روى البخاري ومسلم ـ رحمهما الله ـ في صحيحيهما من طريق زينب بنت أم سلمة وربيبة النبي (ص)عن أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي (ص)قالت دخل علي رسول الله (ص) فقلت له هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟ فقال أفعل ماذا؟ قلت تنكحها، قال أو تحبين ذلك؟ قلت لست لك بمخلية، وأحب من شركني في الخير أختي، قال فإنها لا تحل لي قلت فإني أخبرت أنك تخطب درة بنت أبي سلمة قال بنت أم سلمة؟ قلتنعم، قال لو أنها لم تكن ربيبة في حجري، ما حلت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن
في هذا الموقف عدد من المسائل والفوائد، منها:
أولا بيان ما كان للنبي (ص)من المحبة والإجلال والتقدير في نفوس زوجاته، فقد ملك قلوبهن وتعلقن به وقد بلغ من حب أم حبيبة وإجلالها لرسول الله (ص)ما يبينه ما أورده أهل السير من خبر أبي سفيان لما قدم المدينة النبوية في مهمة رسمية قبل إسلامه وذلك في مدة الهدنة بين قريش والمسلمين، وفي غضون ذلك، زار بنته أم حبيبة زوج النبي (ص) فلما جاءها، أراد الجلوس على فراش رسول الله (ص) فما كان منها إلا أن طوته عنه، فقال أبو سفيان يا بنية، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عني؟، قالت بل رغبة بالفراش عنك! فإنه فراش رسول الله (ص) وأنت رجل مشرك نجس، كذا أورد أهل السير ما هذا معناه..
ثانيا أخت أم المؤمنين أم حبيبة المذكورة في الحديث والتي أرادت خطبتها للنبي هي عزة بنت أبي سفيان ما نبه لهذا بعض أهل العلم
ثالثا في الموقف ما يدل على مشروعية عرض المرأة على الرجل الصالح من قبل وليها أو من ينصح لها، ومن تبويبات الإمام البخاري على هذا الحديث المذكور قوله باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير
رابعا قول النبي (ص)لأم حبيبة أو تحبين ذلك جوابا واستفهاما لعرضها عليه الزواج بأختها، فيه التعجب من كونها تطلب أن يتزوج غيرها مع ما طبع عليه النساء من الغيرة
لكن هذه الغيرة انمحت، وتجاوزتها أم حبيبة بمقايستها المصالح
خامسا قول أم حبيبة هذا أحب من شركني في الخير أختي قيل المراد بالخير هو صحبة رسول الله (ص)المتضمنة لسعادة الدارين..
سادسا قول أم حبيبة فإني أخبرت أنك تخطب درة بنت أبي سلمة وفي رواية قالت فإنا نحدث ، وفي رواية بلغني ، وفي رواية قالت فوالله إنا لنتحدث ، وفي رواية فو الله لقد أخبرت
رابعا ولعل سائلا يقول كيف عرضت أم حبيبة أختها ليتزوجها رسول الله (ص)مع أن من المعلوم لدى كل مسلم ومسلمة تحريم الجمع بين الأختين، هل خفي عليها ذلك أم ماذا؟
فيقل إن هذا العرض من أم حبيبة كان قبل نزول آية التحريم، وهو قوله تعالى في شأن من يحرم الزواج بهن من النساء {وأن تجمعوا بين الأختين}
وقيل بل كان بعد نزول الآية، ولكن ظنت أم حبيبة أن من خصائص النبي (ص)أن له الجمع بين الأختين، بناء على ما بلغها من عزم الرسول (ص)على الزواج ببنت زوجته درة بنت أم سلمة، وهي تعلم أن ذلك غير جائز، فكأنها قالت إن كان للرسول أن يفعل ذلك، فهي خصوصية، لأن تحريم الزواج ببنت الزوجة على التأبيد، وأما تحريم الزواج بأخت الزوجة فمحصورة في الجمع فقط، وهذا أخف وليكن من الخصائص بطريق الأولى
فأجابها النبي (ص)بأن ذلك لا يحل، وأن الذي بلغها من ذلك ليس بحق، وأنها تحرم عليه من جهتين هذا معنى ما ذكره الحافظ ابن حجر
ثامنا في قول المصطفى (ص) لو أنها لم تكن ربيبة في حجري ما حلت لي، إنها ابنة أخي من الرضاعة المعنى لو افترض عدم كونها بنت زوجة أم سلمة، أو أن الرسول (ص)لم يتزوج أم سلمة، فإنها من جهة ثانية محرمة بالنظر لكون أبيها أخا للرسول (ص)من الرضاعة، فكان (ص) عمها بالرضاعة فكيف يتزوجها؟!..
تاسعاقول النبي (ص) إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأباها ثويبة
نبه أهل العلم ونصوا على مراضع رسول الله (ص) فأول ما استرضع (ص) لدى ثويبة المذكورة هنا، ثم أرضعته وحضنته حليمة السعدية نحوا من أربع سنين، ويالسعادتها
أما ثويبة فقد أرضعته أياما"
وحكاية أم حبيبة لا تتفق مع كتاب الله فمن تزوجهن الرسول(ص* فى المدينة لم يكن من بينهن واحدة من بنات أبو سفيان فكلهن أينات عمه وخاله وعماته وخالاته كما قال :
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى"
وحتى الهجرة للجبشة روايات كاذبة فرغم اشتهار الحكايات واشتهار النجاشى فى الروايات إلا أن الله لم يذكر تلك الحوادث مع أنه ذكر حوادث أقل شأنا فى القرآن
وتحدث عن تعامل النبى (ص) مع زوجاته فقال :
"التعامل بين الزوجين
مع مقتطف بهيج من بيت النبوة، وذكر ما فيه من فوائد ودروس وعبر
ونستهله بما رواه أبو داود وغيره بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة قالت دخل علي رسول الله (ص)فرأى في يدي فتخات من ورق وهي خواتم كبيرة من فضة يتختم بها النساء فقال (ص) ما هذا يا عائشة؟ فقلت صنعته أتزين لك يا رسول الله، قال أتؤدين زكاتهن؟ قلت لا، أو ما شاء الله، قال هو حسبك من النار "
الرواية ظاهرة الكذب فمن أين لعائشة أن تمتلك خواتم الورق والرجل كمل تقول الروايات الكاذبة فقير ؟
فإن كانت الخواتم مهر فلا زكاة فى المهر لأنه ملكية خاصة للمرأة يجوز لها وحدها التصرف فيها برضاها كما قال تعالى :
وأتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا"
والرواية تخبرنا أن الزوج أخر من يعلم والعياذ بالله أن زوجته تمتلك خواتم
وقد بنى الشايع فوائد على الرواية الكاذبة فقال :
هذا الحديث فيه بيان لجانب من الحياة البيتية للنبي (ص) وقد تضمن عددا من المسائل والفوائد، ومن ذلك:
* فيه بيان ما كانت عليه أم المؤمنين عائشة من الحرص على مراعاة جانب النبي (ص) وألا يجد منها إلا كل جميل وطيب، ولذا كانت تحرص على أن تتزين لرسول الله (ص)بما جرت عادة النساء أن يتزين به
وفي هذا تنبيه للمتزوجات أن يحرصن على التزين لأزواجهن بما أباح الله، وكان من نصيحة أم المؤمنين لامرأة سألتها عن التزين للزوج أن قالت أميطي عنك الأذى، وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة، وإذا أمرك فتطيعينه، وإذا اقسم عليك فأبري به، ولا تأذني في بيته لمن يكره رواه عبد الرزاق في المصنف وبالجملة، فالذي ينبغي على المسلم والمسلمة أن يراعيا ويعتنيا بالنظافة الشخصية والهيئة الحسنة والرائحة الطيبة
وقد يغفل بعض الناس عن هدي النبي (ص)في محبته الرائحة الحسنة الطيبة في الجسد واللباس، فقد كان (ص) يكره أن يجد منه أحد رائحة كريهة، ولذلك فإنه (ص)لما أكل عند زوجته حفصة عسلا ذا رائحة، غار بعض أزواجه وكررن عليه أنهن وجدن منه رائحة متغيرة ـ وكن يعلمن كراهته لذلك ـ ولكن حملتهن الغيرة على هذا القول، فحرم النبي (ص)العسل على نفسه لأجل قول نسائه، فأنزل الله عليه قوله تعالى{يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} الآية
وهذا ثابت في صحيح البخاري وغيره
وفي صحيح مسلم عن شريح بن هانئ قال قلت لعائشة بأي شيء كان النبي (ص)يبدأ إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك
والذي ينبغي على المسلم والمسلمة العناية بهذا الأمر، حتى لا يوجد منه ما يجعل جلساءه ينفرون منه ويستقذرونه، لأن بعض الناس يمكث أياما والسواك وفرشاه الأسنان لا يعرفان لفمه طريقا فيورثه ذلك رائحة كريهة وبخرا قبيحا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس