عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-02-2010, 08:41 AM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الأخت الفاضلة إيناس

للتدليل على ما أشرتم عليه، لو أخذنا عينة من القضايا الشائكة التي نعيشها، وحاولنا مقارنتها مع عينات مما يشبهها في مناطق أخرى بالعالم، سنجد الرافعة أو الروافع التي تبقي مشاكلنا مستعصية دون حل.

دعيني في البداية أفترض أنه ليس هناك خلاف في وجهة النظر الساعية الى إيجاد أشكال من التنسيق الضروري بين بلداننا المتجاورة والمتشابهة في آلامها وأحلامها وثقافتها، ووجهة النظر تلك تطمح في أقصى طموحاتها للوصول الى وحدة سياسية واقتصادية وعسكرية كاملة.

ما هي النقاط التي يتسلح بها معارضو هذا التوجه وعلى أي فقه يستندون وِفق تلك الثلاثية (الشخصية، الفردية، المواطنة)؟

ـ التشكيك بالهوية الجامعة من حيث تسميتها:
لا شك أن بلداننا مليئة بإثنيات قومية (عرقية)، وإن توصيفها أو إطلاق اسم أمة عربية عليها، سيثير اعتراض الأعراق الأخرى، والذين يفضلون إطلاق اسم أمة إسلامية أو أمة تحمل اسم البلد أو المنطقة كأمة مصرية أو أمة عراقية أو سودانية أو غيرها.

لنفرض أن أسمينا تلك الأمة بالأمة الأمازيغية أو الكردية، وهي إن مهدت لمشروع النهوض بتلك الشعوب فلا أعترض شخصيا على ذلك، ولكن سيبقى هناك اعتراض يحمل وجاهته دون شك. وكما اعترض الأكراد على شعار حزب البعث (أمة عربية واحدة..) سنجد من يعترض على أمة كردية أو أمة أمازيغية.

ولو أطلقنا عليها أمة إسلامية، سنجد الصابئة والمسيحيين واليهود والمتدينين بأي دين الذين سيعترضون على تلك التسمية الدينية، علاوة على أننا عندما نقول أمة إسلامية سننتقل بالخطاب الى دائرة أوسع كثيرا لا تتجاور ولا توحدها أهداف وآمال قابلة للتحقيق، فكيف سنعالج موضوع المسلمين في الهند وعددهم يزيد عن نصف عدد العرب، وكيف سنعالج موضوع مسلمي نيجيريا. إضافة الى الدخول في موضوع المذهب الطائفي الذي سينظم شؤون الدولة أو ينسق بين رعاياها، وقد لاحظنا عمق تلك الإشكالية في لبنان والعراق والسودان.

في التاريخ والجغرافيا، هناك ما يتفوق على أس مشكلتنا المتعلقة بالهوية، لم يقف العالم كثيراً عندما أطلقت أسماء عشائر وقبائل على دول، كدولة العباسيين والأمويين والعثمانيين ودولة (بني مرين) الخ. وجغرافياً حملت قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية اسم شخص كل ما عمله أنه زار تلك القارتين فحملت ولا تزال تحمل اسمه (أمريكو فسبوشي) ولا زالت دول وولايات تحمل اسم (كولمبوس) دولة كولومبيا وولاية كولومبيا في الولايات المتحدة.

فلحين الاتفاق على اسم جامع للهوية، لا بأس أن يبقى اسم أمة عربية والذي يعني من يحمل التراث والتاريخ واللسان والثقافة العربية.

هذه نقطة من النقاط التي تم تأجيل الاتفاق عليها

وشكراً لكم ولمداخلتكم الكريمة
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس