عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-10-2008, 01:50 PM   #4
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

تقسيم مقاصد الشريعة



مقاصد الشريعة بمعناها الأخير الذي تقدم ذكره، يمكن النظر إليها

على نطاق الشريعة كلها، فنكون حينئذ أمام مجمل مقاصدها.

ويمكن النظر إلى جانب معين ـ أو بضعة جوانب ـ من

الشريعة، فتظهر لنا مقاصد ذلك الجانب وقد ننظر إلى كل من

أحكام الشريعة ـ على حدته ـ لنتبين مقصوده الخاص به، أو

مقاصده إن كانت له مقاصد متعددة.



وعلى هذا الأساس، يمكننا تقسيم مقاصد الشريعة إلى ثلاثة أقسام:

( انظر: مقاصد الشريعة الإسلامية لابن عاشور:143 وما بعدها؛

ونظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي ص 7 ـ 8 ).

1 ـ المقاصد العامة:



وهي المقاصد التي تمت مراعاتها وثبتت إرادة تحقيقها على

صعيد الشريعة كلها أو في الغالب الأعم من أحكامها، وذلك مثل

حفظ الضروريات الخمس ( الدين، والنفس، والنسل، والعقل،

والمال)، مثل رفع الضرر، ورفع الحرج، وإقامة القسط بين

الناس، وإخراج المكلف عن داعية هواه..( العبارة الأخيرة للإمام

الشاطبي، الموافقات ص168 ).

2 ـ المقاصد الخاصة:



وأعني بها المقاصد المتعلقة بمجال خاص من مجالات التشريع،

كمقاصد الشريعة في أحكام الإرث وما يلحق به، ومقاصد

الشريعة في مجال المعاملات المالية، أو في مجال الأسرة.وقد

يدخل ضمن المقاصد الخاصة المقاصد المتعلقة بعدة أبواب

تشريعية لكنها متقاربة ومتداخلة، كمقاصد الولايات العامة،

ومقاصد العبادات. والذي لفت الأنظار إلى هذا القسم واعتنى به

هو الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه ً مقاصد الشريعة

الإسلامية ً وقد تناول منه:

ـ مقاصد الشارع في أحكام العائلة.

ـ مقاصد الشارع في التصرفات المالية.

ـ مقاصد الشارع في المعاملات المنعقدة على الأبدان (التشغيل).

ـ مقاصد القضاء و الشهادة.

ـ مقاصد التبرعات.

ـ مقاصد العقوبات.

3 ـ المقاصد الجزئية:



وهي مقاصد كل حكم على حدته، من أحكام الشريعة، من إيجاب،

أو ندب، أو تحريم، أو كراهة، أو شرط...

مثال ذلك قولنا: الصداق في النكاح مقصوده إحداث المودة بين

الزوج والزوجة، والإشهاد مقصوده تثبيت عقدة النكاح دفعا

للتنازع والجحود...



ومعلوم أن الإدراك الصحيح والكامل لمقاصد الشريعة لا يكون

إلا بالبحث عنها والنظر إليها من خلال هذه الأقسام الثلاثة كلها،

بحيث لا يمكن الحديث عن المقاصد العامة للشريعة من غير

إدراك لمقاصدها في كل باب من أبوابها، ولا يمكن إدراك مقاصد

الأبواب ولا المقاصد العامة إلا بفحص المقاصد الجزئية وتتبعها

واستخراج دلالاتها المشتركة. كما لا يصح تقرير العلل والمقاصد

الجزئية للأحكام في معزل عن المقاصد العامة.

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس