عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-11-2007, 06:01 PM   #42
zamzams
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 302
إفتراضي

شَـكْـوَى


يَا لَيْلُ كَمْ أَشْكُو وَلَمْ تُصْغِ لِي!
هَلْ تَبْلُغُ الشَّكْوَى فُؤَادَ الـخَلِي؟

طَوَيْتَنِي حُلْماً وَلَمَّا ذَوَى
نَشَرْتَنِي جُرْحاً وَلَمْ تَحْفِلِ

تَسَاقَطَتْ أَوْرَاقُ عُمْرِي عَلَى
كَفَّيْكَ أَغْفَى فِيْهِمَا مِشْعَلِي

يَشِيْخُ نَبْضِي كُلَّمَا أَوْغَلَتْ
رَايَاتُكَ السَّوْدَاءُ كَالـجَحْفَلِ

وَكُلَّمَا ضَمَمْتَنِي كَمْ مُنَىً
تَكَسَّرَتْ فِي مُهْجَةِ الأَعْزَلِ!

وَحَقْلُ آمَالِي إِذَا مَا زَهَا
تَهْوِي بِهِ حَصْداً بِلا مِنْجَلِ

أَغْرَقْتَنِي فِي لُجَّةٍ مَا لَهَا
مِنْ آخِرٍ يُرْجَى وَلا أَوَّلِ

وَيَرْتَدِيْنِي الـخَوْفُ يَجْتَرُّنِي
وَسَاوِساً تَؤُزُّ كَالـمِرْجَلِ

أَرَى وَلا أَسْمَعُ إِلاَّ كَمَا
رِيْحٍ عَوَتْ مِنْ سِتْرِكَ الـمُسْدَلِ

وَالصَّمْتُ كَالـمَقْبَرَةِ الـتَحْتَوِي
هَيَاكِلاً فِي قَبْضَةِ الـهَيْكَلِ

كَمْ بَائِسٍ يَكَادُ يَقْضِي أَسَىً
لَوْلا غَوَادِي دَمْعِهِ الـمُسْبَلِ!

مَاذَا جَرَى يَا لَيْلُ؟ مَا لِلوَرَى
يَشْكُوْنَ طَعْمَ الـمُرِّ لِلحَنْظَلِ؟

أَحْلامُهُمْ تَلُوْكُ أَحْلامَهُمْ
وَقَدْ نَمَتْ فِي حِضْنِكَ الـمُمْحِلِ

تَعْزِفُ مِنْ أَنَّاتِهِمْ نَغْمَةً
فَيَرْقُصُ الـمَكْلُوْمُ لِلمُثْقَلِ

وَفِي مَآقِيْهِمْ تَنَامَى الأَسَى
شَوْكاً نَدِيَّ الغُصْنِ لَمْ يَذْبُلِ

تَغْتَالُهُمْ دُنْيَا لَهَا أَوْجُهٌ
كَمْ نُبْتَلَى فِيْهَا! وَكَمْ نَبْتَلِي!

وَنَارُهَا كَنُوْرِهَا وَالوَرَى
كَمَا فَرَاشٍ هَشَّ لِلمَقْتَل

وَتَسْبِقُ الأَقْدَارُ فِي غَفْلَةٍ
لا يَسْتَوِي الزَّارِعُ وَالـمُجْتَلِي

يَا لَيْلُ كَمْ أَشْكُو وَمَا هَمَّنِي
أَصْغَيْتَ أَمْ يَا لَيْلُ لَمْ تُصْغِ لِي؟

سَتَهْتِكُ الشَّكْوَى سِتَارَ الدُّجَى
فَطُلْ كَمَا تَشَاءُ أَوْ فَارْحَلِ

شعر/ عيسى جرابا
__________________
zamzams غير متصل   الرد مع إقتباس