عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-03-2009, 10:18 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي تعددت الأسباب والتقسيم واحد

تعددت الأسباب والتقسيم واحد

ما يميز الاتجاه العام للدول العربية هو أنها سائرة في اتجاه التقسيم "بحماسة"!
بوصف "الحماسة" لا أعني الأنظمة بل أعني الشعوب .
مهما شتمنا هذه الأنظمة ولعناها أكثر مما لعنا إبليس (وهي تستحق اللعن عموما!) فإنها لا تريد التقسيم لأنه لا يفيدها، فالنظام السوداني لا يتمنى انقسام دارفور ولكن أهل هذا الإقليم أو جزء منه مهم على الأقل يريدونه من أعماق قلبهم.
وفي العراق مع انهيار النظام البعثي تفرق الإقليم شذر مذر، بفعل الاحتلال أساسا بلا شك، ولكن السهولة التي مرت بها خطة التقسيم والحماسة التي نفذ بها قسم فاعل من المواطنين هذه الخطة الاحتلالية تثير التأمل.
ولو تركنا الأردن لحاله لتذابح فيه الفلسطينيون والأردنيون مع الأسف أو لأجل الدقة: تذابحت فيه العناصر المتحمسة وأخشى أن العقلاء لا يسيتطيعون إيقاف حماس الانتحار هذا.
وفي السعودية منذ سنين وسنين يشير العقلاء القلائل جدا مع الأسف إلى أن التحريض المتبادل بين السنة والشيعة سيقود إلى التقسيم. ولكن الحماسة كانت تدفع السائرين في خط الصراع الداخلي إلى تجاهل التحذيرات بل إلى التهجم على المحذرين.
وسوريا لو جرى للنظام ما جرى لجاره العراقي لانقسمت لا إلى طائفتين بل إلى خليط من الطوائف والقوميات المتناحرة، فحتى الإسماعيليون والعلويون وهما معا أقليتان من حيث المذهب لا يطيقون بعضهم وقد أثبتوا الحماس في الصراع الداخلي مرارا.
ولبنان حدث عنه ولا حرج وأمره معروف وزاد الانقسام المسيحي الإسلامي انقساما سنيا شيعيا في الفترة الأخيرة.
وفي المغرب يعمل متطرفوا الدعوة الأمازيغية بنشاط وحماس على تحريض المكون الأمازيغي على المكون العربي بتشويه التاريخ وتحويله إلى تاريخ اضطهاد.
وتبقى مصر مركز ثقل العرب. إن الاندماج الوطني التاريخي الذي يميز هذا البلد عن غيره لم يعرقل مع ذلك تحول الأقباط والمسلمين إلى كتلتين متعاديتين.
والفلسطينيون الذين كان يفترض فيهم أنهم الشعب الذي "فيه ما يكفيه" فليس عنده وقت للانقسام تحمست منظمتان فيه للتذابح هما حماس وفتح. وهنا مثل بقية البلاد كان للطرف الخارجي دور في تأجيج الانقسام لكن هنا مثل غير هنا كان للاستعداد الداخلي دور في إنجاح مشروع التقسيم.
الاستعمار لا يجبرك أن تتذابح مع أخيك إن لم يكن عندك دافع داخلي لذلك.
تعددت أسباب التقسيم والتقسيم واحد: من مشكلة طائفية بين سنة وشيعة وغيرهم إلى مشكلة قومية بين أكراد وعرب وأمازيغ وأفارقة إلى مشكلة قطرية بين فلسطينيين وأردنيين إلى مشكلة سياسية بين فتح وحماس.
والصومال المندمج قوميا ودينيا انقسم قبلياً.
أين العلة؟ ما الحل؟


البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس